تحليل رواية روميو وجوليت
تحليل موضوعي لرواية روميو وجوليت
تدور رواية روميو وجولييت للكاتب شكسبير حول مراهقين من عائلتين متنازعتين وقعا في غرام بعضهما، ولكن صراعات العائلتين تقف دون أن يتكلل هذا الحب بالنجاح، ليقاوم روميو هذا النزاع الممتد ويبقى على علاقته مع جولييت التي يحاول والدها تزويجها، فتزوّر وفاتها بمخدر يُدخلها بغيبوبة تستيقظ منها لاحقًا، وترسل لروميو رسالة تخبره فيها خطتها.
لكن الرسالة لا تصله فيعتقد أنّها قد ماتت بالفعل، ليذهب إلى نعشها ويسمم نفسه ويموت، لتستيقظ هي وتطعن نفسها بعدما عرفت أنّه روميو مات لأجلها، ليكون موت هذين العاشقين بداية صلح للعائلتين اللتين أنهيتا النزاع.
عرف التاريخ الأدبي أفكارًا مشابهة لقصة روميو وجوليت، بل قد تكون شبه نسخة عنها في الأدب الإيطالي والفرنسي والإنجليزي، ولكن تميزت نسخة شكسبير بكونها تدافع عن المحبة والعشاق، وتُحاول إيصال فكرة للمجتمع أنّ الوقوف في وجه عاشقين يخلّف مآسٍ عديدة، فهو قصة تم بذل كل حبكتها لتعزيز فكرة سمو المحبة على الكراهية ، وإن حالت المحبة دون القضاء على الكراهية غادرت وضحت بنفسها.
يصوّر قتل روميو لنفسه التضحية بالذات لخدمة الشعور السامي "الحب"، وتحدي السلطة الأبوية التي لا يمكن إعلان الطاعة لها في عصيان النفس المحبة، بل حثت القصة على التمرد الاجتماعي أمام ما يرغبه الفرد ويرى فيه صلاحه.
تحليل الصراع في رواية روميو وجوليت
حملت الرواية في حبكتها فكرة الصراع الفعلي والمجازي؛ أمّا الفعلي فهو المتمثل في الخلافات العائلية، والمجازيّ هو النور والظلام، الحب والكراهية، الحياة والموت، السر والعلن، الداخلي العميق مقابل الخارجي المدّعي، إذ اعتبر روميو وجولييت أنّهما يشكلان النور الوحيد في حياة بعضهما البعض في وسط الكراهية المظلمة، التي تفرض سلطتها، وتحاول توريث نفسها من خلال الآباء وما يحاولون إقناع الأبناء به.
إلّا أنّ الرفض الداخلي الذي صنع حالة من الارتباك النفسي في شخصية روميو، جعله يلقي النكات الضاحكة ويظهر المشاكسة دائمًا قابله حالة من التماهي بداية، إلى أن جاء السبب الذي جعل روميو يفجر ثورته الرافضة للانصياع وهو حبه لجولييت، التي ترفض بداخلها انقيادها للأسرة التي تزوجها ممن شاءت، وتثور بحب روميو معلنةً رفضها بحرمان أسرتها منها من خلال الموت المدعى.
تحليل النهاية في رواية روميو وجوليت
نرى أنّ الخلاف المدفوع بالحقد والثأر بين العائليتن قد أسفر عن موت ثلاثة من الشبان في كلا الطرفين، الأمر الذي قد شكّل صفعة أيقظتهم على حقيقة أنّ كل خلافاتهم لم تكن لتصلح شيئًا، بل إنّها كلفتهم أبناءهم، فكان لا بد من الموت أن يحدث ليحيا الوعي في عقول المتنازعين.
اعتقدوا مطوّلًا أنّهم يجب أن يؤذوا بعضهم البعض ليحققوا انتقامهم ويستريحوا، فلم يجدوا انتقامًا أكبر من الموت نالت كل عائلةٍ منه نصيبها، في رمزية تدل على أنّ الفرد ممكن أن يقدم نفسه أمام الفائدة الاجتماعية.