السنن المهجورة عند النساء
السنن المهجورة
يُقصد بالسنن المهجورة: ما شاع تركه من سنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- القوليّة والفعليّة، وخفّ التزام الناس بها، وفيما يلي حديثٌ عن جملةٍ من السنن المتعلّقة بالنساء، والتي قلّ التزامهم بها.
السنن المهجورة عند النساء
إرخاء ذيل النساء ذراعًا
فمن السنّة أن تطيل المرأة ثوبها قدر ذراعٍ بعد الكعبين أي شبرين بمقياس اليد المعتدلة؛ زيادةً لها في الستر؛ حتى لا تنكشف أقدامها، ولا تزيد عن الذارع؛ إذ إنّ الزيادة على ذلك يعتبر من الكبر والخيلاء بالنسبة لها وهذا منهيٌ عنه، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ، فقالَت أمُّ سَلمةَ: فَكَيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟ قالَ: يُرخينَ شبرًا، فقالت: إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ، قالَ: فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ".
إذا خرجت المرأة فلا تمشي في منتصف الطريق
حرصت الشريعة على حماية المرأة من مواضع الفتن التي قد تؤذيها، ولمّا كان السير في منتصف الطريق يجعلها موضع فتنةٍ، ومظنَّة اختلاط بالرّجال، حثّها على المشي في حافّات الطريق؛ حمايةً لها، وقد ورد عن مالك بن ربيعة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "استأخِرْنَ؛ فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْنَ الطريقَ عليكن بحافَاتِ الطريقَ، فكانت المرأةُ تلتصقُ بالجدارِ حتى إن ثوبَها ليتعلَّقُ بالجدارِ من لصوقِها به".
خروج النساء للمسجد ليلًا
أباح الشّرع للنّساء الخروج إلى الصلاة في المسجد شرط ألّا تُبرز مفاتنها ومحاسنها، بل تخرج متستِّرةً غير متبرِّجةٍ، وتتجنّب وضع المعطرات على ثيابها، وإنّه من السنّة خروج المرأة ليلًا للصلاة لأنّ الليل أستر لها عن أعين الرجال، وقد ذُكر أنّ الصاحبيات كنّ يخرجن لصلاتي الفجر والعشاء، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: "كانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ والعِشاءِ في الجَماعَةِ في المَسْجِدِ، فقِيلَ لَها: لِمَ تَخْرُجِينَ وقدْ تَعْلَمِينَ أنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذلكَ ويَغارُ؟ قالَتْ: وما يَمْنَعُهُ أنْ يَنْهانِي؟ قالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ"، وعنه أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ باللَّيْلِ إلى المَسْجِدِ، فَأْذَنُوا لهنَّ".
عدم خروج المرأة من بيتها إلّا لحاجةٍ
فمن السنّة أن تلزم المرأة بيتها وألّا تخرج إلّا لقضاء حاجةٍ، وذلك أسلم لها من الوقوع في [١] الفتن والاختلاط مع الرّجال وعواقبه الوخيمة، قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ).
الخضاب للمرأة
يستحبّ للمرأة خضاب الشيب في غير السواد، وكذا يستحبّ لها خضاب يديها ورجليها؛ لأنّها زينتها، وهذه السنّة هُجرت مع انتشار أصباغ الشعر والأظافر المختلفة، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أحسنَ ما غيرتُم به الشيبَ الحناءُ والكتمَ"، وعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "أومت امرأةٌ من وراءِ سترٍ بيدِها كتابٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقبضَ النَّبيُّ يدَهُ فقالَ ما أدري أيدُ رجلٍ أم يدُ امرأةٍ قالت بلِ امرأةٌ قالَ لو كنتِ امرأةً لغيَّرتِ أظفارَكِ يعني بالحنَّاءِ".