الشعر الاجتماعي عند الرصافي
الشعر الاجتماعي عند الرصافي
كان معروف الرصافي شاعرًا عراقيًّا معاصرًا، كما أنّه عالم بالأدب واللغة، ومُلمًّا بالقضايا الاجتماعية والسياسية، حيث سعى لمكافحة الظلم السائد في المجتمع، ومعالجة المشاكل الاجتماعية، ودافع عن الطبقات المسحوقة في المجتمع .
وللرصافي عدد من المؤلفات الأدبية التي تتحدث عن القضايا الاجتماعية، حيث وجد معروف الرصافي أنّ الشعر له هدف اجتماعي، حيث يُسهم في التغيير والتطوي ر المجتمعي، وبناء حضارة الأمم، ومن هنا تقع على عاتق الشاعر مسؤوليةٌ كبيرة في خدمة المجتمع المحلي.
أصدر أول ديوان شعري سنة 1910م، وقد التزم معروف الرصافي بالتطرق إلى القضايا الاجتماعية في شعره؛ بسبب ثلاثة عوامل هي كالآتي:
- نشأته في حي فقير بمدينة بغداد.
- تأثره بآراء الأستاذ الآلوسي الذي اهتم بعملية الإصلاح الديني.
- تأثره بالنظرية الاشتراكية التي ظهرت في عصره.
القضايا الاجتماعية في شعر معروف الرصافي
ركّز معروف الرصافي على عدد من القضايا و المشكلات الاجتماعية في شعره مثل منح المرأة حقوقها، والقضاء من الحواجز التي تمنع تحررها، وتخليص المرأة من الجهل والتخلف؛ حيث كانت المرأة تعيش حياةً بائسةً في العراق، وتُعاني من الحرمان؛ بسبب الأعراف الاجتماعية السائدة، وأيضًا دعا إلى تعليم المرأة؛ لأنّها هي من تُربي الأجيال، ودعا إلى عمل المرأة؛ لأنّها قد تتعرّض إلى الطلاق.
نماذج من شعر معروف الرصافي الاجتماعي
مجموعة من القصائد الشعرية الاجتماعية التي نظمها معروف الرصافي فيما يأتي:
- سل الإنكليزي الذي لم يزل له
هي قصيدة عامة من البحر الطويل ، ويبلغ عدد أبياتها 19 بيتًا، فيقول الشاعر:
سل الإنكليزي الذي لم يزل له
- بدست وزير الداخلية مقعد
أأنت وزير أم عميد وزارة
- نراك إليها كل يوم تَرَدَّد
فها أنت مُلقاة إليك أمورنا
- تحلّ لنا ما شئت منها وتعقد
وتأخذ منا راتباً كموظف
- وهذا لعمر الله أنكى وأنكد
أنحمل منك اليوم عبء تحكُّم
- وندفع فيه الأجر منّا وننقد
- مرت تقول ألا يا ربّ خذ روحي
هي قصيدة من البحر البسيط، ويبلغ عدد أبياتها 33 بيتًا، فيقول الشاعر:
مرت تقول ألا يا ربّ خذ روحي
- كي أستريح بموتي من تباريحي
مَهزولةَ الجسم من فقر ومن نَكَد
- مصفَرّة الوجه من همّ وتتريح
باتت بغير عشاءٍ وهي طاوية
- وأصبح وهي غَرثَى دون تصبيح
ضَنْكُ المعيشة أضوى جسمها فبدت
- شروى خيال بطرق العين ملموح
وأذبلَتْها هموم النفس ناصبةً
- فصَوَّحت وجنتيها أيَ تصويح
- نكب الشارع الكبير ببغداد
هي قصيدة عامة من البحر الخفيف، ويبلغ عدد أبياتها 24 بيتًا، فيقول الشاعر:
نكّب الشارع الكبير ببغدا
- د ولا تمش فيه إلا اضطرارا
شارع إن ركبت متنيه يوماً
- تلق فيه السهول والأوعارا
تترامى سنابك الخيل فيه
أن تقحّمن وعثه والخبارا
فهي تحثو التراب فيه على الأو
جه حثواً وتقذف الأحجارا
لو ركبت البراق فيه أو البر
ق نهاراً لما أمنت العثارا