الإسلام والصحة
الإسلام
جاء الإسلامُ بشريعةٍ شاملةٍ ووافيةٍ لم تترك جانباً من جوانب الدُنيا والآخرة إلا وآتتهُ نصيباً وافراً من الأمر، فنرى الإسلام قد تعرّض لحياة الناس العامّة والخاصة ونظم شؤونهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض من خلال النظام الاجتماعي الإسلامي.
كما اهتم الإسلام بصحة الإنسان النفسة والجسدية، ودعا للمحافظة على البيئة المحيطة به من ماء وهواء، ونبات وحيوان، وفي هذا المقال سنبين مدى اهتمام الإسلام بصحة الإنسان.
اهتمام الإسلام بالصحّة
كثيرةٌ هيَ الأدلّة التي توضّح اهتمام الإسلام بالصحّة؛ وذلك لأن حفظ النفس من ضرورات الإسلام التي يُركز عليها، وسنبيّن تالياً بعض الأمثلة على العلاقة بين الإسلام والصحّة، وهي كما يأتي:
الصلاة
تقوم الصلاة بالإضافة لكونها عبادة روحيّة بدورٍ صحي؛ يتمثل في أوقاتها الخمسة يومياً، والتي تقتضي الحركة للذهاب إلى المسجد، وتتضمن حركات تعمل من خلال الخشوع القلبي على الاسترخاء والطمأنينة، وتحقيق الاستقرار النفسي والوجداني، ومن أركان الصلاة الاطمئنان بين حركات الصلاة وهذا الاطمئنان يُعطي الراحة للمصلي بلا شك.
الصيام
جاء في الحديث الضعيف: (صُوموا تَصحُّوا)، فهُناكَ ارتباط بين الصحّة الجسديّة وبين الصيام؛ من خلال استراحة الإمساك عن الطعام والشراب خلال شهرٍ كامل وهوَ شهرُ رمضان، وهذا الشهر بمثابة نُقطة نِظام للجسد، وتهذيب للروح، وضبط للنفس والشهوات.
تحريم ما يضرّ بصحة الإنسان
من أكبر الأمثلة على اهتمام الإسلام بالصحة الجسديّة تحريمهُ للخمر؛ الذي أثبت الطبّ بشكلٍ لا يقبل الجدل خُطورته على الإنسان من حيث الأمراض التي تنتشر بسبب هذا المشروب الخبيث.
كما أنَّ الخمر يُذهب العقل الذي هوَ مصدر الوعي والإدراك، حيث إذا غابَ الحسّ عن الإنسان رُبّما ألحقَ الضرر بنفسه وبمن هُم حوله، فكم من الجرائم والقتل والحوادث التي كانَ سببها شخصاً مخموراً أفسدَ حياته وحياةَ غيره بخمره، ويدخل في باب التحريم كُلّ ما يُلحقُ الضرر بحياة الإنسان كالتدخين مثلاً الذي يُجمعُ فقهاء الأمّة على أنّهُ حرامٌ شرعاً؛ لتسببه بأمراض الرئة وغيرها.
الاهتمام بالنظافة الشخصية والبيئة المحيطة
كما اهتم الإسلام بالنظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة؛ والدليل على ذلك ما يأتي:
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ-: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ).
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكم، ولا تَشَبَّهُوا باليهودِ).
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وإماطتُه الأذى عنِ الطَّريقِ صدقةٌ).
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقوا اللَّعَّانَيْنِ، قالوا: وما اللَّعَّانانِ؟ قال: الَّذي يتخلَّى في طُرُقِ النَّاسِ وأفنيتِهم).
- قول عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ الطَّاعُونِ، فَقالَ: كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، ما مِن عَبْدٍ يَكونُ في بَلَدٍ يَكونُ فِيهِ، ويَمْكُثُ فيه لا يَخْرُجُ مِنَ البَلَدِ، صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أنَّه لا يُصِيبُهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ شَهِيدٍ).