الفرق بين الأرستقراطية والديمقراطية
ما هي الأرستقراطية؟
الأرستقراطية هي كلمة مشتقة من كلمة يونانية تعني "الحكم بالأفضل"، وتعتبر شكلًا من أشكال الحكم يتم فيه احتكار السلطة السياسية من قبل عدد قليل مختار من الأشخاص المتميزين الذين يطلق عليهم الأرستقراطيون أو النبلاء ، حيث يعتبرون الأكثر تأهيلًا للحكم بحجة تفوقهم الأخلاقي والفكري على باقي المجتمع، وعادةً ما يرث الأرستقراطيون ألقابهم وسلطتهم وامتيازاتهم من سلالتهم من النبلاء كآبائهم وجدودهم أو يتم تعيينهم من قبل حاكم الدولة، كما واختفى هذا النوع من الحكومات بعد الحرب العالمية الأولى بشكل نهائي.
ما هي الديمقراطية؟
الديمقراطية هي كلمة مشتقة من الكلمات اليونانية "demos" التي تعني الناس و"kratos" التي تعني القوة، ويمكن تعريف الديمقراطية على أنها نظام حكم قائم على سلطة الشعب، حيث تكون الحكومة نائبة عن جميع الناس وتتخذ قراراتها المختلفة حسب إرادة الشعب، وتشمل أساسيات الديمقراطية أن يكون للشعب حرية الرأي والتعبير وأن يتم تنفيذ القوانين على مبدأي المساواة والشمولية، وأن تحفظ الدولة حقوق الأقليات وغيرها، كما أن لها شكلين أساسيين هما الديمقراطية المباشرة والممثلة.
ما الفرق بين الأرستقراطية والديمقراطية؟
من الممكن اعتبار نظام الأرستقراطية كنقيض لنظام الديمقراطية بشكل كامل، وذلك بسبب الاختلاف الكبير بينهما في نقاط جوهرية تشكل ملامح النظام وأساساته، ومن أهمها ما يلي:
- يعتبر مفهوم الديموقراطية أحدث نسبياً من مفهوم الأرستقراطية، حيث ظهرت الأرستقراطية بداية في اليونان عندما تصورها الفيلسوف اليوناني أرسطو في الفترة الواقعة بين 384-322 قبل الميلاد، أما نظام الحكم الديموقراطي تم التوصل له بأثينا القديمة في العام 508 قبل الميلاد.
- تعتبر الأرستقراطية شكلًا من أشكال الحكم الذي يعتمد في اتخاذ القرارات على مجموعة منتقاة من الأشخاص دون الرجوع إلى الشعب، إلا أن النظام الديمقراطي يكون الحكم فيه نابعًا بشكل أساسي من إرادة الشعب وسلطته، وذلك إما بشكل مباشر أو عن طريق وجود مجالس وجهات ممثلة عن الشعب.
- يعتبر نظام الديمقراطية مرجعًا أساسيًا لأنظمة الحكم في القرن الحادي والعشرين على مستوى العالم، حيث إن جميع المجتمعات تسعى للعمل به وتطبيقه بأساساته الصحيحة كمنهاج لحكوماتهم، إلا أن نظام الأرستقراطية قد زال بشكل تدريجي بعد الحرب العالمية الأولى ، ولا يعد شكلًا مقبولًا من الحكم في العصر الحديث.
- في نظام الديمقراطية يكون لكل المواطنين نفس الامتيازات والواجبات بغض النظر عن نسبهم أو مستواهم المعيشي والاقتصادي، وهذا على النقيض من الأرستقراطية حيث تتخذ الأقلية من النخبة والنبلاء معظم الامتيازات في الدولة وتعفى من الواجبات التي تترتب على باقي أفراد الشعب من الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
- في نظام الديمقراطية يتم تعيين ممثلي الشعب عن طريق الانتخابات النزيهة التي تشمل جميع أفراد الشعب، أما في نظام الأرستقراطية تُمنح المناصب لمجموعة من الأشخاص بحكم نسبهم أو الطبقة الاقتصادية التي ينتمون لها.