الروم والإشمام عند ورش
تعريفٌ عامٌّ بالروم والإشمام
الروم والإشمام هما موضوعان من مواضيع علم التجويد ، وقد اهتم علماء التجويد قديمًا وحديثًا بشرحهما، وبيان ما يتعلق بهما، وفيما يأتي نستعرض تعريف كلٍّ من الروم والإشمام، وفائدتهما، والمقارنة بينهما:
مفهوم الروم
قال الإمام الشاطبي : "ورومك إسماع المحرك واقفًا *** بصوتٍ خفى كلّ دانٍ تنولا"، ويظهر من بيت الإمام الشاطبي أنّ تعريف الروم هو: أن تأتي ببعض الحركة؛ بقدر الثلث تقريبًا بصوتٍ خفيّ، يسمعه القريب المُصغي دون البعيد.
فائدة الروم في القراءة
تظهر فائدة الروم في إعلام السامع بحركة الحرف الموقوف عليه، فإن كان القارئ يقرأ لوحده فليس عليه رومٌ إلّا في موضوعٍ واحدٍ عند قوله تعالى على لسان إخوة يوسف: (تَأْمَنَّا)، وغالبا ما يأتي الروم في آخر الكلمة.
الحركات التي يقع فيها الروم
يأتي الروم عند الحركات الإعرابيّة الآتية: المضموم والمكسور؛ شريطة أن يكون ضمًّا وكسرًا أصليًّا ليس عارضًا.
الفرق بين الروم والاختلاس
يفرق بين الروم والاختلاس بأنّ الاختلاس يكون بالإتيان بثلثي الحركة؛ ويكون في المفتوح والمضموم والمكسور، عكس الروم الذي لا يأتي فيه الحرف المفتوح، ويكون فيه ثلث الحركة فقط.
مفهوم الإشمام
قال الشاطبي: "والإشمام إطباق الشفاه بُعيد ما *** يسكن لا صوت هناك فيصحلا"، ويظهر من تعريف الشاطبي أن تعريف الإشمام هو: ضم الشفتين من غير انطباقٍ، بُعيد تسكين الحرف؛ كهيئتهما عند النطق بالواو، وهو يُرى ولا يُسمع.
الحركات التي يقع فيها الإشمام
لا يكون الإشمام إلّا في المضموم، ولا يكون الإشمام إلّا في آخر الكلمة،يلحظ كذلك أنّ الإشمام يحقّق نفس فائدة الروم عند القارئ؛ بإعلام السامع بحركة الحرف الموقوف عليه، ويختلف الإشمام عن الروم في الحركة الإعرابيّة التي يظهر عليها؛ فهو يظهر على الضمة دون غيرها.
الروم والإشمام عند رواية ورش عن نافع
استفرد ورش ببعض الأحكام المتعلقة بالروم والإشمام في التجويد؛ ووافق القراء الآخرين في أحكامٍ أخرى، نستعرضها فيما يأتي:
- حالات الروم عند ورشٍ ثلاثةٌ، وهي:
- الحالة الأولى: أن يكون الروم في الكلمة التي ليس قبل آخرها حرف مدٍّ، ومن الأمثلة هذه الحالة قوله -تعالى-: (وَانشَقَّ القَمَرُ)، وقوله -سبحانه-: (سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ)، وقوله: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ).
- الحالة الثانية: أن يكون في الكلمة التي قبل آخرها حرف مدٍّ طبيعيٌّ ، ومن الأمثلة على ذلك قوله -تعالى-: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، وقوله: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، وقوله -سبحانه-: (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
- الحالة الثالثة: أن يكون الروم في الكلمة التي قبل آخرها مدٌّ متَّصلٌ، مثل قوله -تعالى-: (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا)، وقوله -تعالى-: (اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ)، والمد هنا يكن بمقدار ستّ حركاتٍ.
- حالات الإشمام عند ورش:
- الحالة الأولى: أن تكون في الكلمة التي ليس قبل آخرها حرف مدٍّ، كقوله -تعالى-: (وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ)، وقوله: (فِيهِ مُزْدَجَرٌ).
- الحالة الثانية: أن يكون الإشمام على العارض للسكون، مثل قوله تعالى-: (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، وقوله: (إِذ هُم عَلَيهَا قُعُود).
- الحالة الأخيرة بالإشمام: بأن يكون في الكلمة التي قبل آخرها مدٌّ عارضٌّ متصل ، كقوله -تعالى-: (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا).
ملاحظات على أحكام الروم والإشمام برواية ورش
فيما يأتي بعض الملاحظات المتعلقة بأحكام الروم والإشمام عند قراءة روش:
- يحصل الإشمام بحرف النون في كلمة (تَأْمَنَّا)، حيث أصلها تأمننا، فتمّ فيها الإشمام؛ تمييزًا لها من الجزم إلى الرفع.
- لا روم ولا إشمام في تاء التأنيث المربوطة، كقوله -تعالى-: (إذا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ)، وقوله: (لَيسَ لِوَقعَتِهَا كَاذِبَةٌ).
- لا روم ولا إشمام عند الحركة العارضة، كقوله -تعالى-: (قالت امْرَأَتُ الْعَزِيزِ)، وقوله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ).
- سقوط التنوين دون الحركة المرومة عند روم الاسم الموقوف عليه، كقوله -تعالى-: (شُهُود).
تعريف عام بالقارئ ورش
هو أحد القراء العشرة المشهورين عند المسلمين، وفيما يأتي تعريفٌ بالقارئ ورش، وكنيته وشيخه:
- اسمه: عثمان بن سعيد بن عبد الله بن إبراهيم، مولى لآل الزبير بن العوام، يعد إمام القراءة بالديار المصرية في عصره، ويكنى بأبي سعيدٍ، ويلقّب بورش.
- لقبه: قيل إنّ سبب تلقيبه بورش أنّ نافعًا لقّبه بذلك؛ تشبيهًا له بالوَرشان -بفتح الواو- وهو طائرٌ يشبه الحمامة، وسمّاه بذلك؛ لشدة بياضه، وقيل لخفة حركته.
- مولده وترحاله: ولد في سنة مئةٍ وعشرة للهجرة، ببلدةٍ تسمّى: قفط في صعيد مصر، وأصله من القيروان بتونس، ورحل ورش إلى المدينة، حيث لقي الإمام نافع؛ فعرض عليه القرآن عدَّة ختماتٍ، وكان ذلك في سنة مئةٍ وخمسٍ وخمسين للهجرة.