التعريف بكتاب إحياء علوم الدين
تعريف بكتاب إحياء علوم الدين
مؤلفه هو الإمام أبي حامد الغزالي ، وقد حمل هذا الكتاب الطابع التربوي، وصُنّف في أربع مجلدات، ولخّص الكثير من المعلومات، وعدّه الناقدون من الكتب التي تحمل الشرّ كما تحمل الخير، وقد تضمن الأحاديث الصحيحة والضعيف، وقد أنشأ هذا هذا الكتاب جدلًا بين أهل العلم لاختلافهم في الحكم عليه.
طريقة تأليف الكتاب وترتيبه
اشتمل كتاب إحياء علوم الدين على أربعة أرباع، يتناول كل واحد منها موضوعًا معينًا على النحو الآتي:
- الربع الأول
وهو ربع العبادات ويشتمل على عشرة كتب، وهي كتاب العلم، والعقائد، والطهارةُ، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وانتهى الربع بذكر آداب تلاوة القرآن الكريم ، والأذكار والدعوات، وورد المسلم في يومه.
- الربع الثاني
وهو ربع العادات ويشتمل على عشرة كتب، جميعها في الأخلاق، والعلاقات الإجتماعية، كالحديث عن آداب الأكل ، والزواج، والكسب، وآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من الأخلاقيات.
- الربع الثالث
وهو ربع المُهلكات، ويتضمن عشرة كتب، منها الحديث عن الشهوات كشهوة النفس والبطن والفرح، وعجائب القلوب، وذم الدنيا والمال وغيرها من الشهوات.
- الربع الرابع
وهو ربع المُنجيات، وتضمن الحديث عن الزهد، والصبر والشكر، و الخوف والرجاء ، وغيرها من المنجيات.
موقف العلماء من كتاب إحياء علوم الدين
تعددت آراء العلماء في كتاب إحياء علوم الدين، وانقسمت آرائهم إلى عدة أقسام كما يأتي:
- من العلماء من قدّس الكتاب
وغض الطرف عن جميع مآخذه، حتى إن بعضهم قالوا: "كاد الإحياء أن يكون قرآناً"، وقالوا أيضاً: "لو بعث الله الموتى لما أوصوا الأحياء إلا بالإحياء"، وغيرها الكثير من الأقوال التي تدل على مغالاتهم فيه.
- من العلماء من تشدّد في أمره
حتى أنّهم أفتوا بحرق الكتاب، ومنهم علماء المغرب الذين فعلوا ذلك، وأطلقوا على الكتاب اسم "إماتة علوم الدين"، ومن العلماء الذين اتخذوا موقفًا حادًا تجاهه الإمام ابن عقيل الحنبلي ، كما قام بعض العلماء بوضع مصنفات للرّد على الكتاب كما فعل ابن الجوزي؛ حين وضع كتاب إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء، وكذلك الإمام المازري الذي وضع كتاب الكف والإنباء عن كتاب الإحياء.
- من العلماء من نهى عن قرائته إلا بتحفُّظ وشروط
كأن يكون عالمًا قادرًا على تمييز ما حمله الكتاب من فوائد ومخالفات، ومنهم من أرشد إلى الانتباه عند قرائته كما فعل الحافظ الذهبي.
- من العلماء من توسّط في ذلك
فنطروا إلى الكتاب نظرةً إيجابية من حيث اقتباس قواعده من القرآن الكريم والسنة النبوية، وتضمينه أُسسًا تربويّة شاملة، وفي ذات الوقت قالوا بخطورة ما تضمن الكتاب من عقائد قد تحرف القارئ عن العقيدة الصحيحة.
جهود العلماء المتعلقة بكتاب إحياء علوم الدين
اهتم العلماء بكتاب إحياء علوم الدين اهتمامًا كبيرًا، ووضعوا فيه جهدًا واضحًا، وذلك ما بين شرح واختصار له، وردّ ومغالطة، وكذلك تخريج لأحاديثه؛ ومثال ذلك الشرح الذي وضعه الإمام الزبيدي في ثلاثين مجلداً، والذي أسماه: "إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين"، ووضع الحافظ العراقي كتاباً في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين واسمه: "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار لتخريج ما في الإحياء من الآثار".
ومن الذين ألفوا على كتاب إحياء علوم الدين شقيق الإمام الغزالي، أحمد بن الغزالي؛ حيث وضع مؤلفًا لاختصار الكتاب وهو أول من فعل ذلك وأسماه: "مختصر إحياء علوم الدين"، ومنهم أيضًا الشيخ عبد القادر العيدروس، الذي وضع كتابًا أسماه: "تعريف الأحياء بفضائل الإحياء"، وتجدر الإشارة أيضًا إلى إنّ الإمام الغزالي قد ألف كتابًا على الإحياء وأسماه: "الإملاء في إشكالات الحياء".
أهمية كتاب إحياء علوم الدين
حاز كتاب إحياء علوم الدين على قدر كبير من الأهمية، برغم المغالطات الموجودة فيه إلا أنّه كتاب تربويٌ متنوع، يعين القارئ المتمكن، ويعدُّ كتاب إحياء علوم الدين من الكتب الشاملة التي تنوّعت موضوعاتها، فقد تحدث عن العبادات والأخلاق والمعاملات، والأحوال الشخصية، فيمكن الاستفادة منها مع الانتباه إلى الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حملها الكتاب.
التعريف بمؤلف كتاب إحياء علوم الدين
هو الإمام أبو حامد الغزالي؛ محمد بن محمد الطوسي، وُلد سنة أربعمئة وخمسين هجريّة في مدينة طوس في خرسان، وأُطلق عليه لقب "حجة الإسلام"، وقد وضع العديد من المصنفات، من أشهرها كتاب إحياء علوم الدين، عُرف بالزهد والعقل الراجح، ونشأ في عائلة فقيرة الحال، كان أبوه يعمل في غزل الصوف، وكان يُكثر من دعائه لله -تعالى- بأن يرزقه ولدًا صالحًا، فرزقه الله -تعالى- بالغزالي.