التكبير المطلق والمقيد
التعريف بالتكبير المطلق والتكبير المقيد
التكبير في أيام العشر من ذي الحجّة وعيد الأضحى من الشعائر العظيمة في الإسلام، والتكبير في هذه الأيام نوعان: التكبير المطلق، والتكبير المقيّد، وسيتمّ في ما يأتي التعريف بهما وبيان وقتيْهما:
التكبير المطلق
التكبير المطلق هو التكبير الذي يسنّ في عشر ذي الحجة وأيام التشريق الثلاثة ، بحيث يبدأ من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وقد سمّي مطلقاً لكونه لا يتقيد بوقتٍ معينٍ، فهو مستحبٌّ في الصباح والمساء، وقبل الصلاة وبعدها.
كما أنّ التكبير المطلق لا يتقيّد بحالٍ معينٍ، فيستحب في المنازل، والمساجد، والطرقات، ويدلّ على مشروعيّته قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَا من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ).
التكبير المقيد
التكبير المقيّد هو التكبير الذي يكون في أدبار الصلوات الخمس، ويسنّ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، ويكون ذلك في حق غير الحاج، أمّا الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقّه عند رمي جمرة العقبة في يوم النحر، أي في ظهر يوم النحر، أما الأيام التي تسبقه فيُسنّ أن يشتغل الحاجّ فيها بالتلبية.
صفة التكبير المطلق والمقيد
إنّ للتكبير في العشر من ذي الحجة وأيام عيد الأضحى أكثر من صيغةٍ مشروعة، ويجوز الإتيان بأي صيغةٍ منها، أو الإتيان بإحداها مرة وبغيرها مرات أخرى، فالأمر في ذلك واسع، وصيغ التكبير المشروعة هي:
- "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وهي الصيغة المشهورة.
- "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
- "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
مشروعية التكبير في العشر من ذي الحجة وفضله
قال الله -سبحانه-: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)، والأيام المعلومات هي أيام العشر من ذي الحجة، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ. وفي رواية زاد فيه: وذكرٍ لله)، وذكر البخاري أنّ أبا هريرة وابن عمر -رضي الله عنهما- كانا يخرجان إلى السوق ويكبّران الله -تعالى-، ويُكبّر الناس بتكبيرهما.
ولا شكّ أن في التكبير إظهاراً لشعائر الله -تعالى-، كما أنّ هذه الأيام من أفضل أيام السَّنة، فقد أقسم الله -سبحانه- بها فقال: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، لِذا يُستحبّ فيها الإكثار من الأعمال الصالحة وذكر الله -تبارك وتعالى-، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ).