أحاديث نبوية شريفة عن الطموح والأمل
أحاديث نبوية شريفة عن الطموح والأمل
هنالك العديد من الأحاديث التي تشير للطموح والأمل، منها ما يأتي:
- في الحديث القدسي : (يقولُ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في ملأ، ذَكَرْتُهُ في ملأ هُمْ خَيْرٌ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ منه باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. وفي روايةٍ : بهذا الإسْنادِ، ولَمْ يَذْكُرْ: وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ منه باعًا).
أي أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني عامل به، لذلك ينبغي للتائب والمستغفر والعامل أن يجتهد في القيام بما عليه، موقناً بأن الله يقبل عمله ويغفر ذنبه، فالله تعالى وعد بقبول التوبة الصادقة والأعمال الصالحة، وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه، فهذا هو اليأس وانقطاع الأمل من رحمة الله.
- قول النبي -صلى الله عليه وسلم لأبي بكر عندما كان يتبعهم سراقة -رضي الله عنه- وهو يومئذٍ على الكفر، حيث كان يتبعهم ويبحث عنهم في طريق ارتحالهم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة؛ فخاف أبو بكر فقال له النبي: (لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ معنَا).
- عن أبي بكر -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في الغارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإذا أنا بأَقْدامِ القَوْمِ، فَقُلتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، لو أنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنا، قالَ: اسْكُتْ يا أبا بَكْرٍ، اثْنانِ اللَّهُ ثالِثُهُما).
- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- إذَا بَعَثَ أَحَدًا مِن أَصْحَابِهِ في بَعْضِ أَمْرِهِ، قالَ: بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا).
والمقصود بالبشرى هو إعطاء الأمل والتفاؤل للناس؛ بأن الله -تعالى- واسع الرحمة والمغفرة، وأنه -تعالى- عظيم الثواب، وأن رحمته وسعت كل شيء، وهذه المهمة يجب أن تكون على عاتق كل من يدعو لدين الله.
حديث عن مراعاة النبي لطموح الشباب
كان النبي -عليه الصلاة والسلام -في جملة تربيته لأصحابه يعرف كيف يصقل نفوسهم، وكيف يذكي آمالهم وكيف يشحذ همهم، فكان النبي يعطي لكل صحابي ما يناسبه حتى يمتد في مجاله الذي تتعلق به نفسه وأمله، فكان يعدد الصحابة ويذكر لكل منهم خصيصة يتميز بها؛ ليزيد طموحه وتعلقه بذلك التخصص والمجال.
وفي الحديث الذي رواه الترمذي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وأَقْرَؤُهُمْ لِكتابِ اللهِ: أُبَيُّ بْنُ كعبٍ، وأَفْرَضُهُمْ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وأعلمُهُمْ بِالحَلالِ والحَرَامِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ).
حديث النهي عن التشاؤم وانقطاع الأمل
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ، وأُحِبُّ الفَأْلَ الصَّالِحَ)، فمن العادات المنتشرة بين الناس: التطير والتشاؤم، كأن يتطيروا ببعض الطيور كالغراب والبوم، والتشاؤم بالأسماء والأيام، والحيوان والأشخاص.
وهذا كله يقدح في عقيدة المرء؛ لمخالفته صدق التوكل على الله ، واعتقاد أن النفع والضر لا يأتي إلا من قبله -سبحانه وتعالى-، وفي قوله (أحب الفأل): الفال نقيض للتشاؤم وانقطاع الأمل، وهو مندوب ومحمود لما فيه من إدخال السرور على النفس، مع حسن الظن والأمل بالله -سبحانه وتعالى-.