الطريق إلى الإسلام
الطريق إلى الإسلام
يتخذ العديد من البشر طرقاً مختلفة للاهتداء لدين الحق وللتعرف على الإسلام، وإنّ سعي النّاس إلى هذا الدّين العظيم واعتناقه ينبغي أن يمرّ من خلال طرقٍ عدّة نذكر منها الطرق الآتية:
- أن يفتح الإنسان قلبه لكلّ ما هو حقّ:
على من أراد التوصل إلى الحق أن يستمع إلى الكلمات الصّائبة المسدّدة، ولا يغلق عينيه للنّور الذي يشع أمامه مبدّدًا الظّلام، وهذا الحقيقة يجب أن تتوافر لمن في قلبه نيّة الدّخول في الإسلام واعتناقه، أمّا الجاحد الذي لا يريد رؤية نور الحقّ وتلمّس آثاره فيصمّ آذانه ويغلق عينيه فلن يدرك أبداً عظمة هذا الدّين ولن يجد نوره إلى قلبه سبيلاً.
- أن يسعى الإنسان سعيًا حثيثًا وراء الحقّ:
إن الإنسان الجالس في بيته لا يأتيه الرّزق والمال، وكذلك من يعتنق الباطل لا يدرك الحقّ إلاّ إذا مشى في الدّروب وسعى لنيل الحقّ سعيًا دؤوبًا لا تراجع فيه أو نكوص فيه، وقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
- أن يتمسّك الإنسان بالحقّ متى أدركه:
فالإنسان السائر في طريقه إلى الإسلام وبعد أن يشرح الله -تبارك وتعالى- صدره له عليه أن يحرص علي إيمانه، وأن يتمسّك به ويلزمه بتطبيق أحكامه والتزام أوامره واجتناب نواهيه، فلا عبرة بمن أدرك الحقّ ثمّ ضعف فيه وتراخى.
- الدّعوة إلى هذه الدّين العظيم كسبيلٍ واحدٍ لنجاة البشر:
حينما يعتنق الإنسان لهذا الدّين ويستشعر السّعادة التي في قلبه والسّكينة التي تتنزّل على صدره بمعيّة الله له واستشعار مرضاته ورحمته، والقناعة التي لا يتطرّق إليها ضعف، تجعله ينطلق لدعوة النّاس إلى هذا الدّين الذي يمثّل قارب النّجاة الوحيد للخلق في ظلّ الأمواج العاتية والرّياح المرسلة العاصفة.
التعريف بالإسلام
أنزل الله -سبحانه وتعالى- على سيّدنا محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- شريعة الإسلام لتكون خاتمة الشّرائع والرّسالات السّماويّة، وأنزل عليه المعجزة الأبدبة الخالدة؛ ألا وهي معجزة القرآن الكريم، ولم يترك النّبي الكريم أصحابه حتّى خطب فيهم خطبة الوداع الشّهيرة ليبيّن لهم اكتمال الدّين، وإتمام مهمته في تبليغ الرّسالة.
مميزات الدين الإسلامي
يتميز الدين الإسلامي بمميزات عدة، نبرز منها الآتي:
- الشمولية:
اشتمل الدين الإسلامي على كلّ ما يصلح حياة النّاس في الدّنيا، كما مثّل الإسلام دستورًا شاملاً يصلح للتّطبيق على جميع المستويات وفي مختلف الظّروف والأزمان، وإنّ شموليّة هذه الرّسالة لتؤكّد أنّها المنهج الوحيد والصّراط المستقيم الذي ارتضاه الله تعالى للنّاس، فلا يقبل من أحدٍ ديناً أو طريقاً آخر، قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
- الوسطية:
يتميز الإسلام بأنه دين وسطي، وتتصف تعاليمه بالسهولة واليسر، وإنّ الطّريق إلى هذا الدّين العظيم ممهّدة سهلة لا عقبات فيها ولا صعوبات، ولا عذر لأحدٍ بعد أن يتعرّف على سماحة الدّين ويسره، وبشاشته التي تلامس القلوب وتشرح الصّدور أن يرتضي ديناً آخر.
- العالمية:
يتميز الإسلام بكونه الدين الوحيد الصالح -بل والمصلح- لكل زمان ومكان؛ إذ إن مصدره هو الله -سبحانه وتعالى- العالم بتغير الأحوال والظروف؛ لذا كانت تعاليمه تتناسب مع هذا التغيرات وقادرة على احتوائها جميعاً ضمن منظومة التشريعات الإسلامية.