تأثير الإعلام على المجتمع
تأثير وسائل الإعلام على الاستراتيجيّات التجارية
تؤثّر وسائل الإعلام بشكل مباشر على العديد من المستثمرين ورؤوس الأموال، إذ تختصر وسائل الإعلام الوقت والجهد على المستثمرين الذين يقضون أوقاتاً طويلةً في البحث عن أسهم لشرائها وبيعها، فلوسائل الإعلام تأثير مهم في عملية التداول قصير الأمد، أيّ شراء شركة معينة أو أصول معينة وبيعها في وقت قصير، إذ تتمّ عملية الشراء والبيع في نفس اليوم أو خلال أسبوع واحد، وذلك بمساعدة وسائل الإعلام التي تطرح الشركات والأسهم القابلة للبيع والشراء، وذلك بدلاً من شرائها والاحتفاظ بها لفترة طويلة قبل عرضها للبيع مرّةً أخرى.
تأثير التلفاز على الإنسان
أظهرت دراسة أجرتها شركة إعلاميّة أنّ وسائل الإعلام وخاصةً التلفاز تُلبّي احتياجات الإنسان العاطفية، حيث إنّ الإنسان يشعر بالراحة، والاسترخاء، والهروب من الواقع، ويشعر أيضاً باكتسابه تجارب جديدة، وذلك كلّه لمجرد جلوسة على المقعد أمام التلفاز، ويجلس الإنسان عادةً ما يُقارب السبع ساعات يومياً أمام التلفاز أو حتّى شاشة الكمبيوتر، لذلك فإنّ الشركات تُنفق ملايين الدولارات سنوياً من أجل الترويج لسلعها عبر إعلانات التلفاز، كما تعمل جاهدةً لعرض كلّ ما يجذب انتباه المشاهدين لتجعلهم في النهاية مدمنين على مشاهدة التلفاز وتُحقّق أهدافها التجارية.
أهمية وسائل الإعلام في الحصول على المعرفة
تؤثّر وسائل الإعلام على الفرد من خلال ستة أمور رئيسية، فقد يكون تأثيرها إمّا على مدى الإدراك لديه، أو على اعتقاداته، أو على سلوكه، أو على عاطفته، أو على وظائف الأعضاء، أو على مواقفه ووجهات نظره، وتكمن أهمية وسائل الاعلام بأنّ العقل البشري لا يتوقّف عمله فقط على استقبال المعلومات من الصحف، أو الكتب، أو الأخبار التلفزيونية ،أو مواقع الويب، وإنّما يقوم العقل بتحويل كلّ ما يحصل عليه من معلومات إلى معرفة، واستنتاجات لأمور أخرى ، ومعانٍ جديدة، ومبادئ جديدة تتعلّق بالحياة من حوله.
تأثير الإعلام من ناحية التعليم
يمكن للتلفاز أن يعلم الأطفال الكثير من الأشياء المفيدة، ومنها: تعلم الحروف الأبجدية، والحساب، والتعاون، واللطف، كما تُحفز بعض البرامج على زيارة المكتبات، وحديقة الحيوان، والمتاحف وغيرها من الأماكن الترفيهية التي يمكن زيارتها، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات الحديثة أنّ مشاهدة الأطفال للتلفاز من ساعة إلى ساعتين كلّ يوم دون إشراف له تأثير ضار على التحصيل الأكاديمي خاصةً على القراءة.
تزويد المجتمع بالمعلومات
يُمكّن الإعلام الناس من الحصول على معلومات حول الأحداث الوطنية والدولية، وذلك من خلال الأخبار، ويلعب الإعلام دوراً مهماً في صناعة الرأي العام، ومع ظهور الوسائط الإلكترونية أصبح بإمكان الأشخاص الوصول إلى المعلومات بنقرة زر، حيث يتمّ نشر الصور ومقاطع الفيديو عبر التلفزيون والأجهزة المحمولة.
وسائل الإعلام والمجتمع
إنّ وسائل الإعلام قائمةٌ على أساس الإخبار، وتوصيل المعلومات إلى الجمهور، وتشكيل الحوارات، وديمومة الانفعال مع القضايا التي يطرحها، والأخبار التي يهتم بتناولها؛ وإنّ المجتمع الذي يُعتبر الفرد قاعدته الأولى، ونقطة انتهائه، هو المجال الذي يختبر فيه الإعلام ووسائله والقائمين عليه، مدى نجاعة ما يقدمونه، أو يحاولون الوصول إليه، وينحصر تأثير دور الإعلام في النُقاط الرئيسية الآتية:
- إيصال المعلومات والأخبار: وكل ما يتعلق بها إلى الجمهور العام، بصورةٍ مُجرّدة، ودون تحيُّز.
- خلق النقاشات والحوارات المختلفة: مع نُخب المجالات المتعددة، ضمن حيّزٍ إعلاميٍ مُعيّن؛ وتمثل البرامج التفزيونيّة الحواريّة، مثالاً واضحاً على ذلك.
- البحث عن القضايا: التي لا يعرف عنها العامّة الكثير؛ ويشمل ذلك قصص المُهمشين، وفساد أجهزة الدولة، وقضايا التخابر، والكوارث الخدماتيّة في منطقةٍ ما، وغير ذلك من الأمور.
