الرباب بنت امرئ القيس (زوجة الحسين بن علي)
الرباب بنت امرئ القيس اسمها ونسبها
الرّباب بنت امرئ القيس الكلبيّة، زوجها الحسين بن علي بن أبي طالب -رضيَ الله عنهم-، وكنيتها أمّ البراء بن معرور، وأبوها هو القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة، ولها ابنة اسمها سكينة.
زواجها من الحسين بن علي
روى عوف بن خارجة أنّه ذات يومٍ كان عند عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه-، فجاء رجلٌ يمرّ من بين النّاس حتّى وصل إلى عمر بن الخطّاب، فألقى التحيّة على عمر، فسأله عمر بن الخطاب عن نفسه، فأخبره أنّه رجلٌ نصرانيّ، وأنّه امرؤ القيس الكلبيّ، لكنّ عمر لم يعرفه، فقام رجلٌ من الحضور وعرّف به، وأخبر عمر بأنّ هذا الرّجل هو صاحب بكر بن وائل الذي حاربهم يوم فلج قبل الإسلام، وكان يريد الدخول في الإسلام، فعرض عليه عمر الإسلام فأسلم.
فأمر عمر برمح وسلّمه إيّاه، فأقبل إليه عليّ بن أبي طالب ومعه ابناه الحسن والحسين -رضيَ الله عنهم- ، فعرّفه بنفسه وأخبره وقال له إنه ابن عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصهره، وطلب منه أن يُصاهره، فوافق امرؤ القيس على ذلك، وزوّج عليّ بمحياة بنت امرئ، وتزوّج الحسن أختها سلمى، أمّا الحُسين فتزوّج الرّباب بنت امرئ القيس.
وعندما قدمت الرّباب بنت امرئ القيس إلى الشّام بعد استشهاد زوجها الحسين -رضيَ الله عنه- في معركة كربلاء، تقدّم لخطبتها العديد من أشراف قريش، لكنّها رفضت أن تتزوّج بعد الحسين أحداً، وعاشت دون سقفٍ يحويها سنةً كاملة، وكانت شاعرة، فرثت زوجها وكتبت فيه الشّعر، فقالت:
إنّ الذي كان نوراً يُستضاء به بكربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبيّ جزاك الله صالحةً عنّا وجنبت خسران الموازينَ
قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به وكنت تصحبنا بالرّحم والدينَ
من لليتامى ومَن للسائلين ومَن يغني ويأوي إليه كلّ مسكين
وكانت الرباب من أحسن النساء وأجملهنّ، فقال فيها زوجها:
لعمرك إنني لأحب داراً تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي وليس لعاتب عندي عتاب
وفاة الرباب زوجة الحسين
تُوفِّيت الرّباب زوجة الحسين في العام الثّاني والسِّتين من الهجرة، وذلك بسبب ما أصابها من الحزن على وفاة زوجها، وقيل إنّها أقامت على قبره عاماً كاملاً، ولمّا فارقت القبر قالت: "إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما، ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذر".
مواقف من حياة الرباب زوجة الحسن بن علي
رافقت الرّباب زوجها في حادثة الكربلاء، وشهدت مقتله فيها، وقد عرض عليها من قتل زوجها أن ينكحها فرفضت قائلةً له: "أتقتل زوجي وتنكحني"، وحلفت ألّا تتّخذ حماً غير رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ أُرسل عبد الملك بن أبي الحارث إلى المدينة المنورة ليُخبر أهلها بمقتله، فتوجّه إلى عمرو بن سعيد وأخبره، فأمره أن يُنادي بالنّاس فيُخبرهم، فبكى بني هاشم بكاءً شديداً لم يُرَ بكاءً مثله من قبل قطّ، وقامت زوجته الرّباب بنت امرئ القيس على قبره عاماً كاملاً، وتُوفّيت إثر حزنها على وفاته.