الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف
من هم أصحاب الكهف؟
هم فتية مؤمنون عاشوا في بلد لا يؤمن بوجود إله، فلمّا شعروا بالمضايقات من أهل بلدهم خافوا على دينهم واعتزلوهم فوجدوا كهفًا واسعًا، حفظهم الله ورعاهم فيه من فتنة قومهم، وألقى الله تعالى عليهم النوم، فناموا نومة طويلة، ثم إنّهم لما استيقظوا وجدوا أنّ جميع من في المدينة قد أصبحوا مؤمنين وهذا من رحمة الله تعالى بهم حيث أبدلهم قومًا آخرين، وهذه كانت آية عظيمة من آيات الله تعالى.
ما هي الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف؟
تنطوي قصة أصحاب الكهف على دروس وعبر عديدة، نستعرض بعضها آتيًا:
أهمية الصبر في الدعوة إلى الله
ويتجلى ذلك بحرصهم على الدعوة إلى الله وإلّا فما كان من أهل البلد مضايقتهم حتى يعتزلوهم، قال تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}، فالواجب على المسلم أن لا ييأس وعليه بالثبات والصبر في طريق الدعوة إلى الله تعالى.
أنّ الدعاء يكون لله تعالى وحده
فإنّ على المسلم أن يتوجه بالدعاء إلى الله تعالى وحده لقضاء حوائجه فهو النافع الضار سبحانه، فدعاء غير الله هو شرك بالله -والعياذ بالله- وقال المستفاد من قوله تعالى: {لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}.
أهمية الثبات على المبدأ
وهذا أمر مهم ينبغي على كل مسلم التنّبه إليه فإنّه لا بدّ من التمسك بالحق ولو كان المرء وحيدًا وهذا ما كان عليه فتية الكهف لمّا فرّوا بدينهم وثبتوا على إيمانهم.
مشروعية الاعتزال عند الفتن
قال الله تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ}، فاعتزال أهل الشّر فرض عند أهل العلم، فمن الواجب والبديهي أن يعتزل المسلم المعاصي و البدع والضلالات إلّا أن يكون مُكرهًا، ويكون اعتزال أهل الشّر بهجرانهم ومفارقة صحبتهم.
الحثّ على تحصيل كل ما فيه خير ونفع من العلوم
وقد توصّل هؤلاء الفتية إلى الحقّ ببحثهم وتحصيلهم للعلوم النافعة وهذا ما بُعِثوا لأجله، فلمّا علم الناس بحالهم أكد ذلك عندهم بأنّ أمر الله واقع وأنّ الساعة آتية لا محالة.
بيانٌ لصحة التعامل بالشركة والوكالة
لقول الله تعالى: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ}، كما أشارت الآيات لجواز التخيّر بين الأطعمة فيما أُحل أكله.
أهمية اللجوء إلى الله عند الفتن
فإنّه من آوى إلى الله آواه ولطف به وجنّبه الوقوع في الفتن ، وهذا من رحمة الله تعالى على عباده، وتجلّى ذلك حينما ألجأهم الله تعالى إلى الكهف وجنّبهم فتنة قومهم وإرادة قتلهم وبعثهم إلى قومٌ مؤمنين.