بحث عن تطوان
تطوان
تطوان هي واحدة من المدن المغربيّة الواقعة في منطقة الريف الكبير على سواحل البحر الأبيض المتوسّط، بين سلسلة جبال الريف ومرتفعات جبال درسة. يُطلق على المدينة لقب الحمامة البيضاء، وتعود هذه التسمية إلى التمثال الذي يقع في قلب المدينة على شكل حمامةٍ بيضاء اللون، وتتميّز أحياء المدينة القديمة بطابعها الأندلسيّ الذي لا زالت تحافظ عليه، مظهرةً مدى تأثّر المدينة بالحضارة الأندلسيّة العريقة حتّى يومنا هذا على الرغم من تأثرها بالروافد الثقافيّة الأخرى الوافدة اليها، الأمر الذي أثرى المدينة، وميّزها عن غيرها من المدن لما تتّسم به من تاريخٍ عريق.
نبذة عن تاريخ المدينة القديم
تتميّز مدينة تطوان بتاريخها الضارب في القدم، والّذي تؤكد عليه الآثار الرومانيّة التي عُثر عليها في غرب المدينة، حيث عُثر هناك على مدينة (تمودة) الرومانيّة، ووجدت هناك آثار تاريخيّة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وقد دُمِّرت هذه المدينة الرومانيّة عام أربعين للميلاد إثر أحداث ثورة (إيديمون)، وأقيم حصنٌ رومانيٌّ في المدينة لا تزال آثار أسواره ظاهرةً حتّى يومنا هذا. أمّا فيما يخصّ اسم (تطوان) فقد كان موجوداً بحسب المراجع منذ القرن الحادي عشر للميلاد، وقد أعاد الملك الإسباني هنري الثالث بناء المدينة على شكل قلعةٍ حصينة، حيث قيل أنّه الهدف من هذا العمل كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة، لكن في خضمّ تلك الحروب دمّر الملك المدينة عن آخرها عام 1399م.
التاريخ الحديث للمدينة
بدأ التاريخ الحديث لمدينة تطوان في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، أي بعد سقوط مدينة غرناطة آخر معاقل العرب في الأندلس على يد ملوك الكاثوليك الإسبان (فردناند وإيزابيل)، حيث هاجر آلاف العرب والمسلمين واليهود من الأندلس وغرناطة، واستقرّوا على أنقاض مدينة تطوان، وشهدت المنطقة بعد قدومهم ازدهاراً كبيراً في شتّى ميادين الحياة، وتحولت إلى مركز لاستقبال واحتضان الحضارة الأندلسيّة. بنى المدينة الغرناطي (سيّد علي المنظري)، وتحوّل بعدها إلى رمز يلُازم مدينة تطوان. شهدت المدينة مواجهات عسكريّة مع الجيوش الإسبانيّة والبرتغاليّة في القرنين السادس عشر والسّابع عشر للميلاد، حيث شكلت الأساطيل الموجودة في المدينة خطراً دائماً على أعدائها، وبنيت قلاع وأسوار لتعزيز الدفاع عن المدينة. ازدهرت التجارة المغربية مع أوروبا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر للميلاد، وكانت تلك التجارة تتمّ عبر مدينة تطوان التي كانت تعتبر في تلك الفترة من أهمّ الموانئ في المغرب، فكانت البواخر تقوم بالعديد من الرحلات بين مدينة تطوان، وكلاً من مدينة الجزائر وجبل طارق، وليفورنو، ومرسيليا.