الفرق بين الصحابي والتابعي
الفرق بين الصحابي والتابعي
لقد قدَّم الصحابةُ والتابعون لهذا الدين الكثير من التضحيات، في أوقاتهم وأموالهم ولا سيما أرواحهم، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل أن ينشروا دعوة الإسلام التي تُخرج الناس من عبادة العباد، إلى عبادةِ ربِّ العباد.
وكان هدفهم -رضوان الله عليهم- هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور ونشر العدلِ والسلام في أرجاء المعمورة ، فكانوا هم حلقةَ الوصلِ بيننا وبين الرسولِ -عليه الصلاة والسلام- فحملوا على عاتقهم لواء تبليغ الدعوة، ونقلوا إلينا القرآن الكريم، و الأحاديث النبويّة بمختلفِ أنواعها، فكانوا هم الحصنَ الحصين الذي يحفظ لهذهِ الأمّة كتابها وأحاديثها وسؤددها وعزتها وكرامتها.
ومما لا شكَّ فيه أن هنالك فروقا بين الصحابة والتابعين، مع أنَّ لكليهما الفضل في إيصال الدعوة إلى الناس، لكن الله -عز وجل- بيّن في كتابه فضل الصحابة على سائر الناس، وذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- ذلك، ويكاد كثيرٌ من الناس يخلط بين كليهما وهذا ما سنوضّحه في هذا المقال.
من هو الصحابي
الصحابي لغةً: مشتقٌ من الصحبة، ويقال عنهُ صاحب سواءً أكانت الصحبةُ طويلةً أم قصيرة، والصحابي اصطلاحاً:هو كل مسلم لقيَ الرسول -عليه الصلاة والسلام- وكان مؤمناً بهِ ومات على ذلك.
من هو التابعي
التابعي لغةً: مشتقٌ من التبعية، وهو وصفٌ يُطلق على كل من تبع فلان أو مشى في أثرهِ أو حاولَ مجاراتهُ، والتابعي اصطلاحاً: هو كل من لم يلقَ الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولكنه لقيّ من لقيهُ وهو الصحابي ومات على الإسلام، وقيل هو كل من صَحِبَ الصحابي.
شروط الصحبة
الشرط الذي يتميّز بهِ الصحابي عن غيرهِ هو شرط الإيمان ، فليس كلُّ من لقي الرسول -عليه الصلاة والسلام- يُعدّ صحابياً؛ فمنهم من لقيهُ وجلس معه ولكنهُ لم يُؤمن به، وليس كل من كان يعيش في جزيرة العرب في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابياً ولو كان مؤمنا به -صلى الله عليه وسلم-؛ فالصحبة يشترط لها الإيمان، ولقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، والموت على دين الإسلام.
وشروط الصحبة هي كما يأتي:
- كمالُ الإيمان.
- لقاء النبي -صلى الله عليه وسلّم-.
- الموت على دين الإسلام .
فضلُ الصحابة
سنذكر فضل الصحابة على غيرهم فيما يأتي:
- خير القرون
قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- : (خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)، و القرنُ هم أهل الزمان الواحد.
- قاموا بنشر جميع الفضائل والأخلاق
وهم حلقة الوصل بين الرسول-عليه الصلاة والسلام- وبين من بعدهم من القرون، وقد أثنى الله عليهم في كتابه العزيز حيث قال: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
- أجرى الله على أيديهم فتوحاتٍ عظيمة
ساهمت بنشر الدعوة، وإخراج الناس من الظلماتِ إلى النور، ومجابهةِ الظلم ونشر السلام والعدل.
فضل التابعين
سنذكر فضل التابعين على غيرهم فيما يأتي:
- أثبت الرسولُ -عليه الصلاة والسلام- الخيريَّةَ للتابعين
حيث قال : (خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)، فبهذا أقرَّ الرسول -صلى الله عليه وسلّم- الخير فيهم، وكانوا بعد الصحابة منزلةً؛ لما قدّموه من تضحياتٍ وجهدٍ في الاقتداء بالرسول -عليه الصلاة والسلام-.
- إن الرسول -عليه الصلاة والسلام- وصفهم بإخوانه
حيث قال: (ليتَ أنّنا نرى إخواننا ، قالوا يا رسولَ اللهِ ألسنا إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي، وإخواني قومٌ آمنوا بي ولم يروني)، وفي هذا شمولٌ لجميع من هم بعد الصحابة حتى يومنا هذا، فرسول الله- صلى الله عليه وسلّم- لم يستثني أحداً.