تعريف الحقد
المشاعر الإنسانية
المشاعر الإنسانية مشاعرٌ طبيعيّةٌ وفطريّةٌ أوجدها الله تعالى في الإنسان مُنذ خلقه للتعايش مع أبناءِ جنسهِ بطريقةٍ سليمة، وتنقسم هذه المشاعر إلى مشاعرَ إيجابية ومشاعرَ سلبيةٍ، فالمشاعر الإيجابية مثل: المحبة، والشفقة، وحب الآخرين والتعاطف معهم وغيرها تُشيع بين الناس التعايش المسالِم والطبيعي وتحقق الراحة بينهم، أمّا المشاعر السلبية مثل: الكره، والحقد، والغضب، والحسد وغيرها كلّها تؤدي إلى انتشار المشاكل والبغضاء بين الناس، ولكنْ يُعتبر الحقد من أكثر المشاعر التي قد تَقضي على العلاقات الإنسانية معاً بشكلٍ كبيرٍ، وتسبب الضرر للشخص الحاقِد نتيجةَ كثرة الأفكار السلبية التي قد تراوده.
تعريف الحقد
للحقد معانٍ كثيرة منها أنّه الضغن والانطواء على البغضاء، وحفظ العداوة في القلب والتربص لفرصتها؛ حيث إنّ الحقد يقود إلى التسبب بالضرر للشخص المحقود عليه بأيِ وسيلةٍ كانت، فالشخص الحاقد ينتظر الفرصة المناسبة ليستطيع الانتقام من الشخص الذي يحقد عليه.
حكم الحقد
يختلف حكم الحقد في الإسلام حسب السبب الباعث له؛ فهو عندما يكون من دون حقٍ فإنّه مذموم شرعاً لأنّه يُورث البغضاء، والكره، والعداوة بين الناس، فبعض الناس يحقدون على الآخرين دون سببٍ وإنما الغيرة منهم هي الدافع الأول، وقد ذمّ الله تعالى المنافقين الذين يُظهرون الود للمسلمين وما إنْ يغيبوا يتغلّل الحقد في قلوبهم، قال تعالى وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأْنَامِل مِنَ الْغَيْظ سورة آل عمران [119].
إنّ الحقد على ظالمٍ؛ حيث يكون المظلوم غير قادرٍ على أخذ حقه أو ملاحقة الظالمٍ لأسبابٍ كضعف حيلة المظلوم، أو جبروت الظالٍم لا يُعدّ مذموماً في الشرع، ولكنْ عندما يظفر هذا المظلوم بالظالم فيمكنُ له أنْ يأخذ حقه منه أو العفو وذلك أفضل، وأن لا يبقى في قلبه حقد، قال تعالى (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيل عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاس) سورة الشورى [41].
طرق التخلّص من الحقد
للتخلّص من الحقد بشكلٍ كاملٍ لا بد للشخص الحاقد أنْ يقضي على سبب الحقد الأصلي وهو الغضب والغيرة، وتذكير النفس بعاقبة الانتقام والتسبّب بالضرر للناس من دون وجه حقٍ، فالله تعالى يحاسِب كل عبدٍ على تصرفاته، وهو القادر على كل شيءٍ وبيده مقاليد الأمور، فالله أعظم قدرة من أي كائنٍ حي ولا يقبل الظلم على عباده.
إنّ المصافحة والتهادي بين الناس قد تقضي على ما قد تحمل الصدور من غلٍ، أو غيرةٍ، أو ضيقٍ؛ بل على العكس تُستبدل بالمحبة والمودة وحب الخير، ومحاولة الاستعاذة من الشيطان الرّجيم عند تجمّع الأفكار السلبية التي قد يكبِّرها الشيطان ويضخِّمها من أجل التسبب بالمفاسد والضرر.