الفرق بين الدقيق الأبيض والأسمر
يدخل الدقيق بشكلٍ أساسي في صناعة مختلف أنواع الخبز ، ويوجد نوعان من الدقيق؛ هما الدقيق الأسمر، والدقيق الأبيض، ونلاحظ أنَّ لكل صنف منهما لديه شكل، ولون، ومذاق، وتركيبة مختلفة عن الآخر، كما أنَّ الدقيق الأسمر يُعتبر من الصعب العثور عليه، وذلك لارتفاع ثمنه بشكلٍ كبير.
الفرق من ناحية التصنيع والمعالجة
الدقيق الأبيض
يتم استخراج الدقيق الأبيض (White flour) من النشا الموجود في سويداء البذرة (Endosperm) ومن حبة القمح فقط، وذلك يحدّ من فائدة هذا الدقيق بشكل كبير، لغياب باقي المكونات المفيدة الموجودة في القمح، ونلاحظ أنَّ عملية تصنيع هذا الدقيق تكون سريعة، وبثمن قليل، وتباع بالجملة.
كما أنَّ عملية إنتاج الدقيق الأبيض يصاحبها إضافة لمكونات كيميائية ضارة مثل مواد التبييض، والتي تُسهم في اعطائه اللون والمظهر النقي والنظيف، وكذلك غياب المغذيات الموجودة في القمح تُسهم في استدامة هذا النوع لفترات أطول من الزمن،أمّا عن طريقة معالجة، فعادةً ما يتم معالجته بشكل أكبر، وذلك ما قد يَنتج عنه فقدان لمعظم العناصر الغذائية المفيدة في حبوب القمح كالنخالة، والبذرة الطبيعية، ولذلك يتم تعزيز هذا النقص في المكونات من خلال إضافة مواد مصنعة بعد الانتهاء من عملية المعالجة.
الدقيق الأسمر
يُشَّكل الدقيق الأسمر (Brown flour) من جميع مكونات وعناصر حبة القمح، وتشمل النخالة، والنشا، والمغذيات، وذلك يكسبها اللون البني الغامق بشكل قليل، ويرفع من فوائدها الغذائية بشكل كبير، ويعود سبب قلة توافره في الأسواق إلى وجود بذرة المغذيات التي تخفض من مدة صلاحيته.
على العكس من الدقيق الأبيض فإنّ الدقيق الأسمر، لا يفقد أياً من عناصره الغذائية في أثناء معالجته، بل يكون أكثر فائدة بعد معالجته، فهو يحتوي على نخالة الألياف، والنشا، والبذرة المغذية.
الفرق من ناحية القيمة الغذائية
الدقيق الأسمر
يحتوي الدقيق الأسمر على الألياف من نخالة القمح ، والتي تكون مفيدة لجسم الإنسان والنظام الغذائي، إذ تعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم، والتخلص من مشكلة الإمساك، وتجنب أيضًا الإصابة بأمراض القلب والمحافظة على الوزن المثالي والصحي، ويحتوي على حمض الفوليك والريبوفلافين وفيتامينات متعددة مثل B-1 و B-3 و B-5.
الدقيق الأبيض
تحتوي بعض أنواع الدقيق الأبيض على مستويات أقل من الألياف والفيتامينات مقارنًة بالدقيق الأسمر، ويعود السبب في ذلك لعملية المعالجة التي تدخل في صنع الدقيق الأبيض والتي تجعله يفقد جزءاً من محتوى العناصر الغذائية الضرورية.
الفرق من ناحية التأثير في سكر الدم
تتأثر نسبة السكر في الدم باحتواء الطعام على الكربوهيدرات، سواء بالدقيق الأبيض أو الدقيق الأسمر، ويعتمد مؤشر احتواء الطعام الذي يتناوله الإنسان على مؤشر الجهد السكري ( Glycemic index) والذي يدل على مقدار استقرار و انتظام نسبة السكر في الدم .
وبذلك فإنَّ ارتفاع أو انخفاض مؤشر الجهد السكري ينعكس على الوقت الذي يشعر فيه الإنسان بالجوع، حيث إنَّ الخبز المصنوع بشكل كامل من الدقيق الأسمر يحتوي على مؤشر يبلغ نحو 51% مقارنةً بالدقيق الأبيض، والذي يبلغ مؤشره نحو 71%، كما أنَّ انخفاض نسبة المؤشر تعني أنَّ عملية حرق الكربوهيدرات تكون أبطأ، وبالتالي الشعور بالجوع يحتاج إلى زمن أطول، وتنظيم لنسبة السكر لدى الشخص.
إنَّ في المقابل احتواء الخبز على دقيق أبيض يعني أنَّ عملية استهلاك الكربوهيدرات تكون سريعة، وينجم عنه شعور الإنسان بالجوع بعد وقت قصير من انتهاء الطعام، ويصاحب ذلك الانفعال بشكل كبير، وهذا في النهاية يؤثر في نسبة السكر في الدم، ويجعلها غير مستقرة.