الفرق بين الخيبة والخذلان
الفرق بين خيبة الأمل والخذلان
يتعرض الشخص لمواقف عديدة في حياته، قد تُسبب له الصدمة أو الشعور بخيبة الأمل، مما يؤدي إلى شعوره بالقلق والاكتئاب، وفقدان الثقة في الأشخاص القريبة منه، بالإضافة إلى الخوف والتردد في دخول علاقات أخرى، لذا يتوجب على الشخص التعافي من هذه المشاعر للعيش بصحة نفسية جيدة.
يشعر الشخص بخيبة الأمل عندما لا يصل إلى أهدافه التي خطط لها وتوقع تحققها، وهي حالة ذهنية تُشير إلى عدم الرضا لديه، أما الخذلان فهو إحساس أعمق من خيبة الأمل، ويشمل مشاعر عديدة مؤلمة تُعرّض الشخص للمعاناة، فالخذلان ألمه أقوى من خيبة الأمل، وفيما يلي الفرق بينهما:
خيبة الأمل
تُعتبر خيبة الأمل جزء من الحياة العادية، وحدث طبيعي يحدث في العلاقات بين الناس، حيث يمكن أن يتعرض لها أي شخص، ويقوم بعض الأشخاص بالتسبب بخيبة أمل شخص آخر؛ لأن الإنسان ضعيف ومعرض للنسيان، ولا يمتلك الحساسية العرضية، والاستيعاب الكافي في الدفاع عن الأذى، كما يستطيع الشخص المُعرض لخيبة الأمل قبول التفاوض عليها وتصحيحها ومسامحة الشخص الذي تسبب بها، وذلك إذا كانت العلاقة بينهما مهمة وقابلة للاستمرار، بينما تسمح خيبة الأمل بالتفضيلات التي لا مفر منها في العلاقات الإنسانية ، فالشخص بحاجة إلى الحفاظ على الأشخاص الذين سببوا له خيبة الأمل، وقد يأمل في تحقيق الرضا في العلاقات الوثيقة.
الخذلان
يُحدث الخذلان شرخاً عميقاً في نفسِ الشخص، لذا من الصعب تصليح أو ترميم هذا الشرخ، حيث لا يستطيع الشخص المُعرض للخيانة قبول التفاوض مع الخائن، أو القبول بإصلاح العلاقة بينهما، لذا فقد يُسبب الخذلان من أقرب الأشخاص حدوث ضائقة عاطفية شديدة الألم للشخص المُعرض لها، كما من الممكن أن ينتج عن الخذلان تعرض الشخص إلى صدمة طويلة الأمد، والشعور بالألم والاضطراب الذي يمكن أن يستمر معه طيلة حياته.
التغلب على خيبة الأمل
يتعرض بعض الأشخاص للاكتئاب نتيجة مرورهم بخيبة أمل، وقد تكون ردة فعل أشخاص آخرين تعرضوا لخيبات الأمل هي سبب النجاح في حياتهم، فهم يمتلكون القدرة والقوة في تقييم ما حدث والتعلم منه، ويخرجون منها بقوة أكبر مما سبق، من خلال التغلب على خيبات الأمل بفاعلية، والذي يتم كما يلي:
إدارة التوقعات
يشعر الشخص بخيبة الأمل عندما يكون الواقع مخالف لتوقعاته، لكن هناك خيبات أمل ممكن أن تغير مسار حياتنا إلى الأفضل.
التأثيرات التنموية
وتتمثل بما يلي:
- تتعلق طريقة التعامل مع خيبة الأمل وتقبلها بتنشئة وتنمية الشخص في الأسرة، وعلاقته بوالديه والتجارب التي مر بها وتسمى بالتجارب التكوينية المبكرة.
- يتجنب بعض الأشخاص التعرض لخيبات الأمل من خلال التقليل من إنجازاتهم، لتخفيض نسبة تعرضهم للمخاطر، وهي استراتيجية عدم وجود توقعات عالية.
- يتبع بعض الأشخاص طريقة أخرى لتجنب خيبة الأمل من خلال الإفراط في الإنجاز، إيماناً منهم بأن توقعاتهم للكمال مناسبة وواقعية.
