بحث عن الديدان الأسطوانية
الديدان الأسطوانية
يُطلق على الديدان الأسطوانية (بالإنجليزية: Roundworm أو Nematode) اسم الديدان الخيطية، وهي من أنواع الديدان التي تنتمي لفصلية النيماتودا الموجودة بكميات كبيرة جدًا على سطح الأرض.
اقتصرت أبحاث العلماء على أنواع الديدان الأسطوانية، التي تعيش كطفيليات نظرًا لأهميتها، وتعتبر الديدان الأسطوانية كائنات متعددة الخلايا، معظمها وحيدة الجنس إما ذكر أو أنثى، وبعضها خنثى أي يحمل الأعضاء التناسلية لكلا الجنسين الذكر والأنثى.
تختلف أطوال الديدان الأسطوانية، فمنها ما لا يُرى بالعين المجردة، ومنها ما يصل طوله إلى 7 م، وقد يصل طولها لأكثر من ذلك، كتلك التي تعيش في أجسام الحيتان ، ويتوافر من الدودة الأسطوانية عدد هائل من الأنواع يصل إلى 20 ألف نوع سُمّيت من قِبل العلماء.
تركيب جسم الديدان الأسطوانية
يظهر جسم الدودة الأسطوانية بأشكال مختلفة نظرًا لأعدادها الهائلة، وهذا ما يجعلها متنوعة في الهيئة، والأحجام، والأطوال، إلا أنّها تتشابه جميعها في الشكل المستدير، مع جهاز هضمي كامل، وغلاف بشرة متين وقوي، كما أنّ لديها هيكلًا عظميًا مرنًا، إلا أنّ بعضها في المقابل لا فقاري، كتلك التي تتطفل على معدة الإنسان وتعيش فيها.
وفيما يأتي توضيح لتركيب جسم الدودة الأسطوانية بالتفصيل:
البشرة الخارجية
تمتلك الدودة الأسطوانية بشرة مؤلفة من مجموعة من المواد الخلوية والأنوية على شكل كتلة متكاملة من دون أغشية منفصلة، وتمتاز بشرة هذه الدودة بأنّها صلبة وسميكة وقادرة على حمايتها، وفي الوقت ذاته تُعتبر مرنة، ولا تُعيق حركتها.
يحتوي جسم الدودة من الداخل على عضلات طولية تتناسب في عملها مع البشرة، والتي تدعم حركة الدودة في كل الاتجاهات، وتساعد على انحنائها، وجديرٌ بالذكر أنّ البشرة لا تبقى على وضعيتها منذ خلق الدودة، بل تتغير 4 مرات خلال نمو الدودة، وقبل وصولها لمرحلة البلوغ.
تتنفس الدودة الأسطوانية من خلال البشرة، نظرًا لأن السوائل والغازات قادرة على اختراقها -أي البشرة-، مما يعني أنّ الدودة تتنفس من جميع أنحاء جسدها، وتمنح خاصية الاختراق هذه الدودة القدرة على الحفاظ على سوائل جسدها الداخلية في أثناء تعرّضها للضغط المرتفع.
الجهاز العصبي
تمتلك الديدان الأسطوانية جهازًا عصبيًا متكاملًا نسبة لجسدها، إذ يوجد حول البلعوم حلقات عصبية تمتد منها أعصاب طويلة تمر عبر جسمها، وتمر هذه الأعصاب خلال الجهاز الهضمي ثم إلى الجهاز التناسلي.
يتفرع من الحلقات العصبية أعصابًا قصيرة تمتد إلى الفم، وتتمحور الخلايا العضلية لتكبر في اتجاه الأعصاب التي تحتوي على سلسلة طويلة من المراكز العصبية.
تعمل هذه الأعصاب الممتدة عبر جسم الدودة على نقل المعلومات الحسية، والتي تستقبلها من خلال اللمس، والإحساس الكيميائي، وحساسيتها للضوء، مما يساعدها على الحركة واتخاذ الإجراء أو السلوك المناسب، كما أنّ هناك حبلين عصبيين تتمحور مهمتهما في تنشيط العضلات.
الجهاز الهضمي
يبدأ الجهاز الهضمي لدى الدودة الأسطوانية من الرأس الذي يحتوي على أعضاء حسيّة وبلعوم، هنا تسحب الدودة الطعام ثم تُكسّره، وينتقل بعدها إلى الأمعاء، فتسحب الأمعاء المواد الغذائية والفضلات من الطعام، وتوزعها على جميع أنحاء الجسم، عن طريق خاصية الانتشار، وباستخدام قنوات وأنابيب إفرازية توجد على جوانب جسمها.
