استراتيجية شريط الذكريات
مفهوم استراتيجية شريط الذكريات
هي مجموعة من الأدوات أو الأساليب التي يتم اتباعها؛ لاستعادة معلومات سابقة مضى عليها فترة زمنية طويلة، أو استعادة مهارات اكتسبها الفرد حديثاً.
أبرز استراتيجيات شريط الذكريات
هناك مجموعة أدوات أو استراتيجيات يتم اتباعها كوسائل مساعدة للأفراد تُمكنهم من استرجاع معلومات معينة في ظل الكم المعلوماتي الهائل الذي يُخزنه العقل البشري ، وهي كالتالي:
- التفصيل: تقوم هذه الاستراتيجية على فكرة تفكيك المعلومات، وإعطاء تفاصيل حول الفكرة المُثارة؛ فالمعلومات تراكمية، وكل واحدة منها تقود لما بعدها، وإثارة تفصيل معين من الممكن أن يُعيد شريط ذكريات الفرد، ويراجع مخزونه المعرفي ليتذكر المعلومة أو الفكرة المقصودة.
- التصور: ومثال على هذه الاستراتيجية الفكرة التي يطلب المعلمون من طلبتهم تطبيقها عندما يريدون زيادة مخزونهم اللغوي وتنشيط لغتهم، وكذلك زيادة قدرتهم على إعطاء وصف مناسب لما مر في مخيلتهم؛ فيصبح بإمكانهم استرجاع وتذكر مواقف مشابهة للموقف الحالي.
- التذكر: يعتبر أسلوب الجمع بين المرئي والمسموع الوسيلة الأفضل للتذكر؛ فما يتم رؤيته يبقى عالقاً في الذاكرة لفترة طويلة، بالإضافة لتأثير الصوت على المستمع؛ ويكون تأثر الفرد أكبر إذا جُمع بين الأداتين.
- التخطيط: تُشير هذه الاستراتيجية إلى معاملة المعلومات المتشابهة كوحدة واحدة؛ وبالتالي فتذكُر واحدة من تلك المعلومات سيقود لاستحضار البقية الواقعة ضمن المجموعة ذاتها.
- البروفة (العرض التجريبي): وفي هذه الاستراتيجية إشارةً إلى أهمية التكرار؛ فكثرة ترديد المعلومة على مسامع الفرد، والتطبيق العملي لها وترجمتها على أرض الواقع، يؤدي إلى بقائها راسخة في ذهن المتلقي، ويستطيع الاحتفاظ بها لفترة طويلة.
أنواع الذاكرة
لفهم استراتيجيات شريط الذكريات لا بد من الإشارة إلى أنواع الذاكرة ؛ حيث تُقسم لأنواع عدة، ويعود السبب وراء هذا التقسيم إلى الفترة التي يستطيع كل نوع منها الاحتفاظ بالمعلومات، وهي كالتالي:
الذاكرة قصيرة المدى
يعود السبب في هذه التسمية إلى أنَ هذا النوع يستطيع الاحتفاظ بالمعلومات اللحظية (التي يتم تلقيها فوراً)، ويستعيدها بعد مرور فترة زمنية قليلة على تلقيها ومعرفتها، ويندرج تحت هذا النوع عدة أنواع ثانوية، وهي:
- الذاكرة الحسية : حيثُ تستطيع الاهتمام بالمعلومة دون الخوض بشكلٍ كبير في التفاصيل.
- الذاكرة العاملة: رغم أنَ هذا النوع من الذاكرة يحتفظ بالمعلومات لفترة زمنية معينة، إلَا أنَها تستطيع أن تكتسب معلومات جديدة وتتعلمها، بالإضافة لفهمها وتحليلها.
الذاكرة طويلة المدى
الذاكرة طويلة المدى بعكس النوع السابق؛ حيثُ تستطيع الذاكرة الاحتفاظ بكم معلوماتي كبير، واسترجاعها بعد مرور فترة طويلة على تلقيها، ومن أشكالها:
- الذاكرة الحركية: يُطلق على هذا النوع من الذاكرة اللاواعية؛ بمعنى أنَها تُبدي ردود فعل تجاه المواقف اليومية.
- الذاكرة العرضية: وهي المسؤولة عن استرجاع تفاصيل الذكريات السابقة، وتتأثر بالأحداث الحالية المشابهة لما مرت به سابقاً.
- الذاكرة الدلالية: رغم أنها تهتم بالتفاصيل والذكريات؛ إلا أنها تختلف عن النوع السابق بعدم اهتمامها بالعاملين الزماني والمكاني الخاصين بتلك الذكريات.
- ذاكرة السيرة الذاتية: يهتم هذا النوع بالإطار والمحيط الاجتماعي للفرد، وتهتم بهويته بالدرجة الأولى.
العوامل المؤثرة في تنشيط الذاكرة
في إطار الحديث عن الذاكرة والاستراتيجيات التي تُعد بمثابة وسائل مساعدة لاسترجاع المعلومات، لا بد من الإشارة لأبرز الأمور التي تؤدي دوراً كبيراً في تنشيط الذاكرة:
- التقسيم: حيث إنّ تلقي الفرد لعدد كبير من المعلومات سيقود إلى حدوث تداخل فيما بينها، وبالتالي عدم التمييز، فالتقسيم يُسهم في فهم المعلومة الحالية، واستيعابها بصورة تدريجية، ومن ثم الانتقال للتالية.
- النوم: فعدم أخذ قسطٍ كافٍ من النوم والراحة يؤثر بصورة سلبية على النشاط العقلي، والعكس في حال استوفى الفرد حاجته من النوم؛ فيُصبح أداءه لمهامه بصورة أفضل، وكذلك إمكانية استقبال المعلومات أقوى، بالإضافة للقدرة الأكبر على استرجاع المعلومات السابقة من مخزونه المعرفي.
- التغذية السليمة: هناك مجموعة من الأغذية التي تؤثر على النشاط العقلي بشكلٍ إيجابي؛ كالأسماك، وزيت الزيتون، والحبوب الكاملة.
- تكوين شبكات صداقة: وهذا بدوره يساعد على الخوض في تفاصيل الأمور، وكذلك تبادل المعلومات بشأن الموضوعات المُثارة، وعليه فقد تعتبر وسيلة لتنشيط الذاكرة بزيادة رغبة الفرد للتعلم ومعرفة المزيد من المعلومات، وزيادة الكم المعلوماتي لديه.
- استدعاء الاهتمامات: فالمرء يبحث دائماً عن المزيد بشأن ما يُحب؛ فقدرته على التعلم تزداد إذا كانت المعلومات خاصة بالمجال الذي يُحب، وقدرته على استرجاع واستعادة المعلومات الخاصة بشيء معين تزداد بقدر حبه واهتمامه بذلك.