الفرق بين المدير التقليدي والقائد الاستراتيجي
الفرق بين المدير التقليدي والقائد الاستراتيجي
تتبع الشركات سياسات وإجراءات لضمان سير العمل على أكمل وجه، حيث تقوم بفصل المهام والوظائف بين موظفيها، وتحدد لكل منهم مسؤولياته، فلا تصدر التوجيهات من أي موظف بسيط فهي من مهام القائد الاستراتيجي، لكن الواقع العملي هو أن المدير والقائد الاستراتيجي يشغلون نفس المهام ظاهرياً مع وجود فروقات بينهما، وهي كما يأتي:
سير العمل
يمكن أن يكون عمل المدير التقليدي سلبياً فهو يسعى إلى إلزام تواجد العمال في العمل بطريقة سلبية. أما القائد الاستراتيجي، فيؤدي دور نشط وفعّال في توجيه الأعمال نحو النجاح، ويسعى دائماً إلى تطوير الخطط بما يتناسب مع ظروف العمل؛ لتعزيز نجاح العمل.
التوجه نحو الهدف
يولي القائد الاستراتيجي عملية الاتجاه نحو الهدف أهمية كبيرة، ويضع لها الاستراتيجيات المناسبة للقيام بذلك. بينما يرى المدير التقليدي الهدف ويدرك وجوده، لكنه لا يخطط للوصول له، ولا يسعى إلى تحقيقه بنشاط.
الفاعلية
يعتبر القائد الاستراتيجي أفضل من المدير التقليدي من ناحية الفاعلية، فهو أكثر فاعلية في نجاح الشركة؛ لأنه يسعى دائماً لتطوير خطط استراتيجية دقيقة وواضحة.
مواجهة القضايا
يسعى المدير التقليدي إلى الاستقرار والسيطرة، ومحاولة حل القضايا بسرعة قبل فهم أهميتها. بينما يتغاضى القائد الاستراتيجي عن الفوضى وضعف الهيكلية، ويحاول فهم القضايا ثم حلها بشكل كامل.
التركيز
يركز القائد على عاطفته، أما المدير فيركز على المنطق في الأمور. ويركز القائد على الكليات واختيار العمل الصحيح، أما المدير فيركز على الجزئيات والتفاصيل واختيار الطريقة الصحيحة للعمل.
القوة
يمتلك المدير التقليدي القوة والسلطة والسيادة في العمل. بينما يقوم القائد بتفويض السلطة والتنفيذ لبعض الموظفين بعد تدريبه وتأهيله لذلك.
المساءلة
لا يتم مساءلة أو تقييم المدير التقليدي، لكن هو الذي يحاسب ويقيم الآخرين، أما القائد فيطبق مبدأ المساءلة المتبادلة والتقييم الجماعي و حرية الرأي ، والمشاركة في ا تخاذ القرارات.
اتجاه المعلومات
عند المدير التقليدي يتم توجيه المعلومات من أعلى إلى أسفل؛ فهو الآمر والناهي الوحيد، أما عند القائد فيكون اتجاه المعلومات بالتدفق الحر بجميع الاتجاهات، واستماعه والإصغاء التام لها؛ لمعرفة دوافع واحتياجات الموظفين.
طرق الاتصال
يقوم المدير بدور الأب، فهو مستمر بالتوجيه والتعنيف لموظفي، أما القائد فيركز على الجانب الإنساني بالتعامل مع الموظفين، وتحفيزهم بالحوار والنقاش والاتصال المستمر.
تقبل الأخطاء
يُعاقب المدير فور وقوع الخطأ، ويشتد العقاب عن تكراره، أما القائد فيستمع للمخطئ لمعرفة سبب الخطأ، ويعتبره درساً يجب أن يتعلم منه، ويطور من أدائه.
متطلبات القيادة الاستراتيجية الناجحة
أدركت الشركات مدى مُساهمة القيادة الاستراتيجية في زيادة فاعليتها ونجاحها، فاتجهت لاستقطاب القائد الذي يمتلك المقومات والصفات والمهارات اللازمة للقيام بمتطلبات القيادة الاستراتيجية الناجحة والمتمثلة بما يأتي:
- يجب أن يكون القائد له تأثيراً قوياً على أفكار وأفعال الآخرين.
- السلطة والقدرة على مواجهة المخاطر التي يتعرض لها كالجهل بالطرق الشرعية للحصول على السلطة.
- الترحيب بالموظفين وتشجيعهم المستمر على تطوير مهاراتهم لاكتساب خبرات جديدة.
- التطوير المستمر للعادات الجيدة؛ لزيادة كفاءة سير العمل، وزيادة إنتاجية الموظفين.
- فتح وتشجيع التواصل بينه وبين الموظفين وتجنب استخدام أسلوب الترهيب أو الخوف، وبناء علاقة قائمة على الاحترام والقبول.
- اتباع القيادة التعاونية على تحقيق الأهداف، تُساهم في إيجاد بدائل عديدة تؤدي إلى تحسين الإنتاجية و الرضا الوظيفي .
فلسفة نزعة المحافظة
وصف الكاتب جون دي روكفلر الثالث في كتابه الثورة الأمريكية الثانية فلسفة النزعة المحافظة للمنظمات، القائمة على أن المنظمة عبارة عن نظام له ثقافته الخاصة وتقاليده، ولهذه الفلسفة نظرة خاصة حول المدير والقائد وهي كما يأتي:
- قيام المنظمات بتطوير المدير بدلًا من البحث عن القادة الأفراد؛ لتعزيز الثقافة البيروقراطية في الشركات، لضمان حمايتها من التجاوزات والضوابط البيروقراطية في المؤسسات الحكومية والتعليم.
- تعتمد هذه الفلسفة على العقلانية والتحكم، فتوجيه الطاقات سواء كانت طاقة المدير أو المنظمة نحو الأهداف، سواء كانت هذه الأهداف أو الموارد أو الهياكل التنظيمية، فالمدير قادر على حل المشكلات بالطرق التي تضمن استمرار الجميع في المساهمة في هذه المنظمة.
- تعتبر هذه الفلسفة القيادة بأنها جهد عملي لتوجيه العمل بوفاء، والتأكد من أن جميع الموظفين يعملون بكفاءة.
- القيادة لا تحتاج للعبقرية أو البطولة، بل تتطلب المثابرة والذكاء والعمل الجاد، بالإضافة إلى القدرة التحليلية.
- لا تقتصر القيادة والسلطة على الأشخاص العظماء فقط، بل هي عبارة عن دراما نفسية صادرة عن شخص مميز، يسيطر على نفسه.