تاريخ الأندلس
التاريخ المبكر للأندلس
في الفترة الزمنية التي تقدر بنحو 1000 سنة أو 900 سنة قبل الميلاد جذبت الثروات المعدنية والزراعية المستعمرات الفينيقية التجارية للأماكن الساحلية مثل: ولبة، وملقة، وقادس، وخلال القرنين السابع والثامن قبل الميلاد أدى التأثير الفينيقي إلى ظهور حضارة تارتيسوس الغامضة في أخد الأماكن غرب الأندلس.
في الفترة الرومانية التي امتدت من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي، كانت الأندلس من أكثر المناطق تحضراً وثراءً في الإمبراطورية الرومانية، واستوردت روما بعض المنتجات منها، مثل: الزيتون، والنحاس، والفضة، والأسماك، و بعض التوابل الحارة المشتقة من الأسماك، ويعود اثنان من الأباطرة الرومانيين في أصولهم إلى الأندلس، وهم: تراجان، وهادريان.
التاريخ الإسلامي في الأندلس
عبر المسلمون تحت قيادة طارق بن زياد في عام 711م مضيق جبل طارق من طنجة الموجودة حالياً في المغرب، لغزو جنوب إسبانيا، مما أنهى من حكم الغوط الغربيين، ليرتبط تاريخ الأندلس منذ ذلك الحين بتاريخ شمال إفريقيا حتى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.
أصبحت الأندلس بعد الفتح الإسلامي جزءاً من الخلافة الأموية المستقلة في قرطبة، والتي تم تأسيسها على يد عبد الرحمن الثالث، وبعد تفكك هذه الدولة الإسلامية الموحدة في بداية القرن الحادي عشر الميلادي، تقسّمت الأندلس إلى مجموعة من الممالك التي عُرفت باسم ملوك الطوائف، وأكبرها كانت: مالقة، وإشبيلية، وقرطبة، ثم بدأت هذه المقاطعات بالتحارب فيما بينها؛ لتبدأ بالتراجع أمام القوى المسيحية في مملكتي ليون وقشتالة في القرن الحادي عشر.
بدأت ملوك الطوائف بالانتعاش من جديد بعد تعرضها للغزو من قبل المرابطين المسلمين، الذين حكموا الأندلس في الفترة الممتدة بين عامي 1086-1147م، ثم جاء الموحدون المسلمون القادمون من شمال إفريقيا ليحكوا الأندلس في الفترة الممتدة بين 1147-1212م.
بدأت سلطة الموحدين بالتراجع بعد هزيمتهم من قبل الجيوش المسيحية بقيادة ملك قشتالة ألفونسو الثامن في معركة العُقاب عام 1212م، ولم تتمكن القوى المسلمة بعد ذلك من مواجهة القوى المسيحية، وبحلول عام 1251م تمكّن الملك فرديناند الثالث من الاستيلاء على كل الأندلس باستثناء مملكة غرناطة ، والتي سقطت في عام 1492م في يد قوات فرديناند وإيزابيلا، وتم بذلك ضم كامل الأندلس إلى مملكة قشتالة المسيحية.
الأندلس في الوقت الحالي
يُستخدم مصطلح الأندلس في الوقت الحالي كمصطلح جغرافي للإشارة إلى المناطق من إسبانيا الحديثة التي كانت تحت حكم المسلمين خلال العصور الوسطى، وتعد الأندلس حالياً بمساجدها الشهيرة، وحدائقها المروية، والتطور الفلسفي، والعلمي، والأدبي إشارة إلى العصر الذهبي للإسلام الذي استمر مدة 781 عاماً، ولا زالت آثاره المعمارية، والعلمية واضحة في كافة المجالات، وتمتلك دولة إسبانيا في الوقت الحالي سمعة جيدة بين الدول، وتعد عضواً من الاتحاد الأوروبي، ومن أكثر الدول زيارة في العالم.