الفرق بين المعصية والذنب والإثم
الفرق بين المعصية والذنب والإثم
الفروقات بين المعصية والذنب والإثم ما يأتي:
- يستعمل الفقهاء الإثم بمعنى المعصية؛ كقذف المحصنات وشرب الخمر وحلف على إثم يريدون به فعل معصية فيجب عدم فعله والتكفير عن يمينه.
- المعصية لها أسماء عديدة منها الذنب والإثم؛ قال -تعالى-: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا) ، ذُكرت المعصية في الآية الكريمة بمعنى الذنب.
- قال -تعالى-: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا) ، ذُكرت المعصية هنا بمعنى الإثم.
- الإثم والذنب يقال لها معصية؛ والواجب الحذر من المعصية فالمعاصي مثل الغيبة يقال لها معصية وإثم وذنب، فيحذر الإنسان ويتجنب كل ما نهى الله -عز وجل- عنه، فالمعصية والذنب والإثم؛ هو اسم لكل ما نهى الله -عز وجل- عنه.
مفهوم المعصية والذنب والإثم
تعريف كل من المعصية والذنب والإثم ما يأتي:
- المعصية
هي ترك المأمورات وفعل المحظورات وترك ما أمر الله به -عز وجل- وما أمر به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وفعل ما نهى عنه الله ورسوله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ ، أي إنَّ المعصية فعل للنهي وترك الطاعة.
- الذنب: هو ما يتبعه الذم، وأصل الكلمة هو الاتباع وما يُتَّبع من فعل القبيح، ويسمى الذنب ذنباً لِما يتبعه من الذم، وهو الرذل من الفعل الدنيء وأرذل ما فيه، والقبيح من الفعل.
- الإثم: هو التقصير والفعل القبيح، والإثم لا يكون إلا متعمداً ويقال له المقصرات، كالخمر لأنَّها تَقصُر بعقل شاربها وتُقصِّره.
الذنوب والمعاصي والآثام توجب التوبة
الإسلام يعتمد مبدأ تهذيب النفس الإنسانية في الإصلاح العام، فيعمل على غرس توجيهاته في جوهرها ويتغلغل فيها، فالعوامل التي توسوس للإنسان من داخله وخارجه كثيرة، كالنفس الأمارة بالسوء ، والشيطان الذي يتربص بالإنسان في كل صغيرة وكبيرة.
والإنسان له غرائز وشهوات بسببها قد يميل عن الطريق الصحيح فيقع في المعصية والإثم، ويُسرف في الذنب بسبب جهله أو ضعفه أو الجهل بآثاره وموجباته، أو يكون عالماً ولكن بسبب الضعف في نفسه يميل عن الحق والصواب ويتبع الشهوات والغرائز.
ولا شيء يجعل النفس تعود إلى طريق الحق سوى التوبة إلى الله والرجوع إليه والاستسلام والذل لله -عز وجل- وحده، ونبذ ما سواه وعدم طاعة النفس الأمارة بالسوء، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ ، فهذا هو السبيل الوحيد للعودة بالتوبة والإنابة والعزم على عدم العودة إلى المعاصي والذنوب والآثام.