تتخلص الدودة من الفضلات، وتحديدًا فضلات النيتروجين، من خلال خاصية رينيت التي تحدث في بشرة أو غلاف الجسم، لذلك فإنّ الجهاز الهضمي لدى الدودة الأسطوانية يتألف من فم، وأسنان، وبلعوم، وأمعاء، وشرج.
غذاء وأماكن تواجد الديدان الأسطوانية
موطن الديدان الأسطوانية
تتخذ الديدان الأسطوانية الكثير من المواطن لتعيش فيها مثل: البحار، و المياه العذبة ، واليابسة (التربة)، وفي أعماق قشرة الأرض، وكذلك في الرواسب المائية، والمياه الجوفية، والبحيرات.
يساعد إفراز الدودة للمخاط اللزج في نهاية جسدها من الخلف على تثبيتها في مكانها، لتسهيل عيشها في بيئات مختلفة، وتعيش بعض أنواع الديدان الأسطوانية بشكل حر، حيث تتنقل وتعيش بمفردها، بينما بعضها الآخر يحتاج وقتًا ليصبح قادرًا على العيش بمفرده، والبعض الآخر طفيلي لا يستطيع العيش سوى بالاعتماد على شيء آخر كالنباتات.
ولا تعيش الديدان الأسطوانية المتطفّلة على النباتات وأنسجتها والمحاصيل الزراعية فقط، بل إنها تعيش في أجسام الحيوانات أيضًا، وتتكيف بعضها مع مواطن متعددة، وبعضها يكون من الصعب عليه العيش كذلك، فتعيش في بيئة محددة، فمنها ما هو غير قادر على السباحة، بينما بعضها الآخر قادر على السباحة، والزحف، في المناطق اللزجة.
غذاء الديدان الأسطوانية
تتغذى الديدان الأسطوانية على غيرها من الديدان الأسطوانية، وجراد البحر، و الديدان المفلطحة أو المسطحة ، والديدان الخرطومية (بالإنجليزية: Nemertean worms)، والأسماك، وعصارة النباتات، والحيوانات الفقارية واللافقارية؛ لذا تُصنّف على أنّها مفترسة.
وتُشكل الديدان الأسطوانية جزءًا مهمًا من السلسلة الغذائية (انتقال الغذاء من كائن لآخر) في الموائل التي تعيش فيها؛ فهي تُشكّل نسبةً كبيرة من الكتلة الحيوية لهذه الموائل.
تستطيع الدودة الأسطوانية التأقلم مع نقص الطعام والأكسجين، من خلال توقيف جميع عمليات حياتها وجسمها، لتبدو كأنها ميتة، وعندما تتحسن الظروف فإنّها تعود للحياة، مما يعني أنّها قادرة على تحمل الجفاف ، والبرد، والحرارة الشديدة.
تكاثر الديدان الأسطوانية
تتكاثر الديدان الأسطوانية بالوضع الطبيعي، وفي الجنس المنفصل، من خلال حقن الذكور الحيوانات المنوية في الجهاز التناسلي للأنثى، إذ يضم الجهاز التناسلي للذكر عمودًا فقريًا يُمكنه من القيام بمهمته هذه، كما أنّ جسد الأنثى يضم ثقبًا في منتصف جسدها تُحقن هذه الحيوانات المنوية من خلاله.
تضع الديدان بعد ذلك البيوض، التي تمتاز بأنّها قادرة على تحمل الظروف البيئية القاسية، ويصل عددها إلى 27 مليون بيضة تقريبًا في كل مرة، وتفقس هذه البيوض ديدانًا متشابهة تمامًا، ولها نفس عدد الخلايا، ويزيد حجم هذه الخلايا مع النمو دون أن يزيد عددها.
الأمراض التي تسببها الديدان الأسطوانية
يُسبب دخول الدودة الأسطوانية لجسم الإنسان، إما بالعدوى أو بطرق أخرى حدوث الأمراض التي تُصنّف معظمها بالخطرة، وفيما يأتي بعضًا منها:
- التهابات الدودة الشصية.
- الدودة الشريطية .
- داء المشعرات أو الدودة السوطية.
- داء الأسطوانيات.
- داء الفيلاريات اللمفي.
- داء الفيلاريات الجلدي.
- أمراض دودة غينيا.
- داء الفيلاريات في تجويف الجسم.
- داء التوكسوكريات.
- داء الجناثوستوما.
- المتشاخسة.
- أمراض توسع الأوعية الدموية.
- داء الصفر.