- تُعطي تنشئة الفرد في أسرة مثالية وجيدة، وفرت لأبنائها الأمان والدعم، القوة الداخلية لهم التي تدفعهم للتعامل بشكل بنّاء مع خيبات الأمل في حياتهم.
التكيف
قد يفكر الشخص المُعرض لخيبة الأمل بإيجابية ويحاول إعادة صياغة هذه الخيبة، واعتبارها تجربة جعلت منه شخص مرن، ولديه القدرة الكافية على التعامل بشكل أفضل في المستقبل.
التعامل مع خيبة الأمل بشكل بناء
وأهم ما يفيد للتعامل مع خيبة الأمل ما يلي:
- يُمكن التعامل مع خيبة الأمل من خلال العلاج الذاتي أي التعامل معها بشكل بنّاء، وهذا يؤدي إلى زيادة وعي وإدراك الشخص للحدث، فيصبح أكثر مرونة.
- حتى يستطيع الشخص التعامل بشكل بنّاء مع خيبة الأمل، يجب أولاً فهم ما حدث، فقد تكون خيبة الأمل سهل التنبؤ بها والوقاية منها، وقد تكون خارجة عن إرادته.
- عند وضع توقعات حول حدوث خيبات الأمل يجب التحقق من معقولية التوقعات، فإذا كانت التوقعات عالية جدًا فهذا سيساعد على العمل البناء لها.
- إذا حدثت خيبات الأمل بشكل مستمر ومنتظم، فيجب على الشخص إعادة تقييم تصوراته وسلوكياته.
التغلب على الخذلان
إذا تعرض الشخص للخيانة من شخص قريب منه فقد يفقد ثقته بنفسه، بالإضافة إلى شعوره بألم الجرح العميق الذي أحدثه هذا الشخص، كما تتسبب الخيانة بالصدمة، لذا يجب التغلب عليها بالطرق التالية:
استرجاع الماضي
بعد تعرض الشخص للخيانة في علاقة عاطفية، فسيواجه مشاكل في الثقة بالآخرين وبالشكوك الذاتية، وقد يسترجع الشخص بالتفكير بمؤشرات الخيانة والغش، وهذا يحدث بدون وعي، لذا يُفضل تجاهل هذه الأحداث ونسيانها بعد التعلم منها لحماية العلاقات والصحة النفسية .
الاعتراف بالخذلان أفضل من تجنبه
للتغلب على الخذلان يجب على الشخص أن يتصالح مع ما حدث من خلال الاعتراف به والوصول لأسباب وقوعه، فإذا لم يقم بذلك فمن الممكن أن تزداد الاضطرابات في حياته الخاصة، ولتجنب الشعور في الشك الذاتي والنقد الذاتي، يمكن حل مشكلة العلاقة إما بتقليلها أو اكتشاف طرق أخرى لحلها.
التكيف
يشعر الشخص المُعرض للخذلان بالإهانة والحزن والضيق، فيحاول إنكار ما حدث للخروج من هذه المشاعر، فإخفاء المشاعر المؤلمة سهل، لكنه يزيد من صعوبة تنظيم هذه المشاعر، لذا يجب التعامل مع المشاعر المؤلمة بفاعلية، من خلال التعرف على ما تتعامل معه من مشاعر، وفهمها وإدراكها بشكل جيد لتحديد استراتيجية للتعامل معها.
الدعم
قد لا يرغب الشخص بالحديث عن الخيانة التي تعرض لها، لانعدام الثقة بأي شخص، على الرغم من أنه بحاجة إلى الدعم العاطفي في هذه الأوقات العصيبة، ولكن يُفضل الحديث مع الأصدقاء والسماح لهم بمشاركته المشاعر، فقد لا يحتاجون لمعرفة التفاصيل، لكنهم يقدمون الرّفقة التي تُبْعد الشخص عن التفكير السلبي المستمر.
التركيز على الذات
يتوجب على الشخص الذي تعرض للخذلان التفكير حول إنهاء العلاقة أو إصلاحها، دون التعرض للضغط النفسي، وبعد اختيار القرار المناسب، يجب أن يركز على احتياجاته الخاصة للتعافي من الصدمة.