بحث حول الحضارة الفينيقية
نبذة عن الحضارة الفينيقية
فينيقيا هي حضارة قديمة كانت تقع في منطقة لبنان حاليًا مع بعض أجزاء من فلسطين وسوريا، وكان الفينيقيون عبارة عن تجار ومستعمرين مرموقين في البحر الأبيض المتوسط خلال الألفية الأولى قبل الميلاد. وكانت المدن الرئيسية للحضارة الفينيقية هي مدينة صور، ومدينة صيدا ومدينة بيروت وأرواد، وليس معروفاً ماذا يطلق الفينيقيون اسماً على أنفسهم، ومن المحتمل أنهم سكنوا المنطقة حوالي (3000) ألاف سنة قبل الميلاد.
الموطن الأصلي للفينيقيين
وموطنهم الأصلي لم يعرف، ولكن وتبعاً للتقاليد التي اتبعوها فيمكن تصنيفهم على أنهم قادمون من منطقة الخليج الفارسي، وفي مدينة جبيل نشأت علاقات تجارية ودينية مصدقة من قبل السلالة المصرية الرابعة، وقد توسعت التجارة في القرن السادس عشر.
حتى أن مصر فرضت سيطرتها على جزء كبير من منطقة فينيقيا، ومع الاضطرابات السياسية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد فقدت مصر سيطرتها على المنطقة.
الاضطرابات السياسية في الدولة الفينيقية
وفي القرن التاسع قبل الميلاد كان استقلال فينيقيا مهدد من قبل الأشوريين ، وفرض الملوك الأشوريين الجزية وسيطروا على أجزاء من فينيقيا وكلها في بعض الفترات، وفي سنة (538) قبل الميلاد سيطر الفرس على منطقة فينيقيا.
ثم بعد ذلك سيطر الإسكندر المقدوني الأكبر على البلاد، وضمها إلى ولاية سوريا الرومانية في عام (64) قبل الميلاد، وعلى الرغم من ذلك بقية مدينة صور ومدينة أرادوس ومدينة صيدا تمتلك الحكم الذاتي.
نظام الحكم في الدولة الفينيقية
وقد كان نظام الحكم في فينيقيا نظام حكم ملكي، والجدير بالذكر أنه كان مقيدا بالسلطة التي تملكها العائلات التجارية المرموقة والثرية، وأيضا فإن المدن الفينيقية لم تتحد مطلقا على مدار تاريخيها، وقد عرف الفينيقيون لمن حولهم بأنه تجار وصيادون.
وقد توسعوا فيما بعد على طول سواحل بلاد الشام، من خلال بناء سلاسل عديدة من المستوطنات؛ أبرزها يافا وعكا وأوغاريت، وقد استعمروا مناطق من الشمال الأفريقي مثل قرطاج ، بالإضافة للأناضول و قبرص كذلك.
الاقتصاد الفينيقي
أصبحت مدينة قرطاج القوة البحرية والتجارية الرئيسية في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، وقد زرعت العديد من المستوطنات الفينيقية الصغيرة على طول الطريق إلى أسبانيا، وشملت الصادرات الفينيقية الأرز والصنوبر ووالخشب.
وبالإضافة إلى الكتان المصنوع في مدينة جبيل ومدينة صور، والمطرزات من مدينة صيدا، والخزف الزجاجي والأشغال المعدنية، والخزف المزجج والملح، والأسماك المجففة، وكان الفينيقيون لديهم مهارة عالية في صناعة الزجاج لدرجة أنه يعتقد أنهم من اخترعوه.
الثقافة الفينيقية
اختلطت الثقافة الفينيقية والأفكار الخاصة بهم مع تلك الموجودة في منطقة بلاد الرافدين والموجودة في بحر إيجة في سوريا، وكان النقش البارز أشهر أنواع النقوش لدى الفينيقيين، ورغم عدم انتشار النقش أو النحت كثير إلا أنه وجد في مدينة جبيل على أعمال نحاتين فينيقيين.
وهو عبارة عن تابوت الملك "احيرام" ملك جبيل في نهاية القرن الحادي عشر قبل الميلاد، والذي صنع من الحجر الجيري، وقد تنتج الفينيقيون نصوصاً خاصة بهم، وقد استخدموا الأبجدية الفينيقية الخاصة بهم والمكونة من (22) حرف.