الجملة الاسمية في سورة الإسراء
أشكال الجملة الاسمية في سورة الإسراء
تتكون الجملة الاسمية في اللغة العربية من ركنينِ أساسيينِ، فالركن الأول الذي تبتدئ به الجملة ويكون مرفوعاً يسمى مبتدأً، وأما الركن الثاني الذي يكمّل المعنى المطلوب من المبتدأ ليعيطا معاً جملة ذات إفادة ومعنى مفهوم تام يسمى خبراً، مثل: الطالبُ نائمٌ، فكلمة (الطالبُ) هي مبتدأ مرفوع، وكلمة (نائمٌ) هي خبر المبتدأ مرفوع، والذي يخبر بأن الطالبَ نائمٌ وليس أي شيء آخر كأن يكون مستيقظاً أو مجتهداً، فهو أتمّ المعنى المطلوب من الطالب، وقد ورد في سورة الإسراء بعض الأشكال للمبتدأ والخبر، ومنها الآتي:
الشكل الأول
حيث يكون في الجملة الاسمية المبتدأ والخبر كلاهما معرفة، ومن الأمثلة على ذلك في سورة الإسراء:
- قوله تعالى: (رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ).
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء مضافاً إلى ضمير، والخبر اسماً موصولاً، حيث يعربان ربكم: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، وكم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه، الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ.
- قوله تعالى: (وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ).
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء ضميراً، والخبر معرفاً بأل، حيث يعربان هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، المهتد: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة .
- قوله تعالى: (وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء ضميراً، والخبر معرفاً بالإضافة، حيث يعربان: نحن: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، مهلكوها: خبر المبتدأ مرفوع بالواو؛ لأنه جمع مذكر سالم وهو مضاف، ها: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
- قوله تعالى: (مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء معرفاً بالإضافة، والخبر علماً، حيث يعربان مأواهم: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، وهو مضاف، وهم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه، جهنم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
- قوله تعالى: (ذَلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء اسم إشارة ، والخبر معرفاً بالإضافة، حيث يعربان ذلك: اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع المبتدأ، جزاؤهم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، هم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
الشكل الثاني
حيث يكون في الجملة الاسمية المبتدأ معرفة والخبر نكرة، ومن الأمثلة على ذلك في سورة الإسراء:
- قوله تعالى: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ)
- قوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
يتبين مما سبق أن المبتدأ جاء ضميراً والخبر نكرة وصفاً، ومثال على إعراب إحدى الآيات السابقة: (هو شفاءٌ)، هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، شفاء: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
- قوله تعالى: (وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء معرفاً بأل، والخبر نكرة وصفاً، حيث يعربان الآخرة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، أكبر: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
- قوله تعالى: (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)
- قوله تعالى: (فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً)
يتبين مما سبق أن المبتدأ جاء معرفاً بالإضافة، والخبر نكرة وصفاً، ومثال على إعراب إحدى الآيات السابقة: (ربُّك أعلمُ): ربك: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، الكاف: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه، أعلم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
- قوله تعالى: (ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء اسم إشارة، والخبر نكرة وصفاً، حيث يعربان: ذلك: اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع المبتدأ، خير: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشكل الثالث
حيث يكون في الجملة الاسمية المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة ، ومن الأمثلة على ذلك في سورة الإسراء:
- قوله تعالى: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء اسم إشارة، والخبر شبه جملة من الجار والمجرور، حيث يعربان ذلك: اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع المبتدأ، وشبه الجملة من الجار والمجرور (مما) في محل رفع خبر المبتدأ.
- قوله تعالى: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء معرفاً بأل، والخبر شبه جملة من الجار والمجرور، حيث يعربان: الروح: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وشبه الجملة من الجار والمجرور (من أمر) في محل رفع خبر المبتدأ.
الشكل الرابع
حيث يكون في الجملة الاسمية المبتدأ معرفة والخبر جملة، ومن الأمثلة على ذلك في سورة الإسراء:
- قوله تعالى: (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء اسم الشرط، والخبر جملة الشرط ، حيث يعربان: من: اسم شرط جازم مبني في محل رفع المبتدأ، وجملة الشرط الفعلية (اهتدى) في محل رفع خبر المبتدأ.
- قوله تعالى: (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء ضميراً، والخبر جملة فعلية ، حيث يعربان: نحن: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، والجملة الفعلية (نرزقهم) في محل رفع خبر المبتدأ.
- قوله تعالى: (فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ )
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء اسم إشارة، والخبر جملة فعلية، حيث يعربان أولئك: اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، والجملة الفعلية (يقرؤون) في محل رفع خبر المبتدأ.
الشكل الخامس
حيث يكون في الجملة الاسمية المبتدأ مؤخراً والخبر مقدماً، ومن الأمثلة على ذلك في سورة الإسراء:
- قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء ضميراً مؤخراً، والخبر اسم استفهام مقدماً، حيث يعربان: متى: اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم، هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر.
- قوله تعالى: (أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)
يتبين من خلال المثال السابق أن المبتدأ جاء معرفاً بأل مؤخراً، والخبر شبه جملة مقدماً، حيث يعربان: شبه الجملة من الجار والمجرور (له) في محل رفع خبر مقدم، الأسماء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشكل السادس
حيث تدخل كان أو إحدى أخواتها على الجملة الاسمية، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها، ومن الأمثلة على ذلك في سورة الإسراء:
- قوله تعالى: (وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً)، الإنسانُ: اسم كان مرفوع بالضمة، عجولاً: خبر كان منصوب بالفتحة.
- قوله تعالى: (فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)، سعيهم: اسم كان مرفوع بالضمة وهو مضاف وهم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه، عجولاً: خبر كان منصوب بالفتحة.
- قوله تعالى: (فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا)، اسم كان ضمير مستتر تقديره هو، غفوراً: خبر كان منصوب بالفتحة.
- قوله تعالى: (قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً)، معه: شبه الجملة الظرفية (معه) في محل نصب خبر كان مقدم، آلهة: اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة.
الشكل السابع
حيث تدخل إن أو إحدى أخواتها على الجملة الاسمية، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، ومن الأمثلة على ذلك في سورة الإسراء:
- قوله تعالى: (إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، إنه/الهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن، والجملة الاسمية (هو السميع البصير) في محل رفع خبر إن.
- قوله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا)، الشيطان: اسم إن منصوب بالفتحة، والجملة الاسمية المنسوخة من كان واسمها وخبرها (كان للإنسان عدواً) في محل رفع خبر إن.
- قوله تعالى: (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا)، جهنم: اسم إن منصوب بالفتحة، جزاؤكم: خبر إن مرفوع بالضمة وهو مضاف، كم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
- قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)، الله: لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب بالفتحة، قادر: خبر أن مرفوع بالضمة.