الفرق بين الشكر والحمد
الفرق بين الحمد والشكر في التعريف
يختلف الحمد عن الشكر في حقيقة كل منهما، وفيما يأتي تعريفهما:
- تعريف الشكر
عرف الغزالي الشكر بأنه: "استعمال نعم الله تعالى في محابه"، وعرفه ابن القيم بأنه: "ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده، ثناء واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة".
- تعريف الحمد
يعرف الحمد بأنه الإخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه وذكر صفاته، هو معنى خاص أكثر من أن يكون عامًا، حيث إن الحمد المطلق هو لله سبحانه وحده، وأما بين الناس فهو نسبيّ؛ كأن تحمد أحدهم على أنه كريم أو شجاع وغيرها أو تحمده إن أسدى إليك خدمة وهكذا.
الفرق بين الحمد والشكر في الكيفية
يختلف الحمد عن الشكر من حيث كيفية تحصيله، إذ إن الشكر يكون باللسان والقلب والجوارح؛ باللسان بالثناء والمدح، والقلب بالخضوع لله، أما الجوارح فيكون الشكر فيها بالطاعة، بينما الحمد يكون باللسان وحده؛ ولذلك يرى بعض العلماء أن أعظم صيغ الحمد على الإطلاق هي: (الحمد لله رب العالمين)، وهي ما أثنى الله به على نفسه بها في كتابه العزيز.
الفرق بين الحمد والشكر من حيث العموم
يختلف الحمد عن الشكر من حيث العموم في ما يشمله كل منهما، فالحمد أعم وأوسع من الشكر؛ فالشكر لا يكون إلاّ على النعمة والسراء، يقول تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
بينما الحمد فإنه كما يكون في مقابل النعمة، فإنه يكون كذلك على ما يقابلها من النقمة أو غيرها من مكروه، أو بلاء، فالحمد يكون على السراء كما يكون على الضراء أيضًا.
فضيلة الحمد والشكر
حمد الله على نعمه، وشكره على آلائه من أعظم الأعمال التي رتب الله -عز وجل- عليها أعظم المثوبة، وفيما يأتي أهم الفضائل التي وردت في الحمد والشكر:
- الحمد من أفضل الكلام عند الله -سبحانه وتعالى- وأحبه إليه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكَ بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ، فَقالَ: إنَّ أَحَبَّ الكَلَامِ إلى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ).
- افتتح الله كتابه الكريم بالحمد كما افتتح به عددًا من السر القرآنية كما في سورة الكهف، إذ يقول تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ)، وفي سورة الأنعام، إذ يقول تعالى: ( والأنعام وغيرها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
- رتب الله سبحانه وتعالى على الحمد الثواب الجزيل، والأجر العظيم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ). وفي الحديث، يقول -صلى الله عليه وسلم-: ( كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِه).