التخلص من الحبوب الصغيرة في الوجه
تنظيف الوجه وترطيبه باستمرار
يمكن التخفيف من الحبوب الصغيرة في الوجه أو ما يُعرف بحبّ الشباب (Acne) من خلال غسل الوجه بشكلٍ دوريّ مرتين يوميًا باستخدام غسول لطيف على البشرة، إذ قد يساهم تنظيف الوجه في التخلص من البكتيريا التي تغلق مسامات البشرة مما يؤدي إلى ظهور الحبوب، كما أنّ تنظيف الوجه جيدًا يساعد على إزالة خلايا الجلد الميتة مما يُسّهل من امتصاص البشرة للأدوية المستخدمة لعلاج الحبوب في حال استخدامها، ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنّب استخدام أقنعة الوجه القابضة للبشرة، والمقشرات؛ إذ قد يسبب استخدامها في بعض الحالات تهيج البشرة مما يرفع من خطر تشكّل الحبوب، كما يُنصح بتجنّب استخدام غسول قاسٍ على البشرة، وقد يتساءل بعض الناس عن كيفية التخلص من الحبوب الصغيرة في الجبين والوجه، لذا نبين فيما يأتي الخطوات المتبعة لتنظيف الوجه بهدف التخلص من الحبوب :
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل البدء بغسل البشرة.
- تدليك الوجه بلطف باستخدام غسول مناسب لنوع البشرة، ويجدر التنويه إلى ضرورة عدم فرك البشرة بقسوة؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى تهيج الجلد أو احمراره.
- غسل الوجه بالماء الفاتر، مع ضرورة التحقق من إزالة المنظف بالكامل؛ إذ إنّ بقاء المنظف على سطح البشرة قد يؤدي إلى إغلاق مسامات البشرة وتهيجها.
- تجفيف البشرة بلطف باستخدام قطعة قماش ناعمة ونظيفة.
- ترطيب البشرة.
وفي سياق الحديث نبين أنّ ترطيب الوجه دوريًّا يُعدّ أمرًا ضروريًا؛ إذ إنّ جفاف البشرة قد يُصنّف كأحد أسباب الحبوب الصغيرة في الوجه نتيجة إنتاج البشرة للمزيد من الزيوت عند جفافها ممّا قد يؤدي إلى انسداد مسامات البشرة وتشكّل الحبوب، ومن الجدير بالذكر أنّ العديد من الأدوية المستخدمة في علاج حبّ الشباب وحبوب الوجه قد تسبّب جفاف البشرة وتهيجها، علمًا أنّه يُنصح باستخدام مرطبات البشرة الخالية من الزيوت، والتي لا تسبّب انسداد مسامات البشرة؛ أي التي تحمل علامة غير كوميدوغينيك (Non-comedogenic).
استخدام الزيوت الأساسية
يساهم استخدام بعض الزيوت الأساسيّة أو ما يُعرف بالزيوت العطريّة (Essential oils) في علاج حبوب الوجه الصغيرة بسبب خواصّها المضادّة للالتهابات وللبكتيريا، وفيما يأتي بيان بعض الزيوت الأساسيّة المستخدمة في علاج حبوب الوجه:
- زيت إكليل الجبل: إذ يتميز زيت إكليل الجبل بامتلاكه لخواص مضادّة لبعض أنواع البكتيريا المسبّبة لحبوب الوجه، إذ أظهرت إحدى الدراسات المخبرية التي نُشرت في مجلة (Planta Medica) عام 2007 أنّ استخدام زيت إكليل الجبل كان فعالًا في التخلص من البكتيريا المسببة لحب الشباب والتي تُعرف بالبكتيريا البروبيونية العديّة (Propionibacterium acnes).
- زيت شجرة الشاي: يُستخدم زيت شجرة الشاي في العديد من منتجات العناية بالشرة، وله تأثير مضادّ للبكتيريا، كما أنّه يخفف من الانتفاخ ممّا قد يساهم في علاج حبوب الوجه، كما يمكن استخدام زيت شجرة الشاي ل علاج حبوب صغيرة بالوجه نفس لون الجلد، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في المجلة الأسترالية للأمراض الجلدية (Australasian Journal of Dermatology) عام 2017 أنّ استخدام منتجات البشرة الموضعية التي تحتوي على زيت شجرة الشاي ساهم في تحسن حب الشباب الخفيف إلى المتوسط بشكلٍ ملحوظ.
- زيت القرفة: إذ يتميز زيت القرفة بخواصه المضادّة للالتهاب نتيجة احتوائه على مضادات الأكسدة مما يساهم في علاج الحبوب الحمراء الصغيرة في الوجه، والخراجات، والنتوءات والتخفيف من أعراضها، وتم التحقق من ذلك من خلال إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة (Biomedical Research and Therapy) عام 2019 والتي أظهرت أنّ استخدام زيت القرفة الموضعيّ كان آمنًا وفعالًا لعلاج حبوب الوجه.
تجدر الإشارة إلى أنّه في معظم الحالات يتم تخفيف الزيوت العطريّة بأحد الزيوت الناقلة للتخفيف من تركيز الزيوت وتجنّب حدوث تهيّج في البشرة، كما يجب الحرص على تجنّب وضع الزيوت العطرية على العينين أو بالقرب منهما، ويجدر التنويه إلى تجنّب استخدام الزيوت العطريّة لعلاج حبوب الوجه الصغيرة للأطفال الرضّع.
استخدام الورد والقرفة والعسل
يمتلك زيت الورد خواص مضادّة للبكتيريا ممّا يجعله أحد الزيوت العطريّة التي يمكن إضافتها ل خلطات علاج حبّ الشباب ، كما يمكن تحضير ماسك للحبوب الصغيرة في الوجه باستخدام القرفة والعسل بسبب خواصهما المضادّة للالتهابات والبكتيريا، ونبين فيما يأتي كيفية تحضير ماسك أو قناع القرفة والعسل لعلاج حبوب الوجه:
- مزج ملعقتين كبيرتين من العسل مع ملعقة صغيرة من القرفة.
- غسل الوجه جيدًا وتجفيفه.
- وضع الماسك على الوجه لمدّة تتراوح بين 10-15 دقيقة.
- غسل الماسك جيدًا وتجفيف الوجه.
بشكلٍ عام فإنّ تطبيق ماسك القرفة والعسل يكون آمنًا في معظم الحالات ولا يؤدي إلى ظهور آثارٍ جانبيّة، ولكن قد تسبّب القرفة الحساسيّة للبعض ممّا يؤدي إلى تهيّج البشرة واحمرارها، كما قد تظهر بعض أعراض الحساسيّة عند تطبيق العسل على الوجه عند من يعانون من حساسيّة تجاه العسل أو أي من العناصر المرتبطة به مثل حبوب اللقاح، وفيما يأتي بيان بعض الأعراض التي تظهر لدى من يعانون من حساسية تجاه العسل:
- الالتهاب.
- الشرى.
- الحكّة.
- صعوبة البلع.
- ضيق التنفّس.
- انتفاخ الجلد.
- اضطرابات التنفّس المخلتفة مثل خروج صوت الصفير أثناء التنفس أو ما يُعرف بالأزيز (Wheezing).
الأدوية للتخلص من الحبوب الصغيرة في الوجه
حمض الساليسيليك
يُعدّ حمض الساليسيليك (Salicylic acid) أحد المكونات الشائعة في المنتجات المستخدمة لعلاج حبوب الوجه، كما يتم استخدامه بهدف الوقاية من ظهور الحبوب البيضاء الصغيرة في الوجه، ويعتمد مبدأ عمله على تكسير الروابط الموجودة بين خلايا الجلد الميّتة والروابط الموجودة بين الزيوت المتراكمة في مسامات البشرة ممّا يساهم في فتح المسامات المسدودة، وتعتمد طريقة استخدام حمض الساليسيليك لعلاج حبوب الوجه على نوع المنتج والتعليمات الخاصة به، ويُنصح بتجنّب استخدام حمض الساليسيليك لعلاج حبوب الوجه خلال الحمل والرضاعة الطبيعيّة، وفي حال المعاناة من بعض الاضطرابات الصحيّة مثل أمراض الكلى والكبد، وفي حال المعاناة من حساسيّة تجاه الدواء، أمّا بالنسبة للآثار الجانبيّة التي قد تصاحب استخدام حمض الساليسيليك فقد تتضمّن ما يأتي:
- تهيّج البشرة بشكلٍ بسيط.
- تقشر الجلد.
- الشعور بلسعة خفيفة.
- جفاف البشرة.
ونبين فيما يأتي بعض المحاذير التي يجب الاطلاع عليها قبل استخدام حمض الساليسيليك لعلاج حبوب الوجه:
- وضع كميّة بسيطة من المنتج الذي يحتوي على حمض الساليسيليك على جزء صغير من الجلد قبل استخدامه على الوجه والتأكد من عدم تسبّبه بأيّ ردّات فعل غير طبيعيّة.
- الحرص على اتّباع تعليمات الاستخدام الموجودة على المنتج بعناية.
- تجنّب وضع كميّة تفوق الكميّة الموصى بها.
- تجنّب استخدام المنتجات التي تحتوي على حمض الساليسيليك للأطفال والرضّع.
- الحرص على حماية البشرة من الشمس خلال فترة استخدام حمض الساليسيليك.
- التوقف عن استخدام المنتج في حال ظهور أي من الآثار الجانبية الشديدة.
- تجنّب وضع الضمادات أو دهن الفازلين فوق مكان تطبيق حمض الساليسيليك.
الريتينويد
يتوفر الريتينويد ( Retinoids ) ضمن عدّة أشكال دوائيّة مثل الكريمات والجل، ويساهم استخدام الريتينويد في علاج حبوب الوجه من خلال تقشير خلايا الجلد الميتة، مما يمنع تجمّعها في مسامات البشرة، ويتمّ استخدام المنتجات التي تحتوي على الريتينويد مرة واحدة يوميًا قبل النوم في العادة؛ لتجنّب التعرّض لأشعة الشمس خلال استخدامه، كما يجدر تجنّب استخدامه خلال الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ العلاج يستمر في العادة ما يقارب 6 أسابيع كما قد تستدعي بعض الحالات استمرار استخدام الريتينويد بعد هذه المدة ولكن بوتيرة أقل، وقد يصاحب استخدام الريتينويد بعض الآثار الجانبيّة مثل تهيّج بسيط في البشرة، بالإضافة إلى الشعور بلسعة في البشرة.
مضادات الفطريات
يمكن استخدام مضادّات الفطريّات لعلاج حبوب الوجه التي تظهر نتيجة تعرض بصيلات الشعر لعدوى فطرية، مما يسبب التهاب بصيلات الشعر أو التهاب الجريبات (Folliculitis)، وتتوفّر هذه الأدوية على شكل حبوب فمويّة أو كريمات موضعيّة، ويجب في هذه الحالة تجنّب العبث في الحبوب أو خدشها لتجنب انتشار العدوى، كما تجب مراجعة الطبيب في حال المعاناة من الطفح الجلديّ الذي يرافقه الشعور بالحمى والإعياء، أو في حال عدم زوال الحبوب بعد انتهاء مدّة العلاج، كما توجد بعض التدابير التي يجب اتباعها عند التعرض لهذا النوع من الحبوب، ومنها ما يأتي:
- ارتداء الملابس الفضفاضة.
- تغيير الملابس والاستحمام فور الانتهاء من التمارين الرياضيّة.
- وضع مضادّات الفطريّات الموضعيّة مع اتجاه نمو الشعر.
مضادات الهيستامين
يُشار إلى أنّ استخدام مضادّات الهيستامين (Antihistamine) غير شائع لعلاج حبوب الوجه ولكن توجد بعض الدراسات التي تؤيد استخدامها كعلاج مساعد للتخفيف من أعراض حبوب الوجه متوسطة الشدّة والتخفيف من أعراض دواء آيزوتريتينوين (Isotretinoin) المستخدم لعلاج حبّ الشباب وهو ما أشارت إليه إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة (The Journal of the European Academy of Dermatology and Venereology) عام 2014.
المضادات الحيوية
يمكن استخدام المضادّات الحيويّة (Antibiotics) الموضعيّة أو الفمويّة لعلاج حبوب الوجه اعتمادًا على شدّة الحالة، إذ تعمل المضادات الحيوية على القضاء على البكتيريا المسبّبة لحبوب الوجه والتخفيف من الالتهاب المصاحب لها، ومن الجدير بالذكر أنّه يتم استخدام المضادات الحيوية الفموية لأقل مدّة ممكنة لمنع تطوّر مقاومة البكتيريا، بالإضافة إلى استخدامها بالتزامن مع بعض العلاجات الموضعية مثل البنزويل بيروكسايد (Benzoyl peroxide)، ونادرًا ما تسبّب المضادّات الحيويّة آثار جانبية شديدة، إلّا أنّها قد تسبّب زيادة في حساسيّة الجلد تجاه الشمس، ومن أبرز المضادّات الحيويّة المستخدمة في علاج حبوب الوجه أدوية الماكروليد (Macrolide) مثل كليندامايسين (Clindamycin) وإريثرومايسين (Erythromycin) وأدوية التيتراسايكلن (Tetracycline).
