تحية الإسلام
ما هي تحية الإسلام؟
إنّ تحية الإسلام هي قول العبد عند إلقاء التحية "السلام عليكم" بصيغة الجمع، سواء كان يُسلّم على واحد أو على جماعة، وتكون صيغة رد السلام هي قول: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، وقد زيد في الرد الرحمة والبركة لقول الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}، فيمكن الاقتصار على "وعليكم السلام" ولكنّ الزيادة فيها أفضل وأحسن وأكمل، وهذه الصيغة هي تحية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والسلف الكرام.
ويمكن أيضًا قول "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" عند الابتداء بالسلام، وأن يقول "سلامٌ عليكم"، إلّا أنّ تعريف السلام أفضل من تنكيره، فقول "السلام عليكم" هو تحية أهل الإيمان في الدنيا، وقول "سلامٌ عليكم" هو تحيّتهم في الجنة.
معاني تحية الإسلام
إنّ لتحية الإسلام معاني جليلة وعظيمة، حيث فسّر أهل العلم قول "السلام عليكم" بالعديد من التفسيرات الجميلة والتي تتقارب فيما بينها، فقيل إنّ معناه الدعاء بالسلامة من الآفات في الدين والنفس، فكانت تحية الإسلام بمثابة العهد بين المسلمين على صيانة دمائهم، وأعراضهم، وأموالهم، وقال النووي إنّ معنى "السلام عليكم" أي اسم الله السلام عليكم، ومعناه الدعاء بالحفظ والمعية الإلهية، وقيل أيضًا إنّ معناه الدعاء بملازمة السلامة للعبد.
ومن معاني السلام إخبار المُسَلِّم للمُسَلَّم عليه بسلامته وأمنه من أيّ أذى قد يأتيه عن طريقه، فيردّ عليه المسلَّم عليه بالدعاء أن يحصل له مثل هذا من السلامة والأمن، وقيل هو تذكير بذكر الله الذي عافى العبد من المكروه وأمّنه من المحذور وسلّمه ممّا يخاف، فيردّ المسلّم عليه بمثل قوله ويزيد في ذلك كأنّه يُعطيه هدية على ابتدائه بالسلام، ومن معانيه أنّ السلام فيه إشارة من المسلمين لبعضهم بعضًا بالسلامة من الشر، وحصول البركة، والرحمة، وهذا لدخولهم الإسلام ونوالهم هذا الأجر العظيم، فهم ما داموا على الإسلام فالبركة والرحمة والسلامة ملازمة لهم.
فضل تحية الإسلام
إنّ لإلقاء التحية في الإسلام الكثير من الفضائل التي دلّت عليها النصوص الشرعية الثابتة، ومن هذه الفضائل:
- حصول الأجر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رجلًا مرَّ علَى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ- وَهوَ في مجلسٍ فقالَ: السَّلامُ عليكم فقالَ عشرُ حسَناتٍ فمرَّ رجلٌ آخرُ فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ فقالَ عِشرونَ حسنةً فمرَّ رجلٌ آخرُ فقالَ السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ فقالَ ثلاثونَ حسنةً).
- إلقاء السلام من أفضل الأعمال، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ).
- تحية الإسلام هي التحية التي رضيها الله -تعالى- للنبي آدم -عليه السلام- وذريّته من بعده، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَلَقَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ النَّفَرِ، وهُمْ نَفَرٌ مِنَ المَلائِكَةِ جُلُوسٌ، فاسْتَمِعْ ما يُجِيبُونَكَ، فإنَّها تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قالَ: فَذَهَبَ فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ، قالَ فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللهِ).
- تحية الإسلام هي إحدى وصايا رسول الله لأمّته، فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بسَبْعٍ: بعِيَادَةِ المَرِيضِ، واتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وتَشْمِيتِ العَاطِسِ، ونَصْرِ الضَّعِيفِ، وعَوْنِ المَظْلُومِ، وإفْشَاءِ السَّلَامِ).
- إفشاء السلام سبب من أسباب دخول الجنة، فقد قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).
فوائد تحية الإسلام
إن لإفشاء السلام والالتزام بتحية الإسلام الكثير من الفوائد التي تعود على المجتمع وعلى الأفراد، ومن هذه الفوائد ما يأتي:
- إفشاء السلام سببٌ من أسباب المحبة والألفة بين المسلمين التي توجب دخول الجنة والبعد عن النار.
- إفشاء السلام سببٌ في تمكين العلاقات بين أفراد المجتمعات وتقاربهم وزيادة وحدتهم والتحامهم.
- تحية الإسلام هي تحية مباركة طيبة تحمل معاني الطيب، والبركة، والسلام، والأمان إلى النفوس، وتقوّي بين المسلمين الروابط الإيمانية والإخاء.
- تحية الإسلام هي أفضل تحية في العالم، فهي التي شرّف بها الله -تعالى- أهل الإسلام، وهي شعار المؤمنين.
ملخّص المقال: تحية الإسلام هي قول المسلّم: "السلام عليكم" والرد بالمثل أو الزيادة، وهذه التحية تحمل معاني تدور حول الدعاء بالسلامة، والرحمة، والبركة، والأمان، ولتحية الإسلام فضلٌ عظيم وأجرٌ كبير، كما أنّ لها الكثير من الفوائد والآثار الإيجابية على الأفراد والمجتمعات.