الشعور بالذنب وعلاقته بالاكتئاب
الشعور بالذنب وعلاقته بالاكتئاب
كما هو الحال مع الشعور بالذنب والوسواس القهري ، يغذي الشعور بالذنب والاكتئاب بعضهما البعض، حيث إن الشعور بالذنب يساعد على ظهور أعراض الاكتئاب، ويتجلى الشعور بالسوء تجاه الشعور بالاكتئاب، ويتفاقم بمرور الوقت، وهذه العلاقة ليست دائمًا سلبية، ففي بعض الأحيان قد يشعر الإنسان بالذنب لأنه يشعر بتحسن، عدا عن ذلك فإنه عادة ما تكون مشاعر الذنب غير عقلانية، فهي تخلق تصورات لإخفاقات تتطور في العقل، وبعد ذلك تعكس الأفعال هذه المشاعر، والتي تؤدي إلى استمرار هذه التصورات، وتشكل العلاقة بين الشعور بالذنب والاكتئاب دوامة من التفكير السلبي، ويمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة في كثير من الأحيان، ويتغذى كل منها على الآخر، وبالتالي فإن اكتشاف هذه العلاقة الطفيلية هو الخطوة الأولى في التحرر منهما.
طرق التوقف عن الشعور بالذنب والاكتئاب
هناك العديد من الإجراءات التي يمكن المشاركة فيها للتخفيف من الشعور بالذنب أو القضاء عليه، وبالتالي التخفيف من بالاكتئاب، منها:
- إجراء تعديلات أو تغييرات على السلوك: مثل الصدق ومحاسبة النفس، فإذا كان التصرف أو التقاعس عن العمل قد أضر بشخص ما، فهذا يعني أنه يجب التواصل معه وعرض التعويض عليه إذا كان بالإمكان، ويفضل سؤال الشخص حول كيف يمكن التعويض.
- التعرف على الفرق: التعرف على كيفية التمييز بين الشعور بالذنب المبرر وغير المبرر، ويكون ذلك عن طريق طرح بعض الأسئلة على النفس حول الشعور بالذنب، مثل: "هل كان شيئًا فعلته أو لم تفعله؟ وهل كان الحدث ضمن السيطرة؟، وهل يمكن أن تتصور الموقف بشكل خاطئ؟.
- التواصل مع معالج: إذا بدت مشاعر الذنب غير قابلة للسيطرة، أو استمرت لفترة طويلة، أو أثرت على الحياة اليومية، يمكن للمعالج المساعدة على فهم الشعور بالذنب والعمل من خلالها، وإذا كان الشعور بالذنب مرتبطًا بالصدمة، فسيكون من المفيد البحث عن معالج ذي خبرة في الرعاية الواعية بالصدمات أو اضطراب ما بعد الصدمة.
- الانخراط في العلاج الجماعي: بشكل عام، يشعر معظم الناس بالذنب، وقد يكون من المفيد مشاركة تجارب الآخرين والاستماع إليها وكيف يتعاملون مع الشعور بالذنب، ويمكن أن يوفر العلاج الجماعي ترابطًا وقابلية للارتباط مع الآخرين.
- المعالجة مع صديق موثوق أو موجه: يمكن أن تساعد معالجة الشعور بالذنب مع شخص موثوق به على التمييز بين الذنب المبرر وغير المبرر، ومن ثم تقديم الدعم، والمساعدة على تبادل الأفكار للتغلب على الشعور بالذنب.
- إعادة صياغة الأفكار السلبية: غالبًا ما ينتج الذنب السام أفكارًا سلبية تؤثر على احترام الذات، ويجب كتابة الأفكار السلبية أو مشاركتها بشكل إيجابي قائم على الحقائق، فعلى سبيل المثال: الشعور بالذنب بسبب الحصول على ترقية على زميل في العمل، فبدلاً من ذلك، على الفرد أن يذكر نفسه أنه عمل بجد وتم مكافأته على عمله الشاق.
- تقبل وتعلم الغفران للنفس: الجميع يرتكب أخطاء وخيارات سيئة، لا أحد كامل، وإن مسامحة النفس والالتزام بتحسين الأداء في المرة القادمة يمكن أن يساعد في التخلص من الشعور بالذنب.
الشعور بالذنب
الشعور بالذنب هو عندما تشعر بالحرج أو الأسف لكونك السبب وراء فعل أو حدث سلبي، سواء حدث مؤخرًا أو حتى في الماضي، وبينما يكون الكثير من الذنب حقيقيًا ومناسبًا، في بعض الحالات، يمكن أن تنبع هذه المشاعر من شيء ما بالكامل مختلف.
إن الشعور بالذنب والاعتراف بالخطأ يمكن أن يكون أمرًا صحيًا، والذنب حقيقي ومناسب، لكن في بعض الأحيان، ينشأ الشعور بالذنب مما يتصوره الفرد أنه فشل شخصي، وهو استجابة غير منطقية وغير مناسبة لحدث أو فعل في الماضي أو الحاضر، فقد حكم على أفعاله وتوصل إلى حكم بالإدانة، حيث إنه عندما يشعر بالذنب لشيء لا يحتاجه، فإن مشاعر الذنب قد تشجعه على معاقبة نفسه على ما يعتقد أنه فعله بشخص أو شيء آخر، ويمكن أن تستمر هذه المشاعر وتجعله يشعر بالبؤس والاكتئاب.
أسباب الشعور بالذنب
من الصعب تحديد الشعور بالذنب، لكن يمكن لأي شخص أن يشعر به، فقد يكون هذا الشعور بسبب فكرة تراوده أو شيء فعله، كما يمكن أن يشعر أحداً ما بالذنب لأن أفكاره وأفعاله لا تتوافق مع ثقافته أو عائلته أو معتقداته، وفي حين أن الارتباط بالذنب قد يكون سلبيًا، إلا أن له وظيفة إيجابية أيضًا؛ ففي كثير من الأحيان يهدف الشعور بالذنب إلى المساعدة على اتخاذ قرار صائب من الناحية الأخلاقية، فإذا أثارت أفعال الفرد نتائج أو مشاعر سلبية ، فسيخبره الشعور بالذنب لاحقًا أنه كان مخطئًا، وأن تكرارها مرة أخرى سيجعله يشعر بالذنب، وهذا ما سيساعده على اتخاذ قرارات أخلاقية، ومن ناحية أخرى، فإن الشعور المفرط بالذنب يمكن أن يؤدي إلى هواجس القلق والميول الاكتئابية والأعراض الجسدية إذا لم يتم معالجته.
علامات الشعور بالذنب
تتضمن بعض أعراض الشعور بالذنب ما يلي:
- أن يكون الفرد حساسًا لتأثيرات كل عمل.
- أن يكون الشخص غارقاً في اتخاذ القرار الخاطئ.
- احترام الذات متدني .
- وضع مصلحة الآخرين أمامه حتى يصبح الأمر ضارًا.
- تجنب مجموعة كاملة من المشاعر.