الكورتيكوستيرويدات الموضعية
لا يُنصح باستخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعيّة ( Topical corticosteroids ) لعلاج حبوب الوجه؛ إذ لا تؤثر الكورتيكوستيرويدات الموضعية على البكتيريا المسببة لحب الشباب، إلاّ أنّها قد تساهم في التخفيف من الالتهاب المصاحب للحبوب، لذلك يجب تجنّب استخدام المستحضرات المحتوية على الكورتيكوستيرويدات على الوجه لما قد يكون لها من تأثير ضار في البشرة إلّا في حال طلب الطبيب ذلك.
العلاج بالليزر
إنّ علاج حبوب الوجه بالليزر من الطرق العلاجيّة الحديثة نسبيًّا في علاج الحبوب وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات على هذه الطريقة العلاجيّة إلّا أنّ نتائجها واعدة في علاج آثار وندبات حبوب الوجه، إذ يهدف العلاج بالليزر إلى تقليل ظهور الندبات الناجمة عن حبوب قديمة في الوجه، ويعتمد العلاج بالليزر على تسليط الضوء على الطبقة العلوية من البشرة، مما يساهم في تفكك الأنسجة الندبية، بالإضافة إلى أنّه يعزز نمو الخلايا الجلدية السليمة، ومن الجدير بالذكر أنّ العلاج بالليزر قد لا يكون قادرًا على إزالة جميع الندبات إلاّ إنّه يساهم في التخفيف منها، بالإضافة إلى أنّه يقلل من الألم الناجم عنها، ويجدر التنويه إلى أنّ العلاج بالليزر قد لا يناسب بعض الفئات؛ إذ لا يمكن استخدامه في حال كان لون البشرة داكنًا، أو في حال كانت البشرة تحتوي على الكثير من التجاعيد، أو في حال كان الشخص يعاني من حبوبٍ نشطة،
وفيما يأتي بيان بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الخضوع للعلاج بالليزر:
- عدم ضمان النتائج واختلاف الاستجابة العلاجيّة بين الأشخاص.
- الحاجة إلى عدّة جلسات علاجيّة.
- ظهور النتائج قد يتطلّب مدّة طويلة.
- قد يكون العلاج مصحوبًا ببعض الآثار الجانبيّة مثل الاحمرار والانتفاخ.
- ضرورة اتّباع نصائح وإرشادات الطبيب المعالج بدقة للحصول على نتائج مُرضية.
التقشير الكيميائي
من الشائع استخدام التقشير الكيميائيّ (Chemical peels) لعلاج حبوب الوجه، ويتمّ إجراء هذا العلاج في صالونات التجميل المختصة أو في العيادات المختصة في علاج حالات حبوب الوجه المتوسطة والشديدة، ويتمّ في هذا النوع من العلاج تقشير الطبقة الخارجيّة من الجلد فقط باستخدام حمض ألفا هيدروكسي (Alpha hydroxy acid) مثل حمض الجليكوليك (Glycolic acid)، أو بيتا هيدروكسي (Beta hydroxy acid)؛ إذ يساهم تقشير البشرة في التخلص من خلايا الجلد الميتة والزيوت الزائدة مما يقلل من فرص حدوث انسداد في مسامات البشرة، ويُشار إلى أنّ التقشير الكيميائيّ قد يُستخدم لإزالة التصبغات الجلدية وللتخفيف من تجاعيد البشرة، وعلى الرغم من أمان استخدام التقشير الكيميائيّ لعلاج حبوب الوجه بشكلٍ عام إلّا أنّه يرتبط ببعض المحاذير، ومنها ما يأتي:
- الشعور بحرقة خلال العلاج، ويجدر في هذه الحالة إعلام المعالج.
- احمرار وتقشر في الجلد، وفي بعض الحالات النادرة قد يكون شديدًا.
- ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بالتقشير الكيميائيّ في حال استخدام أيّ أدوية، أو منتجات أخرى لعلاج البشرة.
ملخص المقال
يمكن التخلص من الحبوب الصغيرة في الوجه من خلال العديد من الطرق العلاجيّة، إذ تتوفر العديد من العلاجات الموضعيّة والفمويّة، بالإضافة إلى أنّه توجد العديد من الإجراءات التي يتمّ إجراؤها في المراكز الصحيّة المتخصصة مثل التقشير الكيميائيّ والعلاج بالليزر بهدف التخلص من آثار الحبوب، كما تتوفّر بعض العلاجات المنزلية مثل الزيوت العطريّة، والعسل والقرفة، كما يُنصح بالمحافظة على رطوبة البشرة وتنظيف الوجه بشكلٍ دوري لمنع ظهور الحبوب والوقاية من جفاف الجلد الذي قد يصاحب بعض العلاجات المتّبعة لعلاج حبوب الوجه، ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب حول طريقة العلاج المناسبة.