الدروس المستفادة من قصة يعقوب عليه السلام
الدروس المستفادة من قصة يعقوب عليه السلام
لقد كان سيدنا يعقوب -عليهِ السلام- قدوةً وأسوةً حسنة للكثير من الأنبياء والكثير أيضًا من الناس، فقد تعرَّض سيدنا يعقوب -عليه السلام- إلى الكثير من الابتلاءات والكثير من المُلمّات والمعضلات، ولكنهُ قد تفوّق عليها بصبرهِ وحكمتهِ وثقتهِ وحسن ظنّهِ بالله -سبحانهُ وتعالى-.
وإن قصة سيدنا يعقوب -عليه السلام- زاخرة بالكثير من العبر والدروس والفوائد لجميع الناس في مختلف زمانهم ومكانهم، ومنها ما يأتي:
- حسن الظن بالله -سبحانهُ وتعالى-
فقد خسر سيدنا يوسف في البداية ومن ثم أخيه، ولكنه كان متأمّلا ومحسنًا بالله -سبحانهُ تعالى- في أن يرجع إليهِ أبناؤه.
- حكمتهُ وحنكته في أحلك الظروف
فبعدما فقد ابنيه وأراد أبناءه أن يذهبوا للتجارة في مصر، نصحهم في أن يدخلوا من أبوابٍ متفرقة، وفي هذا دلالةٌ على أن يجبَّ عنهم نظرة الحسد من الناس.
- محبته لأبنائه
وهذا الحب لم يكن يعرفه الكثير، لكنهُ أحب جميع أبنائه ولكن سيدنا يوسف -عليه السلام- كان مميزًا فأحبهُ أكثر بسبب ما رآهُ فيه من فطنةٍ وذكاءٍ ومؤهّلات ليكونَ نبيًا.
- حسن التوكّل على الله -سبحانهُ وتعالى- ويقينهُ به
مع وصيّته لأبنائه بأن يعبدوا الله -عز وجل- ويخلصوا له بالعبادة، ويستمروا على ذلك إلى أن يلقوه.
التعريف بنبي الله يعقوب عليه السلام
هو نبي الله -تعالى- يعقوب، ووالدهُ هو نبي الله إسحاق -عليه السلام-، وجدُّهُ هو سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وقد بشّر الله -سبحانهُ وتعالى- سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بإسحاق ويعقوب -عليهما السلام-، وذلك في قولهِ -تعالى-: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ).
وإن سيدنا يعقوب -عليه السلام- لهُ اسمٌ آخر وهو إسرائيل، وإسرائيل هو اسمٌ عبريّ ومعناهُ في اللغةِ العربية عبد الله، وقد كان سيدنا يعقوب -عليه السلام- يعمل في رعي الغنم عند خاله، وقد كانت أخلاقهُ عظيمة وله الكثير من الناس الذين يقدِّرونَهُ، هذا وقد عمل في رعي الغنم ما يقارب خمسةَ عشر عامًا ومن ثم عاد إلى أرض كنعان ، وهنالك جعلهُ الله نبيًا.
الآيات الكريمة الواردة في قصة سيدنا يعقوب عليه السلام
لقد تحدثت آيات القرآن الكريم عن سيدنا يعقوب -عليه السلام- في العديد من المواضع، ومنها ما يأتي:
- قال الله -تعالى-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ* أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).
- قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).
- قال الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).