تاريخ صباغ الأرجوان
اللون الأرجواني
يعد اللون الأرجواني لونا نادرًا نسبيًا في الطبيعة، وقد كان من الصعب في عصور ما قبل التاريخ رؤية فاكهة أرجوانية أو زهرة أو حيوانًا بهذا اللون، وبالتالي فقد كان اللون مقدسًا، اشتقت الكلمة من اسم الصبغة الأرجوانية Tyrian المصنّعة من المخاط الذي يفرزه حلزون الموركس، ويعود أصله إلى مدينة صور التجارية الفينيقية الواقعة في لبنان اليوم، والتي كان اقتصادها معتمداً جزئياً على بيع الصبغة الأرجوانية، لذلك كانت هناك حاجة لكمية لا تصدق من مخاط الحلزون لإنتاج كمية صغيرة من الصبغة.
تاريخ صباغ الأرجوان
تركزت لقرون تجارة الصبغ الأرجواني في م دينة صور أثناء الحضارة الفينيقية القديمة، قد وسجلت أول حادثة اكتشاف لصباغ الأرجوان في الأساطير عند اكتشاف الفينيقي ملكارت الصبغة، فأثناء سيره على طول شاطئ البحر مع كلبه والحورية تيروس، عض الكلب على حلزون بحري كبير، مما إلى تطلخ فمه باللون الأرجواني، فقام ملكارت على الفور بصبغ ثوب بخلاصة من فم الكلب وقدمه إلى تيروس، وكان نادرًا جدًا لدرجة أنه كان وزنه ذهبًا، ولحصاده كان العاملون يتبعون الخطوات الآتية:
- فتح قوقعة حلزون الموركس.
- استخراج مخاط ينتج اللون الأرجواني.
- غمره بمحلول ملحي في وعاء من الرصاص.
- تعريض المخاط لأشعة الشمس لفترة محددة من الوقت حتى يتحول لون الخليط إلى اللون الأرجواني المحمر.
وقد كانت عملية استخراج صباغ الأرجوان طويلة وتخلف رائحة كريهة للغاية، ولذلك كانت أماكن تصنيعها تقع عادةً في اتجاه رياح البلدان والمدن، وقد كان اللون الأرجواني باهظ الثمن، ففي روما خلال القرن الأول الميلادي كلّف رطل من الصبغة الأرجوانية الصورية حوالي نصف الراتب السنوي للجندي الروماني أو ما يعادل تكلفة خاتم ألماسي اليوم.
منزلة صباغ الأرجوان
كان لصباغ الأرجوان منزلة ملكية عالية عبر التاريخ، وفيما يأتي ذكر لأبرز ما سجل عنه:
- كان اللون الأرجواني مؤشرًا ثابتًا على الثروة والقوة.
- كان ذا قيمة روحانية؛ لأن القادة القدامى الذين ارتدوه كانوا يعدون عند الناس من نسل الآلهة.
- وضعت الإمبراطورات في ا لإمبراطورية البيزنطية مواليدها في غرفة أرجوانية كوسيلة لفصلهم عن أولئك الذين فازوا أو انتزعوا لقبهم.
- منع بعض الأباطرة الرومان مواطنيهم من ارتداء الملابس الأرجوانية، وقد كان ذلك تحت طائلة الإعدام.
ابتكار صباغ الأرجوان صناعيًا
ابتكر الكيميائي الإنجليزي ويليام هنري بيركين البالغ من العمر 18 عامًا في عام 1856 مُركّبا أرجوانيًا صناعيًا عن طريق الخطأ أثناء محاولته تخليق مادة الكينتين لتصنيع عقار مضاد للملاريا، وإدراكًا منه لإمكانية استخدام المركب في صبغ الأقمشة؛ حصل على براءة اختراع للصبغة وصنعها تحت اسمي الأنيلين الأرجواني والأرجواني الصوراني، والذي تغير لاحقًا إلى البنفسجي نسبة للاسم الفرنسي للزهرة الأرجوانية.