الصناعة في المغرب
الصناعة في المغرب
تطوّرت الصناعة في المغرب بشكلٍ كبيرٍ في الأعوام المنصرمة، ومن أهمّ الصناعات الرئيسيّة التي تتميّز بها المغرب؛ الطاقة المتجدِّدة، وصناعة الطيران والسيّارات، والإلكترونيّات، والمنسوجات، وتصنيع الغذاء والدواء، والتعدين، وتحتل صناعة الأغذية في المغرب المرتبة الثانية ضمن أكبر الصناعات، وذلك لتميُّز المملكة بمناخٍ معتدل، وخصوبة تربتها، ووفرة مواردها المائيّة.
تُساهم الصناعة بنسبة 26% من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، وتُوظِّف ما نسبته 22% من القوى العاملة المغربيّة، كما تُصدّر صناعة النسيج في المغرب حوالي 4.39 مليار دولار أسترالي، وتُساهم في توفير أكثر من 200.000 فرصة عمل، كما تلعب صناعة التعدين في المغرب دوراً مهمّاً في الاقتصاد على المستوى الوطنيّ؛ كونها ثاني أكبر مُنتجٍ للفوسفات في العالم وتحتوي على حوالي 75٪ من الاحتياطي التقديري العالمي.
رؤية 2030 للصناعة في المغرب
لجأت المغرب إلى خطّة لتسريع التنمية الصناعية في ظلّ التطوُّر الصناعي الذي شهدته خلال العقد الماضي، وهي سياسة صناعية جديدة تهدف إلى رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 14٪ الحاليّة إلى 23٪ بحلول عام 2030م، وخلق 500,000 فرصة عمل جديدة، بالإضافة إلى استثمار ما يُقارب 54 مليار دولار أسترالي في مشاريع خُصِّصت لتطوير قطاع الطاقة ، حيث إنّ 75٪ منها تقريباً مخصّصة للطّاقة المتجدِّدة، ويُعتبر الطيران عنصراً مهمّاً في هذه الخطّة وذلك للنمو السريع والمتزايد في الاستثمار من قِبل الشركات العالميّة الضخمة في هذا القطاع، والذي يهدف إلى تحقيق مبيعات تُقدّر بقيمة 2.8 مليار دولار وخلق 23,000 فرصة عمل.
القطاعات الصناعية الرئيسية في المغرب
تمتلك المغرب كميةً صغيرةً نسبياً من الموارد المعدنيّة، ويُعتبر الفوسفات مصدر ثروتها الرئيسيّ، إلّا أنّها تتميّز بمجموعةٍ من القطاعات الصناعيّة المتنوعة التي كان لها دور بارز في توفير مئات الآلاف من فرص العمل، وتقليل البطالة، وزيادة النموِّ الاقتصادي بشكل ملحوظ، وزيادة الصادرات خلال أعوام قليلة، وتعدّ القطاعات الآتية من أهم القطاعات الصناعية في المغرب:
- الزراعة: يُهيمن القطاع الزراعي في دولة المغرب على اقتصادها، نظراً إلى خصوبة أراضيها، وسهولها الواسعة المناسبة لزراعة الزيتون والحمضيّات، كما يتمّ زراعة الشعير والقمح والحبوب الأخرى على ساحل المحيط الأطلسيّ دون الحاجة إلى ريّ، ويوظّف هذا القطاع حوالي 40% من القوى العاملة.
- الخدمات: يُشكِّل قطاع الخدمات بما في ذلك النفقات الحكوميّة والعسكريّة حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي، إذ إنّ الإنفاق الحكومي يُمثِّل نصفها ويُوظِّف ما يُقارب 40.5% من القوى العاملة المغربيّة، ويتصدّر هذا القطاع كلّ من السّياحة والعقارات حيث مشاريع الإسكان والطرق.
- التصنيع: يُمثِّل قطاع التصنيع ما يُقارب سدس الناتج المحلي الإجمالي، حيث يحتوي التركيب الصناعي المغربي على عنصرين مهمّين هما معالجة المواد الخام للتصدير، وتصنيع السلع الاستهلاكيّة للسوق المحلي، مثل: السلع الخفيفة؛ كالموادّ الغذائيّة بأنواعها والمشروبات والمنتجات المعدنيّة والجلديّة، والسلع الثقيلة؛ كالأسمدة والإسمنت.
- المنسوجات: تُعتبر المنسوجات إحدى الصناعات الرئيسية في دولة المغرب ويعتبر أكبر زبونٍ لها في هذا القطاع الاتّحاد الأوروبي، حيث تستورد فرنسا ما نسبته 46٪ من الجوارب، و28.5٪ من المنسوجات الأساسيّة، و27.6٪ من الملابس الجاهزة.
- النفط: تتميّز المغرب بامتلاكها بنية تحتية واسعة كالموانئ البحريّة، والطرق، والمطارات، وما إلى ذلك، والتي تدعم التنقيب النشط عن النفط والغاز، فصناعة النفط فيها متطورة للغاية، حيث يوجد مصفاتان لتكرير النفط بطاقة اجمالية تقدّر بـ 150 ألف برميل في اليوم الواحد.
- الفوسفات: تضمّ دولة المغرب حوالي ثلثي احتياطات الفوسفات في العالم، ويُعتبر تعدين الفوسفات أقوى صناعة في صناعاتها المتعدِّدة، حيث يحتلّ مرتبةً أعلى من المنافسين؛ الصين، وروسيا، والولايات المتّحدة، وهو مسؤول عن نصف دخل المغرب بالرغم من توظيفه 2% فقط من عدد السكّان.
- الأدوية: تُعتبر المغرب ثاني أكبر مُصنِّع للأدوية في القارة الإفريقية، وتُلبّي حوالي 70% من الطلب المحلّي على الأدوية، حيث تسعى الحكومة المغربيّة إلى تحسين الرعاية الصحية من خلال زيادة عدد السكان المؤمّنين صحيّاً، بالإضافة إلى قرارها بتخفيض أسعار مئات الأدوية.
- الطيران والسيارات: تُعدّ صناعة الطيران والسيارات في المغرب نتاج الجهود المبذولة لدعم النموّ وجذب الاستثمار، حيث تمكّن هذا القطاع في الآونة الأخيرة من تحقيق زيادةٍ كبيرةٍ في صادراته، وساهم في إيجاد عشرات الآلاف من فرص العمل، وأصبح يُنافس قطاعات الفوسفات والزراعة والمنسوجات.