العصر الطباشيري المتأخر: أهم الأحداث والجغرافيا
العصر الطباشيري المُتأخر: أهم الأحداث والجغرافيا
وفيما يأتي أبرز المعلومات حول العصر الطباشيري المتأخر:
العصر الطباشيري المُتأخر
العصر الطباشيري المتأخر (بالإنجليزيّة: Late Cretaceous epoch) هو آخر مرحلة من العصر الطباشيري حيثُ بدأ منذ 100 مليون سنة مضت وانتهى منذ 66 مليون سنة مضت، أي امتدّت لما يقارب 34 سنة، وسمّيَ بالطباشيري (بالإنجليزية: Cretaceous) مشتق من كلمة (Creta)، وهي كلمة لاتينية تعني الطباشير (Chalk)، وذلك لأنّ معظم الطباشير (وهي نوع من أنواع الحجر الجيري )، قد ترسبت ووُجدت في العصر الطباشيري المتأخر.
التغيّرات الجيولوجية والمناخية في العصر الطباشيري المُتأخر
حدثت بعض التغييرات على سطح الارض في العصر الطباشيري المُتأخر مثل:
تغييرات جغرافية
كانت قارّة كوندوانا (Gondwana) في الجنوب، قارة سليمة واحدة إلا أنها انفصلت لتكوّنَ أمريكا الجنوبية، وأنتاركتيكا وابتعدت أستراليا عن أفريقيا ، حيثُ أدّى هذا التباعد لتشكيل المحيط الأطلسي الجنوبي والمحيط الهندي حديثاً.
واستمر حدوث التّوسع في السواحل وقامت المحيطات بسدّ الفجوات التي حدثت بفعل تشكّل وانفصال القارات الجديدة، لينتج عنه شكل شبه نهائي للقارات يُقارب الشكل الحالي لهم في يومنا هذا.
تغييرات مناخية
ازدادت درجات الحرارة في بداية العصر الطباشيري المتأخر وبقيت كذلك حتى نهاية العصر، ونُسب ذلك إلى أنّ هذ الحرارة قد تكون بسبب النشاط البركاني الكثيف الذي أدى لإنتاج كميات مضاعفة من ثاني أكسيد الكربون والذي بدوره يقلّل من كمية الأكسجين في الجو.
وقد بيّنت المواد في داخل الرواسب في المناطق الاستوائية، أن درجات حرارة سطح البحر الاستوائي كانت لفترة ما، ما يقارب 42 درجة مئوية، وبمتوسط حرارة 37 درجة مئوية، وأنّ درجة حرارة أعماق المحيطات كانت تصل لما يقارب 15 إلى 20 درجة مئوية، أي أكثر دِفئاً ممّا عليه اليوم.
الحياة على سطح الأرض في العصر الطباشيري المُتأخر
كان للنباتات والكائنات الحية عامّة التأثّر بالتغييرات في العصر الطباشيري المتأخر كالتالي:
النباتات
ازدهرت النباتات كاسيات البذور في العصر الطباشيري المُتأخر وازداد نموها وانتشارها بما يقارب 50 فصيلة حديثة، وارتفعت مستويات حبوب اللقاح فيها من 1% إلى 40% من إجمالي حبوب اللقاح خلال 20 مليون سنة، وتطوّرت أوراق الأشجار فيها من صغيرة ذات عروق غير منتظمة وحواف ناعمة وبسيطة، إلى حواف أكبر ومدببة وعروق ذات أنماط أكثر انتظاماً.
بدأت بعض النباتات عارية البذور في حماية أنفسها لعدم قدرتها على النمو والتكاثر بسرعة مثل النباتات كاسيات البذور التي لم تكن بحاجة إلى مثل هذه الحماية، فقد كانت تمتلك هذه القدرة لإدامة أنواعها والتي ساعدتها أيضاً ديناصورات الرعي الجديدة في الظهور بنسبة أكبر.
الكائنات الحية
كانت الحيوانات الثديية الشمالية في العصر الطباشيري المتأخر تهيمن على الأرض بازدياد تكاثرها تزامناً مع بداية انقراض الديناصورات.
حيث أنه في أواخر العصر الطباشيري اختفت بعض الديناصورات مثل الإكتيوصور عملياً، وقامت أسماك القرش الكبيرة الجديدة والعظميات الضخمة بأخذ مكانها وزاد انتشارها، من مثل الزيفاكتينوس، التي يتراوح طولها بين 2 و 4 م.
وانتشرت الزواحف
التي كان من بينها، العظايا المفلطحة التي كانت تنتمي إلى مجموعة البليزوصورات طويلة العنق، وكانت تعتبر من أشرس الحيوانات البحرية المنتشرة في ذلك الوقت من العصر الطباشيري، وكانت الطيور هي الديناصورات الوحيدة التي نجت في نهاية العصر الطباشيري المتأخر.
الانقراض الطباشيري النّهائي وفوّهة تشيكشولوب
انتهى العصر الطباشيري منذ 65.5 مليون سنة مضت، واشتُهِر انتهائه بالانقراض الكبير، حيث اشتمل على انقراض الديناصورات بكافّة أنواعها باستثناء الطيور، التي يُقال بأنّ بعضها من مثل (الدجاج والببغاوات) هي أسلاف للديناصورات آكلة اللحوم التي وُجِدت قديماً، وأُتيحت الفرصة حينها للثّدييات للحياة والتّكاثر من جديد لتعويض وسدّ الفراغ الذي حدث بانقراض الديناصورات النّهائي.
كما تُشيرُ الدّلائل التي عُثِر عليها بوجود فوّهة صدميّة تسمّى فوّهة تشيكشولوب (بالإنجليزية: Chicxulub crater)، دُفنت تحت شبه جزيرة يوكتان في المكسيك، والتي يقع مركزها بالقرب من بلدة تُدعى تشيكشولوب التي نُسبت إليها.
وتعود إلى أواخر الحقبة الوسطى التي استُدِلّ بها عن طريق عمر الصّخور، تسبّب بها سقوط كويكب أو مذنب على سطح الأرض ممّا أدى إلى حدوث هذا الانقراض النهائي والذي أعلن عن نهاية الحقبة الوسطى ونهاية العصر الطباشيري المُتأخر.