العلاقة بين الغطاء النباتي والرياح
العلاقة بين الغطاء النباتي والرياح
يوجد علاقة واضحة بين كل من الغطاء النباتيّ والرياح، ويُمكن توضيحها بدراسة تأثير كل منها على الأخرى على النحو الآتي:
تأثير الرياح على الغطاء النباتي
تُشكّل الرياح العديد من التغيرات التي تؤثر في الغطاء النباتيّ، وفيما يأتي توضيحها:
- تُقلل الرياح التوازن المائيّ في أوراق النبات، وبالتالي تؤدي إلى حدوث تغيرات تشريحيّة وشكليّة، إذ ينشأ هذا بسبب زيادة معدل فقدان الماء من الأوراق عن معدل المياه المنقولة من الجذور.
- تُؤثر الرياح بطريقة غير مباشرةً على عملية التمثيل الضوئيّ، والتبادلات الغازيّة على الأوراق، بالإضافة إلى درجة حرارتها، إذ تُعدّل الضوء الساقط إلى داخل مظلة النبات عن طريق إزاحة أو ارتعاش الأوراق الخارجيّة، وبالتالي تغيير في عملية التمثيل الضوئيّ.
- تُؤثر الرياح القويّة على الأشجار عن طريق شد جذورها وتمايلها، حيثُ تعطل حركة الرياح اتصال الأشجار بالتربة، وكذلك الجذر، مما يقلل من امتصاص الماء، وزيادة شدة الإجهاد المائيّ فيها.
- تُشكل الرياح أحد المتغيرات المؤثرة على الغطاء النباتيّ، إذ يمكن أن تؤثر الرياح القوية على بتلات، وسيقان النباتات وتفسدها، إذ إنّه في حال حدوث كسور بسيقان النبات بسبب الرياح تُصبح النباتات أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض الموسميّة.
- يؤدّي التعرض المستمر للرياح إلى جفاف النبات بسرعة، مما يزيد من إجهاد النبات، ويجعل مسام الأوراق تبدأ في الانغلاق لتقليل فقد الماء، عندها ينمو النبات ببطء بسبب تقلص قدرته على التنفس.
- تُساهم الرياح في تسريع عملية وتفاعل النبات عن طريق زيادة معدل النتح، وهو فقدان النبات للماء أثناء امتصاصه من خلال الجذور حتى الأوراق، وبالتالي خروج الماء من الأوراق، يفقد النتح أكثر من 90% من الماء الذي يمتصه النبات.
- تُسرِّع الرياح الساخنة من عملية تجفيف النباتات عن طريق استبدال الهواء الرطب بالهواء الجاف في الفراغات بين الخلايا، كما تزيد الرياح الاضطرابات الجويّة، وزيادة في ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى زيادة التمثيل الضوئيّ، وهذا ما يُسمى التأثير الفسيولوجيّ.
- تُدمر الرياح القوية البراعم، وتُسبِّب تساقط الزهور والفاكهة، كما تُسبِّب تآكل التربة وترسبها مما يؤدّي إلى سوء في تهوية التربة، تُساهم الرياح في نقل حبوب اللقاح، وإنضاج بعض المحاصيل، وهذا ما يُسمى التأثير الميكانيكي.
تأثير الغطاء النباتي على الرياح
انتشر استخدام الغطاء النباتيّ للمساعدة في عمليات التحكم في الرياح على نطاق واسع؛ إذ صُنِّفت مناطق الغطاء النباتيّ المصممة لأداء هذه الوظائف العامة على أنّها مصدات للرياح، وأحزمة للحماية.
يُشير مصطلح مصدات الرياح إلى الزراعة الوقائيّة حول الحدائق، فهي تعمل على توفير الظل للمباني أو حظائر الماشية، ولها قيمة جماليّة في المناطق التي لا يوجد بها الكثير من الغطاء النباتيّ.
تُبنى مصدات الرياح بشكل عام من صف واحد أو صف مزدوج من الأشجار، إذ تُشكّل حواجزًا ممتدة من الأشجار لحماية الحقول، ومن الجدير بالذكر أنّ أحزمة الحماية تتطلب تخطيطًا أكثر دقة بكثير من مصدات الرياح البسيطة حتى تُثبِت فعاليتها.