أحاديث عن أخلاق الرسول
الحديث الأول
قال -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
- شرح الحديث: ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم لأهله) أي: عياله وأهل بيته وذوي رحمه، وقوله: (وأنا خيركم لأهلي)؛ دلالة على أنه خير الناس كلهم، فكان أحسن الناس عشرةً، وأطيبهم أخلاقا، وكان على خلق عظيم -صلى الله عليه وسلم-.
- العبرة المستفادة من الحديث: أن يحلّى المسلم بأحسن الأخلاق وأعلاها مع أهله؛ فيحسن إليهم ويكون في خدمتهم وملاطفتهم.
الحديث الثاني
عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت في وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كان خُلُقُه القرآن).
- شرح الحديث: ومعنى الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أصبح طبعه الامتثال لأوامر القرآن، فمهما أمره القرآن يفعله، وما ينهاه عنه يتركه، فهذا يدل على أن النبي أصبح يتحلّى بما ذُكر بالقرآن من صفات، وكأنه قرآنٌ يمشي على الأرض، فيتصف بكل صفة حميدة، ويترك كل صفة ذميمة، ويمتثل لأوامر الله ويجتنب نواهيه.
- العبرة من الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوتنا وكان -صلى الله عليه وسلم- يتحلى بأخلاق القرآن، وعلى المسلم أن يتبع هدي النبي بتحليه بأخلاق القرآن، وعلى المسلم أن يكون معيار الغضب عنده هو حرمات الله، فلا يغضب لنفسه وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله -تعالى-.
الحديث الثالث
عن عائشة -رضي الله عنها-: (لم يكن رسول الله فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخابًا بالأسواق ولا يجزي بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح).
- شرح الحديث: كان من عادة النبي أنه يحلم ويصفح، فكان الحلم والصفح والتجاوز من صفاته صلوات ربي وسلامه عليه، ولم يكن سيئًا قبيح القول والفحش هو القبيح، وما كان النبي يرفع صوته في الأسواق، ولا يكثر الصياح، وكان يعفو عن المسيء، ف كان يعفو في باطنه ويصفح عنه في الظاهر.
- العبرة المستفادة من الحديث: أنه يجب على المسلم أن يكون طيب اللسان، حسن الأخلاق، لا يرفع صوته في غير حاجة؛ فلا يجب أن يصدر من المسلم ما هو قبيح في الأقوال والأفعال.
الحديث الرابع
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (خدمت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، عشر سنين بالمدينةِ، وأنا غلامٌ، ليس كلُّ أمري كما يشتهي صاحبي أن أكونَ عليه، ما قال لي فيها: أفٍ قط وما قال لي: لِمَ فعلت هذا؟ أو أَلَا فعلت هذا) .
- شرح الحديث: ويعني الحديث أن النبي لم يعترض على أمرٍ قام به، ولم يسأله لم فعل هذا أو لمَ لم يفعل هذا، ومعلوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك الاعتراض على أنس فيما يتعلق بالخدمة والآداب لا فيما يتعلق بالتكاليف الشرعية، وأنس يذكر أنه خدم الرسول بأحواله كلها، فلم يكن يتأفف أو يتضجر من شيء، وكان حسن التعامل مع الجميع، وكان يخدم نفسه ولا يُثقل على من هم عنده -صلوات ربي وسلامه عليه- فكان عطوفا على أهله وخدمه وكافة الناس.
- العبرة التي تضمنها هذا الحديث: الإشارة إلى ضرورة حسن التعامل مع الخدم والغلمان، وإشارة إلى ضرورة تربية الأهل أولادهم على الأخلاق والآداب والانضباط،؛ حتى ينشأ جيل كريم حسن الأخلاق يحمل هم الإسلام ويقتدي بأخلاق نبي الأمة -صلى الله عليه وسلم-.
الحديث الخامس
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أحْسَنَ النَّاسِ وجْهًا وأَحْسَنَهُ خَلْقًا، ليسَ بالطَّوِيلِ البَائِنِ، ولَا بالقَصِيرِ).
- شرح الحديث: كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يُحبون النبي -صلى الله عليه وسلم- حبًا كبيرًا، فكانوا ينقلون صفاته -صلى الله عليه وسلم- لمن بعده، وهذا من حُبهم له، ويذكر الصحابي الجليل البراء بن عازب -رضي الله عنه- في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أحسن الناس خلقا وأكثرهم كمالًا، وكان سمحًا عطوفًا عليهم.
- العبرة من هذا الحديث: التي يجب أن يأخذها المسلم، هي: الاهتمام بمعرفة صفات النبي-صلى الله عليه وسلم- كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم، والتحلي بأخلاق الرسول فهو قدوة كل مسلم.
خلاصة المقال: ذكر أخلاق النبي وما كان يتصف به من صفات حسنة، ودعوة المسلم للاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فهو المثل الأعلى للمسلمين، ومحاولة اتباع سنةِ نبيِّه الكريم، والاقتداء بها، فالله أمر باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-.