- محاولةُ خلقِ رأيٍ عام: أو التأثير في الرأي العام ؛ فتطرح وسائل الإعلام مختلف القضايا، وتنتقي إحداها للتركيز عليها، وإثارةَ رأي عامٍ حولها، وفي بعض القضايا يتخذ المجتمع نظرةً أو رأياً عامّاً، فيختار الإعلام بعدها، القيام بدوره لتصحيح وجهة نظر الناس وقناعاتهم، والتأثير بهم على نحوٍ مُغاير.
- محاولة استباق الأحداث: وقد ينظر بعض المُراقبين لهذه النقطة من زاويةٍ حسّاسةٍ للغاية؛ كونهم يعتبرون أنّ استباق الأحداث؛ ليس من مُهمّة الإعلام، وأنّ القيام بذلك فعلٌ يمس بمهنيّة العمل الإعلامي وتجرّده؛ بيد أنّ الرأي الآخر الذي تتبنّاه وسائل الإعلام، يدور حول أهميّة البحث في كواليس الساسة، ودوافع الظواهر الاجتماعيّة، والقواعد التي ينطلق منها الفعل الثقافي في المجتمعات.
- تتمثل هذه النقطة في المواد الإعلاميّة التحليليّة؛ ومنها العمود الصحفي الذي يكتبه كبار الصحفيين في الصحف والمطبوعات، والبرامج التحليليّة التي يديرها الصحفي المُحترف، وتستضيف المُحللين المؤثرين؛ من أساتذة العلوم المختلفة، وأصحاب الخبرات الطويلة، والمُفكرين المؤثرين، ورواد الأعمال، والسبّاقين إلى التجارب.
خيارات المُجتمع
تختلف ردود فعل الأفراد في المجتمع، ودرجة تفاعلهم مع ما تُقدّمه وسائل الإعلام ؛ فمنهم مَن يتتبع المنطق في ردة فعله؛ بأن يستطيع الحكم على أنّ تلك الوسيلة الإعلاميّة مثلاً، تُمارس التهويل والمبالغة تجاه حدثٍ ما، فلا يستحق كل هذا الزخم الذي تعرضه على شاشتها، أو تخصص له الساعات الطويلة من البث الإذاعي، أو لا توفر جُهداً في حشو صفحات الجرائد، والمواقع الإلكترونيّة؛ بما يحلو لها بعيداً عن الواقع. بينما قد يترك عند البعض التفاعل مع كثيرٍ من وسائل الإعلام؛ مُكتفياً بتلقي الخبر، دون الاهتمام لتحليلات وسيلة الإعلام، أو تبنّي الرأي الذي تنادي به بشكلٍ مُبطنٍ أو مُعلن؛ كأن تصف وسيلة إعلاميّة حرب الدولة التي تنتمي إليها، على دولةٍ أُخرى، بالخطوة الصحيحة؛ وهي بذلك طالبت بشكلٍ بديهي، مُتابعيها بتصديق ما تنادي به.
فيما قد تلعب عوامل عديدة دوراً مُهمّاً؛ في دفع الجمهور لتصديق ما تطرحه وسائل الإعلام ؛ مهما كان صحيحاً وواقعياً أو غير ذلك، ومن تلك العوامل؛ شُهرة وسيلة الإعلام، وتوفر الإمكانيّات اللوجستية لديها؛ ونذكر منها القدرة على التغطية الإعلاميّة في معظم المناطق حول العالم، واستخدام التقنيات الحديثة في التصوير والمونتاج، إلى جانب تناول المواضيع الساخنة، ومحاولة الكشف عن المستور؛ فيما يتعلق بسياسات بعض الدول، أو حقائق لم تُعرض بعد.
تأثير الإعلام على المراهقين
- زيادة الوعي: يمكن لوسائل الإعلام أن تساعد على زيادة الوعي لدى بعض المراهقين حول المجتمع والعالم، ويُعدّ الوعي السياسي والثقافي أمراً مهماً إذا أردنا إنشاء جيل من المواطنين المسؤولين اجتماعياً، ويكون ذلك من خلال القنوات الإخبارية، ومواقع الشبكات الاجتماعية، والمجلات، حيث يُمكّن الإعلام المراهقين من إدراك ما يدور حوله في هذا العالم.
- تنمية مهارات القراءة والكتابة: إذا أراد المراهق المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي، أو المدونات، أو غرف الدردشة فيجب عليه العمل على تطوير مهاراته في القراءة والكتابة، وقد يميل المراهق للحصول على كتابٍ ما إذا قام أحد المشاهير بالتحدث عنه.
- الاعتياد على العنف: إنّ حجم العنف الذي يشاهده المراهقون في وسائل الإعلام ، والأفلام، وألعاب الفيديو أمراً مخيفاً، حيث يقضي المراهقون عدّة ساعات كلّ يوم في مشاهدة هذه المشاهد، ممّا يجعل العنف يبدو وكأنّه واقعهم، ويصبحون غير قادرين على التمييز بين الواقع والخيال، ممّا يجعل العنف طبيعياً بالنسبة لهم.
- البدانة: يُسبب قضاء المراهقين معظم أوقاتهم أمام التلفاز أو الحاسوب، وعدم خروجهم للعب في الخارج، وعادات الأكل السيئة، إلى إصابة المراهقين بداء السمنة.