الفرق بين الخريطة الطبوغرافية والخريطة الجغرافية
ما الفرق بين الخريطة الطبوغرافية والجغرافية؟
للخرائط أنواع متعددة ، فهي طريقة فعَّالة لجعل سطح الأرض نموذج بشكل جزئي أو كامل وذلك باستخدام مقياس رسم معين، ممَّا يُسهِّل على الباحثين والمهندسين قراءتها ودراستها، ومن هذه الخرائط: الخرائط الجغرافيَّة والخرائط الطبوغرافيَّة، وفيما يلي توضيح للفروق بين هاتين الخريطتين:
من حيث التعريف
الخريطة الطبوغرافيَّة هي خريطة توضح ملامح الأرض الطبيعيَّة عن طريق تمثيلات بيانيَّة واضحة ودقيقة ، وذلك عادة يكون باستخدام خطوط الكنتور المتموجة ليتم تمثيل تضاريس ثلاثيَّة الأبعاد للأرض وما عليها كالملامح الثقافيَّة مثل: المطارات، والطرق، والسكك الحديديَّة، والحدود الدوليَّة، والإداريَّة، والملامح الهيدروغرافيَّة والتي تتضمن البحيرات والأنهار والمسطحات الساحليَّة والملامح الطبيعيَّة مثل: المنحدرات، والمنخفضات، والوديان، والجبال، وأيضا الغطاء النباتي مثل البساتين، والأماكن المشجرة.
أمَّا الخريطة الجغرافيَّة فهي تتجه نحو تمثيل المظاهر الطبيعيَّة الجغرافيَّة للمناطق، مثل: الجيولوجيا، والمناخ للأرض لإعطاء معلومات عن نوعية وطبيعة الصخور، والتربة والطيات، والصدوع، وعمر الصخور باستخدام ألوان وظلال مختلفة لتصوير واضح للمعلومات في كل منطقة وهذا عكس ما يكون عن الخرائط الطبوغرافيَّة إذ يكون استخدام الألوان فيها محدود جدًا، وذلك لفصل المساحات وتحديدها عن بعضها البعض.
من حيث مقاييس الرسم
مقياس الرسم هو عبارة عن نسبة تربط بين الأبعاد الحقيقيَّة التي تكون على أرض الواقع وبين والأبعاد التي يتم نقلها إلى الورق، لأنَّ نقل الأبعاد الحقيقيَّة والواقعيَّة التي تكون على الأرض كما هي على الورق شبه مستحيل وليس عملي للاستخدام، فلكل نوع من أنواع الخرائط مقياس رسم مفضل استخدامه فالخرائط الطبوغرافيَّة تنشهر باستخدام مقياسين الرسم 1: 5000 أي أنَّ لكل 2 سم على ورق الخريطة يعادل 1 كم على الأرض الواقع ومقياس الرسم الآخر هو 1: 250000 أي أنَّ 2 سم على الورق يعادل 5 كم على الأرض الواقع.
أمَّا الخرائط الجغرافيَّة يعتمد مقياس الرسم على مقدار التوضيح حسب حاجة مستخدم الخارطة ومدى مستوى التفاصيل التي يريدها، فقد يستخدم مقياس رسم صغير يتراوح من أقل من 1: 50000 والتي تُظهر الكثير من التفاصيل والمعالم أو مقياس رسم متوسط يتراوح من 1: 50000 إلى 1: 5000 أو مقياس رسم كبير يكون أكبر من 1: 5000 ويستخدم في حالة الدراسة العامَّة أو تحديد قدرة دخول الجيولوجيين إلى المناطق لجمع البيانات أو لا.
من حيث المكونات
إنَّ لكل خارطة مكونات تساعد على قراءة البيانات عليها، فلذلك لكل نوع من الخرائط لديها مكوناتها الأساسيَّة التي تناسب طبيعة المعلومات المطروحة داخلها، وفيا يلي
مكونات الخارطة الطبوغرافية:
- مقياس رسم أفقي لمعرفة تقدير المسافات والقياسات على الخريطة على أرض الواقع.
- مقياس رسم رأسي وهذا لأنَّ الخرائط الطبوغرافيَّة تمثل خرائط ثلاثية الأبعاد فيوجد بها مقياسين رسم أفقي ورأسي.
