التخلص من الوسواس القهري بالقرآن
علاج الوسواس القهري بالقرآن
إنّ ذكر الله -تعالى- يعدّ من أعظم الأساليب التي يلجأ إليها من يعاني من الوسوسة، سواءً أكان ذلك بذكره بالأذكار المستحبة، أم بقراءة القرآن، أم بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة وغيرها، وينبغي على المسلم أن يشعر بتأثيرها عليه إيجابياً.
وإن لم يتحقّق هذا التأثير فليعلم أنّه لم يقلها بيقين في قلبه فليراجع نفسه في إيمانه، ويحرص على أن يجعل الله فيه أكبر من كل همّ، ولا ييأس ويحقق مُراد الشيطان، فولاية الله ستخرجه من كل همّ وضيق وغمّ، ومن الأمور التي تساعد على التخلص من الوسواس القهري ما يأتي.
المداومة على قراءة القرآن
تعهّد الشيطان للوقوف لابن آدم في كل طريق، وأخبر الله أنّ القلب بمجرد سهوه عن ذكر الله فإن الشيطان يستحوذ عليه، قال -تعالى-: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّـهِ) ، ثمّ إذا ذكر الله خنس وطُرد، فقد روى أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (الشيطانُ يلتقمُ قلبَ ابنِ آدمَ، فإذا ذكر اللهَ خَنَسَ عنده، وإذا نسيَ اللهَ الْتَقَمَ قلبَهُ).
وتتمثّل الوسوسة من الشيطان للإنسان بما يجعل في قلبه من الشك اتّجاه ما يقوم به من العبادات، ويذكرهم بما تعلّقت به قلوبهم من أمر الدنيا، ولهذا أمر الإسلام بالاستعاذة بالله من الشيطان قبل البدء بقراءة القرآن الذي هو أعظم الذكر .
قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) ، فقد يأتي الشيطان ويوقع في قلب العبد عدم قبول قراءته، والاستعاذة تدفع هذه الوساوس.
الأخذ بما جاء في القرآن من أحكام
جعل الله الغاية العُظمى من نزول القرآن الكريم هو تدبر آياته وفهمها، ثمّ العمل بما ورد فيها من الأوامر واجتناب ما ورد فيها من النواهي، قال -تعالى-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) .
السبب الأساسي الذي يضل العبد عن صراط الله المستقيم هو البعد عن تدبّر القرآن الكريم وفهم مضامين آياته، والذي أخبر عنه -تعالى- فقال: (قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ*مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ*أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) .
علاجات أخرى للوسواس القهري
هنالك العبادات أخرى قد يلجأ إليها من تصيبه وساوس الشيطان، منها ما يأتي:
- التوكل على الله .
- الثقة بالله.
- الإرادة القوية.
- فعل ما أمر الله به من الطاعات، واجتناب ما نهى عنه من المعاصي.
- الالتزام بالأذكار والأوراد الشرعية.
علامات الإصابة بالوسواس القهري
تظهر على الإنسان مجموعة من الأعراض الدالة على إصابته بالوسواس، منها ما يأتي:
- القنوط والجزع؛ من خلال تفضيل الوحدة عن مخالطة الناس والشعور ببغضهم وانعدام تقدير الذات والشعور بالحزن في لحظات الفرح واليأس والشعور بالفراغ.
- الشعور بالذنب ولوم النفس على لا شيء.
- الكسل والبرود وانعدام الطاقة التي تدفعه إلى القيام بالنشاطات المتنوعة.
- التوتر والتردد وسرعة الغضب.
- تكريس الاهتمامات للجسد، والشكوى الكثيرة من الأمراض والآلام والتعب والإرهاق.