الشخص والهوية: تحليل نص رونيه ديكارت
التحليل الموضوعي لنص الشخص والهوية
يُناقش النص قضايا متعلقة بالأنا، والإنسان، والفكر، والوجود، وعلاقتهم مع بعضهم البعض، ولإقناعنا بأنّ الشخص هو ذات فكر، وبالتالي فإنّ هُويته تتحدد على أساس الفكر كونه الشيء الوحيد الذي لا يحتمل الشك فيه، ويقول إنّ الإنسان الذي لا يُفكر إذن هو غير موجود، وأنّ الأفعال الفكرية كالشك والفهم والخيال هي هُوية الشخص وأساس وجوده.
كما تتمحور أفكار نص رينيه ديكارت حول الهوية والشخصية تبعاً للآتي:
- أكد رينيه على وجود الفكر فوجوده يعني أنّ الإنسان موجود.
- يًعتبر الإنسان ذاتًا تُفكر وتُنفذ عمليات عقلية كالفهم والخيال والشك.
- أكد على أن الفكر مرتبط بالذات، ولا يُمكن الفصل بينهما في جميع الحالات.
- وضح لنا أنّ اللاأفعال العقلية تصدر من الذات المفكرة أيّ أنّ الأفعال العقلية هي نتاج التفكير.
أكد لنا أنّ الفكر يُعتبر خاصيةً من خصائص الأنا والذي يُعتبر هو جوهر الذات، وأنّ الفكر أيضاً هو الذي يُسخر لنا الخاصية الثانية من خصائص الأنا، وهي خاصية التخيل، وتطرق أيضاً إلى خاصية ثالثة وأخيرة من خصائص الأنا وهي الإحساس، وتعني هذه الخاصية أنّ إدراك الشيء يأتي عن طريق الإحساس به.
الأنا بخصائصها ووظفائها ترتبط ارتباطاً قوياً بالفكر وبالعمليات التي يقوم عليها الفكر، فكما قال ديكارت أنّ الفكر هو جوهر الذات، وأنّ الأفعال الفكرية المنبثقة من الإحساس كالشك والفهم لا يُمكن فصلها عن الذات الشخصية.
التحليل الأسلوبي لنص الشخص والهوية
التحليل الأسلوبي لنص الشخص والهوية فيما يأتي:
تقسيم المواضيع والتأملات
اعتمد رينيه ديكارت في نص الشخص والهوية أسلوباً منتظماً للكتابة، فترتيب التأملات لم يأت عبثاً فهو يُحلل المعضلات ويُقسمها إلى مكونات بسيطة ليسهل على القارئ والمتأمل فهمها بعيداً عن توظيف المنطق.
ترتيب الأفكار في النص
قام رينيه ديكارت بترتيب أفكاره التأملية في نص الشخص والهُوية؛ حيث قسمها إلى ستة تأملات بدأها بالأشياء التي يُمكن للإنسان أن يضعها موضع الشك، وكان ثانيها التأمل في طبيعة النفس الإنسانية، وكيف أنّ معرفتها أيسر من معرفة الجسد من الداخل.
أمّا التأمل الثالث فكان في الله والإنسان موجود، والتأمل الرابع في الصواب والخطأ، والتأمل الخامس في كيفية الأشياء المادية والعودة إلى الله ووجوده، والتأمل السادس في وجود الأشياء المادية وفي التمييز الحقيقي بين نفس الإنسان وبدنه.
صياغة لغة النص
عمل رينيه ديكارت في نص الشخص والهُوية على استخدام لغة الخطاب، وقُسمت اللغة إلى قسمين؛ الأول منهما استخدم فيه الخطاب مع الأنا، والقسم الثاني كان الخطاب لعامة الناس، بالإضافة إلى استخدام المنطق في بعض تأملاته التي اعتمدت على الميتافيزيقية، كما استخدم لغة المجادلة وكأنه يجلس مع شخص لمحاولة إقناعه وقبوله برأي ديكارت.
تحليل السرد في نص الشخص والهوية
يُمكن للقارئ أن يستنتج العلاقات القائمة في فلسفة ديكارت التي يُوحي بها النص وهي كالآتي:
- الوجود والفكر
حيث أكد لنا من خلال النص أنّ الإنسان الذي يُفكر إذن هو موجود، وإن كان هناك إنسان لا يُفكر فهو غير موجود، فإذا توقف الإنسان عن التفكير سيختفي عن الوجود تماماً، فهو بذلك فقد أهم ما يُميز الذات البشرية، وهُنا نستذكر جملته المشهورة وهي: "أنا أفكر إذن أنا موجود".
- الهُوية والفكر
كما أكد لنا أيضاً أنّ هُوية الشخص تتحدد لنا على أساس الفكر لكونه الشيء الوحيد الذي لا يُشك به، وأنّ الفكر هو الأساس الثابت الذي تقوم عليه الهُوية الشخصية.