تاريخ الجزائر القديم
تاريخ الجزائر القديم
تقع الجمهوريّة الجزائريّة شمال غرب قارة إفريقيا، وهي الدولة الأكبر من حيث المساحة عربياً وإفريقياً، والغالبية العظمى من السكان في الجزائر اليوم من المسلمين الذين يعيشون في المناطق الشمالية لاعتدال المناخ فيها، وللجزائر تاريخ موغل في القدم؛ حيث تعاقبت عليها العديد من الحضارات، ولكنّ الاحتلال الفرنسيّ عبث بالعديد من المواقع الأثريّة لتشييد مدن جديدة مكانها أو إقامة سجون، وفيما يأتي أبرز الحقب التاريخيّة التي مرّت على الجزائر:
قبل التاريخ
تميّزت الصحراء منطقة الجزائريّة في العصر الحجري بالازدهار بسبب وجود الأمطار في تلك الفترة، ووجدت رسومات تصوّر تفاصيل الحياة اليومية للإنسان القديم، كما وُجدت آثار موغلة في القدم في العديد من المواقع الأثرية يرجع بعضها إلى مليونيّ عام، بالإضافة إلى بقايا بعض الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان.
العصر الفينيقي
امتد نفوذ الفينيقيين الذين أسسوا مدينة قرطاجنة على الساحل التونسي إلى الجزائر، بسبب تحكمهم في تجارة البحر المتوسط، وأسسوا مدناً ساحلية في الجزائر كمحطات تجارية مثل: وهران، وكبجاية، وشرشال، وكانت العلاقات الجزائرية مع الفينيقيين في قرطاج تتسم بالمودة.
تجلّت العلاقات الجزائريّة الفينيّة في العلاقات التجارية والمصاهرة من الأمراء الأمازيع، ولم يهتم الفينيقيون بالتوسّع السياسي في أراضي الجزائر بقدر ما اهتموا بالاستثمار، وقد أثّر هذا سلباً على علاقتهم مع الأمازيغ الذين شعروا بالاستغلال والقسوة في التعامل.
العصر الروماني
كان يُطلق على الجزائر في العصر الروماني موريطانيا القيصرية من ضمن الجزء الشرقي الذي حكمه بطليموس ابن يوبا، وذلك بعد اغتياله على يد كاليغولا، الذي غيّر اسم العاصمة الإدارية للقيصرية تخليداً لذكرى أوكتافيوس أغسطس، وعمل على جعلها مشابهةً للمدن الهيلينية.
أنشأ الرومان أيضًا العديد من الطرق المعبدة التي كانت في الأساس لأغراض حربية، إلا أنّه جرى استخدامها في النشاط التجاري فيما بعد، وأدّى هذا إلى ارتفاع مستوى المعيشة والتعليم وظهور العديد من الفلاسفة والفنانين من البربر خاصّةً بعد انتشار الديانة المسيحية في البلاد.
الأمازيغ
شملت المملكة الأمازيغية التي تحرّرت من قبضة القرطاج منطقة المغرب الأوسط والأقصى، وكانت تُسمّى مملكة نوميديا، وقد ساعدت روما نوميديا في صراعها مع القرطاجيين في البدء، ولكنها سرعان مع انقلبت عليها، وأرسلت جيوشها لإعادة المغرب إلى قبضتها.
الوندال والبيزنطيين
استطاع الوندال احتلال الجزائر بعد مرورهم إلى شمال إفريقيا عبر مضيق جبل طارق واحتلالهم المغرب الأقصى في البداية، واستولوا على المناطق الخصبة في شمال إفريقيا واستقروا بها، وجاء من بعدهم البيزنطيون ليحكموا الشمال الإفريقي بالكامل وفي القلب منه الجزائر، وذلك حتى الفتح الإسلامي.
العهد الإسلاميّ
وصلت الفتوحات الإسلاميّة إلى مناطق المغرب العربيّ بين عاميّ 642م و669م، وانتشر الإسلام في هذه المناطق على نحو واسع، وقد حُكمت المنطقة بالإمامة الرستميّة التي تدين بالولاء إلى الخلافة العباسيّة في بغداد، ومن ثمّ سقطت هذه الإمامة، وانتقل الحكم إلى الفاطميين ثمّ تُرك حكمها للزيريين وهي سلالة أمازيغيّة تميّزت فترة حكها بعدم الاستقرار السياسيّ والتدهور الاقتصاديّ، إلى أن انتقل الحكم إلى المرابطين وأصبحت الجزائر تابعة لهم.