الهطول
الهطول
يُعدّ الهطول أحدّ المراحل الأساسية في دورة الماء الطبيعية، ويُعرّف على أنّه جميع أشكال الماء التي تتساقط من الغيوم باتّجاه الأرض سواء على شكل أمطار سائلة، أو أمطار متجمّدة، أو جليد، أو بَرَد، أو ثلج، ويُعتبر الهطول الوسيلة الأساسية لانتقال الماء بين أغلفة الأرض خلال دورة الماء.
كما أنّ هطول الأمطار يُعدّ أحد أهمّ العناصر التي تتحكّم في طقس منطقةٍ ما خلال فترة زمنية محددّة، أمّا على المدى الطويل فإنّ اتجاه هطول الأمطار ومقداره يُساهم في تشكيل المناخ لتلك المنطقة، حيث تتفاوت معدّلات الهطول بين منطقة وأخرى حول العالم، ولذلك يلعب الهطول دوراً رئيسياً في تكوين البيئة المحيطة وأنظمتها، فمثلاً يُؤدّي انخفاض معدّلات الهطول إلى مناخ قاحل وجاف، بالتالي قد تتحوّل المنطقة إلى صحراء جافّة.
أشكال الهطول
المطر
يُعدّ المطر (بالإنجليزية: Rain) أحد أشكال الهطول الذي يسقط على الأرض على شكل قطرات ماء، وتحتاج هذه القطرات لتتكوّن إلى جسميات مجهرية كالغبار لتتكاثف عليها، وعلى عكس ما هو شائع بأنّ شكل قطرة المطر تبدو كالدمعة، إلّا أنّها في الحقيقة كرويّة الشكل، وتترواح كروّية القطرات باختلاف قطرها؛ كالآتي:
- قطرات المطر الصغيرة التي يبلغ قطرها 1 ملم؛ تكون كرويةً تماماً.
- القطرات الأكبر حجماً التي يبلغ قطرها 2-3 ملم؛ تكون كرويةً إلّا أنّ جانبها السفليّ يتفلطح قليلاً نظراً لاحتكاكه بالهواء أثناء سقوط القطرة، ويزداد التفلطح كلّما اقتربت القطرة من سطح الأرض.
- القطرات كبيرة الحجم التي يبلغ قطرها تقريباً 4.5 ملم؛ يبدو شكلها كالمظلّة، وغالباً ما ينتهي بها الأمر بالانفصال إلى قطرتين أصغر حجماً بسبب تعرّضها لمقاومةٍ كبيرة من الهواء.
المطر المتجمد
يتكون المطر المتجمّد (بالإنجليزية: Freezing Rain) نتيجة تجمّد المطر عند اصطدامه بأسطح باردة جداً، ويُؤدّي تراكمه إلى حدوث عواصف جليدية خطيرة مدمّرة تتسبّب بالعديد من الحوادث الخطيرة؛ كحواث السيارات، وانقطاع التيّار الكهربائيّ، والإصابات الفرديّة، وتتواجد الأمطار المتجمّدة بشكلٍ قليل في الجوانب الباردة للجبهات دافئة، حيث تكون درجة درجة حرارة الأسطح تُساوي درجة حرارة التجمّد أو تقلّ عنها.
الثلج
يتكوّن الثلج (بالإنجليزية: Snow) في كلّ مرّة ينهمر فيها المطر إلّا أنّه غالباً ما يذوب قبل وصوله إلى الأرض، ويتشكّل الثلج عادةً في الغيوم السمحاقية المرتفعة الرقيقة، ويتساقط معظم الوقت ضمن درجات حرارة قريبة من درجة التجمّد ، إلّا أنّه يُمكن أن يتساقط أيضاً في الظروف الجويّة الجافة حتّى وإن كانت درجات الحرارة في الهواء أعلى من درجة التجمّد.
يذوب جزء من الرقائق الثلجية في المناخ الجاف، ويتبخّر ماؤها مباشرةً بسبب جفاف الجوّ، فيُؤدّي التبخّر إلى تبريد الهواء الذي يحيط بندفات الثلج ممّا يُسهّل وصولها إلى سطح الأرض، لكنّ هذا النوع من الثلج عادةً لا يتماسك على سطح الأرض ويذوب مباشرة، ويتّخذ الثلج عدّة أشكالٍ مختلفة، منها ما يكون كالإبر، وبعضها على شكل رقائق مسطّحة، بينما يتخذّ بعضها شكل ندفة الثلج؛ كالتي تُستخدم في الزينة نظراً لجمالها، وكلّ نوعٍ من هذه الأنواع يتكوّن في ظروفٍ جويّةٍ خاصة تختلف في درجة الحرارة والرطوبة.
البرد
يُعتبر البَرَد (بالإنجليزية: Hail) أحد أشكال الجليد التي تكون غالباً بأشكال كرويّة تُشبه الأحجار الصغيرة، ويتشكّل البَرَد داخل الغيوم الرعدية العاصفة، ونتيجةً لحركة الهواء الصاعد إلى أعلى لا تتمكّن كرات الجليد من التساقط باتّجاه الأرض، فتصطدم ببعضها مُشكّلةً كراتٍ جليدية أكبر حجماً ووزناً، فيسمح ذلك لها بالسقوط باتّجاه سطح الأرض على شكل بَرَد، ويمكن أنّ تتكوّن أحجام كبيرة جداً من كرات البَرَد؛ إذ إنّ أكبر كرة بَرَد موثّقة سجّلت وزناً يصل لأكثر من 0.68 كغم، وتُقدّر سرعتها قبل وصولها للأرض بحوالي 128.7 كم/ساعة.
المطر الثلجي
يتكوّن المطر الثلجيّ (بالإنجليزية: Sleet) نتيجة مرور المطر في 3 طبقات هوائيّة في الغلاف الجويّ تتفاوت في درجات حرارتها، حيث تكون درجة حرارة الطبقة الأولى أقلّ من درجة التجمّد؛ فيتجمّد المطر إلى ثلج، ثمّ يصل إلى طبقة رقيقة من الهواء تكون أدفأ من سابقتها فيذوب المطر المتجمد جزئياً، بعد ذلك يصل إلى طبقةٍ درجة حرارتها أقل من درجة التجمّد؛ فيتجمّد الهطول أثناء طريقه إلى الأرض ليصل على شكل حبيباتٍ جليدية صغيرة ومستديرة تُصدر صوتاً مميزاً عند ارتطامها بالأرض أو الشبابيك، وتُسمّى بالمطر الثلجيّ.