الروم والإشمام عند حفص
ويستحسن أن يقف القارئ بالروم أو الإشمام على الكلمات المتحركة بالضمّ حال الوصل، لا سيّما التي قد تلتبس حركتها على العامّة لتتبيّن، كما في قوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، كما يستحسن الوقوف بالروم على الكلمات التي حذفت الياء من نهايتها، أو المكسورة عند الوصل ليشير إلى حركتها، مثل قوله -تعالى-: (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).
تعريف الروم والإشمام وفائدتهما
تعريف الروم
الروم في اللغة هو الطلب، أما في الاصطلاح فيُعرف بأنّه: إضعاف الصوت عند النطق بحركة الكلمة حتى يذهب معظم صوتها، فيسمع هذا الصوت الخفيّ القريب ولا يسمعه البعيد، لأنّ الحركة ليست تامّة، ولا يراد بالبعيد الوارد بالتّعريف البعد الحقيقي أو الحكمي فحسب، بل أعم من ذلك؛ فالبعيد يشمل الأصم والقريب غير المصغي، ويمكن للأعمى أن يدرك الحركة بحاسّة السمع.
ولا يكون الروم في المفتوح ولا في المنصوب؛ لأن الفتحة خفيفة فإذا خرج بعضها قد يخرج معظمها فيصعب تبعيضها، ويكون بالمضموم والمكسور؛ سواء كان مشددًا أو غير مشدد ومنونًا أو ليس منونًا، ويكون الروم حال الوقف لا حال الوصل، وعند الوقف بالروم يتمّ حذف التنوين، ويمكن تقدير الحركة التي يتمّ لفظها بالثلث.
تعريف الإشمام
يكون الإشمام بأن يضمّ القارئ شفتيه بُعيد الإسكان؛ أي بعده متّصلًا به ليشير إلى الضمّ مع الإبقاء على فرجة يخرج منها النّفس، ولو تراخى الإسكان عن الإشمام لكان كلّ منهما منفصل عن الآخر، والغاية من الإشمام تبيين الألفاظ المتحركّة عند الوصل، والألفاظ الساكنة أصلًا في كلّ حال.
والإشمام خاصّ بالألفاظ التي تنتهي بالضمّ، والغاية منه بيان الضمّة التي هي حركة الكلمة بعد الإسكان، والإشمام نظري أيّ أنّه يظهر للناظر الحركة من دون النطق بأي شيء منها، بخلاف الروم فهو سمعي لأنّه يظهر جزءًا من الحركة يسمعها السامع القريب.
فائدة الروم والإشمام
يعتبر الرّوم والإشمام من كيفيات الوقف، والغاية منهما بيان حركة الألفاظ المتحركة وصلًا التي سكّنت من أجل الوقف والتفريق بينها وبين الألفاظ التي تنتهي بحرف ساكن وصلًا ووقفً، وقد بيّن السيوطي أنّه لمّا كانت الغاية من الروم والإشمام إظهار حركة الألفاظ فإنّه لا حاجة لهما لمن يقرأ القرآن في خلوة.
الروم والإشمام عند حفص
حالات الوقف بالسكون والروم والإشمام
تنقسم حالات الوقف على الكلمات من حيث جواز السكون والروم والإشمام إلى ثلاثة أقسام كما يأتي:
- جواز الوقف بالسكون والروم والإشمام:
يكون عند الوقف على الكلمات المنتهيّة بالضم سواء كان الضمّ أصليًا أو كان منقولًا من حرف قد حذف، ومثال هذا النوع الوقف على نهاية الآية: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
- جواز الوقف بالروم والسكون فقط:
وتنطبق هذه الحالة على الكلمات المنتهية بالكسر؛ فلا يجوز الإشمام فيها، والمثال عليها الوقف عند نهاية الآية: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
- جواز الوقف بالسكون فقط:
في هذه الحالة لا يجوز الإشمام ولا الروم، ولها عدّة مواضع، أولها؛ الكلمات المنتهية بهاء التأنيث عند الوقف عليها مثل: (الجنة) و(القبلة)، والثانية؛ الكلمات المنتهية بحرف ساكن أصلًا، مثل: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ).والحالة الثالثة؛ أن تكون الكلمة الموقوف عليها مفتوحة الآخر مثل الوقوف على قوله -تعالى-: (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ).
المد العارض للسكون عند الوقف بأقسامه
إذا كان آخر الكلمة متحركًا وكان ما قبله حرف مدّ أو لين وَوُقف عليه، فإن له حالات كما يأتي:
- حركة الحرف الأخير فتحة:
يجوز في المدّ أو اللين القصر والتوسّط والإشباع، والحرف الأخير لا يوقف عليه إلا بالسكون.
- حركة الحرف الأخير ضمّة:
في هذه الحالة يجوز الروم والإشمام والسكون، وعند الوقف بالسكون يجوز القصر والتوسّط والإشباع، وكذلك عند الوقف بالإشمام، أما إذا كان الوقف مع الروم فلا يجوز إلا القصر، فتكون بذلك سبع حالات.
- حركة الحرف الأخير كسرة:
في هذه الحالة يجوز الوقوف بالسكون أو بالروم، وعند الوقف بالسكون يجوز القصر والتوسّط والإشباع، وأما عند الوقف بالروم فلا يجوز إلا القصر.