اختيار الزوجة الصالحة في الإسلام
أسس اختيار الزوجة الصالحة في الإسلام
غير الإسلام في معايير الاختيار لدى معتنقيه، بعد أن كانت المعايير المادية هي المسيطرة على عقولهم، وقد كان للزواج نصيب وافر من هذا التغيير، فلو بقي الأمر على ما هو عليه، لما نهضت الأمة، ولما استطاعت صنع هذا التاريخ المجيد.
كما ورغَّبت الشريعة الإسلامية الرجال والنساء على حدٍّ سواء بالزواج، كونه يعتبر الخطوة الأولى في طريق بناء مجتمع صالح، مُصلح، يعيش وفق قيم أخلاقيّة، ويحتضن الإنسان، ويرعاه حتى إذا ما شب عن الطوق صار قادراً على المساهمة في البناء، والعطاء، واحتضان غيره كما احتُضِن هو صغيراً.
وبناءً على ذلك، فقد اهتمت الشريعة الإسلامية بهذا الأمر، ووضعت أسس دقيقة وواضحة للزوجة الصالحة، ومن أبرزها ما يلي:
أن تكون المرأة ذات دين وخلق
عند اختيار الزوجة لا بد أن تكون متمسكة بدينها، ملتزمة بأوامر شريعتها، وعلى قدر عالٍ من الخلق الذي يليق بمثابتها كامرأة مسلمة، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)،فخير ما يخرج به الرجل من هذه الدنيا المرأة العفيفة، المهذبة، والتي تسير على نهج نساء السلف الصالح.
المنبت والأصل الحَسن
على الرجل أن يختار المرأة ذات الحسب والنسب المنبت الطيب، لأنها ستقوم بتربية الأبناء وذلك ليكون الولد نجيبًا، كما على الزوج أن يتحرى لمعرفة من أبيها وأخيها، كان يقال: إذا أردت أن تتزوج امرأة، فانظر إلى أبيها، وأخيها، فربما كان الأبناء أشبه بأهل الزوجة وأقرب إلى صفاتهم.
حسن الخِلقة والمظهر
يستحب للزوج أن يختار الجميلة في الخلقة، المرتبة في المظهر، التي تهتم بجمالها وأنوثتها، لتشبع رغبة الزوج فلا ينظر إلى غيرها، وأنها أقرب للوئام والمدة ولحصول الألفة بين الزوجين، كما يجب التنبيه إلى أن الجمال ومعاييره نسيبة تختلف من رجل إلى آخر.
أن تكون المرأة بكرًا ولودًا
أن تكون المرأة ولودًا أي كثيرة الإنجاب، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (تَزوَّجوا الودودَ الولودَ، فإنِّي مكاثرٌ بِكمُ يومَ القيامةِ)، ويعرف كون المرأة ولودًا إذا كانت من أسرة يعرف نساؤها بكثرة الإنجاب، أما باختيارها بكرًا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (فَهَلَّا بكْرًا تُلَاعِبُهَا وتُلَاعِبُكَ)، فتكون مجبولة على اللين، وحب الاستمتاع.
اليسر وقلة المؤونة
نهى النبي الكريم عن المغالاة في مهور النساء، لأن عقد الزواج إنسان يسكن إلى إنسان، وليس متاعًا يشترى ويباع، وتأكيدًا على الحث بتسير المهور ما روته عائشة -رضي الله عنها- في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِنْ يُمْنِ المرأةِ تيسيرُ خِطْبَتِها، وتيسيرُ صداقِها، وتيسيرُ رَحِمِها)، أي: أن تخفف المرأة مهرها، وتيسر رحمها للإنجاب وكثرة النسل.
أن تكون المرأة ذات قرابة بعيدة
يستحب للرجل اختيار المرأة ذات القرابة البعيدة عنه، لأن في ذلك آثار إيجابية على النسل، فالولد يكون أكثر فطنة، وقيل: لأنها أمثر إنجابًا للولد، وأقل أمنًا من العداوة في حال حدوث خصام، فإنها لا تأمن من الطلاق على عكس من كانت ذات قرابة من الرج، وكذلك أبعد عن قطيعة الرحم.