بحث كامل عن التوحيد
تعريف التوحيد
يعتبر التَّوحيد بوابة دخول الإسلام في الدُّنيا وسببٌ للنَّجاة في الآخرة ، وفي الُّلغة يعرَّف التَّوحيد بأنَّه:
- الحكم بأنَّ الشَّيء واحدٌ.
- العلم بأنَّه واحدٌ.
- جعل الشَّيء واحداً.
- نفي التَّشبيه عن الواحد.
- نفي التَّشبيه عن ذات المُوحَدِ وصفاته.
ويعرَّف التَّوحيد في الاصطلاح بما يأتي:
- إفراد الله -تعالى- بما أمرنا به، وبما هو حقٌ له في ربوبيَّته وألوهيَّته وأسمائه وصفاته، فلا شريك له ولا نظير.
- "إفراد الله بالربوبيَّة وما له من الأسماء والصِّفات، والإخلاص له في الألوهيَّة والعبادة"، فالتَّوحيد في الاصطلاح يقوم على إفراد الله -تعالى- بما هو حقُّه في الربوبيَّة والألوهيَّة والأسماء والصِّفات، ونفيها عمَّن نسبها لنفسه أو نُسبت إليه من المخلوقات.
أقسام التوحيد
تم تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسامٍ، والهدف من هذا التقسيم تبسيط المعلومة، وهي على النَّحو الآتي:
- توحيد الربوبيَّة
يتعلق هذا التوحيد باعتقاد أنّ كل الكون يُسيّره ويدبّر أمره الله تعالى، وهذا يشمل حركة الكواكب، ونزول الأمطار، وإخراج النبات، فكل هذه الأمور لا يدبّرها إلا الله تعالى، وإذا نسب العبد التدبير في هذه الأمور لغير الله تعالى فقد أخلّ بتوحيد الربوبية.
وتوحيد الربوبيَّة يعني كذلك اعتقاد أنَّ كلُّ ما يأتينا من خير ونِعم فهو من الله تعالى وحده بوصفه ربَّاً للكون، فالله -تعالى- هو السَّيد المالك المربي، قال -تعالى-: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).
- توحيد الألوهيَّة
وهو أن لا تُصرف عباداتنا إلَّا لله -جلَّ وعلا-، وهو توجيه العبادة لله تعالى فقط، ويسمى توحيد العبادة، ومن قدَّم عبادةً لغير الله فقد أشرك في توحيد الألوهيَّة، وتوحيد الألوهيَّة يعني أنَّ سائر العبادات؛ كالصوم والصلاة والذبح والسجود وغيرها لا يصحُّ أن توجَّه إلَّا لله وحده، قال -تعالى-: (قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ).
- توحيد الأسماء والصِّفات
ويكون العبد موحداً لله تعالى في أسمائه وصفاته إذا أطلقها على الله تعالى وحده، فلا يصحّ إطلاقها على غيره، بالإضافة إلى نفي أن يشبه أحدٌ اللهَ سبحانه في كمال أسمائه وصفاته العلا، فأسماء الله تعالى وصفاته خاصة به، ولا مصدر لها إلا من القرآن الكريم والسنة النبوية، قال الله -عزَّ وجل-: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
أركان التوحيد
على المسلم إن أراد أن يكون موحداً لله تعالى أن يأتي بأركان التوحيد الثلاثة مجتمعة، ولا يصح توحيد إن قصر في احدها وفيما يأتي بيان هذه الأركان الثلاثة:
- الركن الأوَّل: اعتقاد القلب
وهذا يتعلق بالعبادات القلبيَّة؛ كالمحبَّة والخشية والخوف والرجاء والتوكُّل، وغيرها من العبادات القلبيَّة التي لا يكون العبد موحداً إلا إذا كانت هذه العبادات في قلبه، وعليه أن لا يصرف هذه العبادات إلَّا لله وحده، وبهذا يتحقق ركن اعتقاد القلب.
- الركن الثاني: قول الِّلسان
وقول اللسان يشمل: أن يأتي المسلم بالشَّهادتين، وقراءة القرآن، والأدعية والأذكار، ولا يدعو بلسانه غير الله تعالى؛ كأن يحلف بغير الله تعالى، فهو أمرٌ محرّم.
- الركن الثالث: عمل الأعضاء
ويُقصد بالأعضاء الحواس الخمس، ويكون المسلم موحداً لله تعالى بأعضائه وبجوارحه إذا قام بالعبادات بها، وبأن لا يسخر أعضاءه لعبادة غير الله تعالى.
أهمية التوحيد
إنّ للتوحيد أهمية في الدنيا والآخرة، فهو الذي يميّز المسلم عن غير المسلم، وبالتوحيد يثبت للمسلم حقوقاً لا تثبت لغيره، وتظهر أهمية التوحيد في:
- إنَّ الله -تعالى- قد حرَّم وجه الموحِّد على النَّار، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (فإنَّ اللَّهَ قدْ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ).
- التَّوحيد أصلٌ لكلِّ خيرٍ في الدُّنيا والآخرة، وبدون التَّوحيد يفقد الإنسان كلَّ خيرٍ عمله.
- جميع ما يقوم به العبد من الأقوال والأعمال الحسنة النَّافعة يتوقَّف قبولها على تحقيق التَّوحيد.
- يُسَهِّل على العبد فعل الخير وترك المنكرات.
أمَّا آثار التَّوحيد فهي كثيرةٌ، ومنها ما يأتي:
- التَّوحيد سببٌ في دفع النقم وسببٌ في رفع كربات الدُّنيا والآخرة.
- السَّبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه.
- مَن حقَّق التَّوحيد دخل الجنَّة.
- يحصل لصاحبه الهدى والكمال والأمن التَّام في الدُّنيا والآخرة.