- خطوط الكنتور وهي خطوط ترسم باتصال جميع النقاط التي لديها نفس الارتفاع بخط واحد لتتشكل بعد ذلك لوحة من مجموعة خطوط تفصل بينهم الفترة الكنتوريَّة لتوضح مثلا وجود الجبال أو الوديان.
- الألوان والتي تستخدم لفصل المساحات حيث كل منطقة ذو ارتفاع معين تلون بلون محدد لتمييزها.
- معلومات عامة عن الخارطة مثل: العنوان، والمكان، واسم راسم الخريطة، وتاريخها.
أمَّا مكونات الخارطة الجغرافيَّة فهي متعددة :
- عنوان الخارطة إذ يعتبر أهم مكونات الخرائط لأنَّها توضح للمستخدم تصور واضح للمنطقة أو طبيعة الخارطة بشكل بسيط.
- الاتجاه يوجد دائمًا على أطراف الخريطة تحديد اتجاه الشمال وهذا مهم جدًا لتوجيه الخارطة إلى الاتجاه الصحيح ليتم إسقاط البيانات بشكل سليم.
- مفتاح الخارطة يعمل كدليل لفهم رموز الخريطة المستخدمة من قبل راسم الخريطة مثل الرموز المشيرة إلى وجود مسجد.
- مقياس الرسم حيث يمكن التعبير عنه لفظيًا أو كسريًا أو بيانيًا.
- الشبكة وهي عبارة عن شكل مغلق الأضلاع يساعد في الإشارة إلى المناطق المهمة.
من حيث الرموز
في الخرائط الطبوغرافيَّة تستخدم عدة رموز لتجسيد ما عليها من معالم بيئيَّة على أرض الواقع مثل الخطوط، والمضلعات، والنقاط، فالخطوط لديها أشكال كثيرة وكل شكل يشير إلى شيء معين فمنها المتصل أو المتقطع والكثير، وذلك لتمثل محطات القطار، والسكك الحديديَّة، والنقاط لتحديد مناسيب أو مواقع مباني والمضلعات ترمز إلى عدة أشياء مثل: الجبال وتكون على شكل مربع أو أي شكل مغلق يجمع قطع مستقيمة مع بعضها البعض.
أمَّا الخرائط الجغرافيَّة تستخدم الألوان في تحديد المعالم الطبيعيَّة مثل البحيرات، والمسطحات وغالبًا يكون باللون الأزرق، كما تستخدم الخرائط الجغرافيَّة الرموز التصويريَّة للإشارة إلى المظاهر البشريَّة مثل المنازل.
من حيث الاستخدام
يختلف استخدام كلًا من الخرائط المذكورة بناءً على اختلاف المعلومات المطلوبة، فالخرائط الطبوغرافيَّة تستخدم لغايات الاستطلاع مشيًا للعسكريين ومخططي المدن والمهندسين والجيولوجيين، إذ تمثِّل لهم تضاريس الأرض الطبيعيَّة وتحديد الطريق الأسهل وتجنب المعالم المعيقة للوصول إلى منطقة الهدف كما يستخدمها المهندسون المدنيون في فتح الطرق والأنفاق والعبارات.
أمَّا الخرائط الجغرافيَّة فهي تقدم معلومات مهمة عن الطبقات والتربة وأماكن وجود المسطحات، وأهميتها تكمن بالاستدلال لوجود الثروات المعدنيَّة ودراسة التاريخ والتنبؤ بالكوارث أو التغيرات البيئيَّة التي قد تحدث ودراسة إمكانيَّة الزراعة أو البناء حسب طبيعة التربة.
ملخص المقال
إنَّ الهدف من الخرائط بشكل عام هو نقل ما هو على أرض الواقع من تضاريس ومعالم ومظاهر بيئيَّة على الورق ليستطيع كل أصحاب المهن بأداء أعمالهم بدون إهدار الجهد والوقت، فكل صاحب مهنة يبحث عن نوع خارطة محددة تُمده بالمعلومات الأساسيَّة لإتمام عمله، فمن أراد خريطة تُقدم معلومات عن طبيعة تضاريس منطقة معينة فعليه بالخرائط الطبوغرافيَّة، أمَّا من أراد أن يتعرف أكتر عن المظاهر الجغرافيَّة، والجيولوجيَّة، والبشريَّة فعليه بالخرائط الجغرافيَّة، وذلك يتطلب معرفة جيدة في قراءة الخرائط واستخدامها بشكل جيد.