تاريخ مدينة وجدة
مدينة وجدة
تُعرف مدينة وجدة بأنّها عاصمة المساجد في المملكة المغربيّة؛ إذ يوجد فيها ما يفوق أربعمئة مسجدٍ، ولهذا تحتّل المركز الثّاني بين مدن العالم في عدد المساجد بعد مدينة إسطنبول التركيّة، بناها الزعيم المغراوي زيري بن عطيّة مؤسّس المغرب في عام 994م الموافق 384هـ، وحصّنها بأسوارٍ، وجهّزها بأبوابٍ، وأقام عليها حرّاساً يفتحونها ويغلقونها.
سُمِّيت مدينة وجدة بهذا الاسم نسبةً إلى سليمان الشماخ قاتل الملك المغربيّ إدريس الأوّل، الذي دسّ السّم للملك في طعامه بالاتفاق مع العباسيّين، وهرب إلى شرق البلاد، إلى أن تمكّن المغاربة من العثور عليه والانتقام منه؛ وذلك بقتله في هذه المنطقة، وهكذا سُمّيت المدينة بوجدة.
الموقع والمساحة
تقع مدينة وجدة في الجهة الشرقيّة من المغرب، في عمالة وجدة أنكاد في منطقة حدوديّة مع الجزائر، وتبعد مسافة ستّين كيلومتراً عن البحر الأبيض المتوسّط، وتتبع لها ثماني قرىً هي: أهل أنكاد، وإسلي، ولبصارة، وعين صفا، وبني خالد، وسيدي بولنوار، وسيدي موسى لمهاية، ومستفركي، وتشغل مساحةً تبلغ 350كم، في حين يُقدّر ارتفاعها عن سطح البحر بـ470م.
التاريخ
بعد أن فتح المُرابطون مدينة وجدة بقيادة يوسف بن تاشفين عام 1073م، سقطت المدينة تحت حكم المرينيين، بقيادة السلطان أبي يوسف يعقوب المريني عام 1272م، بعد أن دمّرها ودكّ أسوارها وجعلها خراباً، وبسبب موقعها الاستراتيجيّ والسياسيّ المهمّ كانت الدولة المرينية في عداءٍ وتماسٍ دائمٍ مع أمراء بني عبد الواد الموجودين في تلمسان، ولأنّها مدينة حدوديّة مع الجزائر كانت المدينة مسرحاً لهجمات العثمانيّين، كما دارت على أرضها معارك الإيّالة الأشراف أبناء مولاي علي الشريف.
ثورة الروكي بوحمارة
انقسمت قبائل وجدة في هذه الثورة إلى روكيين ومحمديين؛ حيث ساندت قبيلتا الهلاليّين وأهل نكاد ثورة بوحمارة بقيادة الحاج السهليّ، وأجبرت عبد المالك السعدي حاكم المدينة على الفرار إلى الجزائر التي كانت خاضعة للاحتلال الفرنسيّ آنذاك، مع القبائل التي ساندته مثل المهاية، وكان ذلك في عام 1886م.
وجدة في ظلّ الاستعمار الفرنسي
ظهرت في وجدة رموز المقاومة الجزائريّة، مثل: البطل المقاوم الأمير عبد القادر الجزائريّ، ولم يبخل أهلها على المقاومة إن كان بالسّلاح أو بالمال، وأدركت فرنسا أنّ وجدة هي بوّابتها لاحتلال كامل المغرب العربيّ، ودول شمال أفريقيا، فدخلتها مرّاتٍ عدّةً، إلى أن احتلّتها، وكان ذلك في عام 1907م، وخلال الحرب العالميّة الثانية كانت وجدة إحدى القواعد العسكريّة البارزة، التي نزلت فيها القوّات الأمريكيّة لمحاربة فيلق الصحراء الموجود في ليبيا بقيادة المارشال جون باتون.