اختيار الزوجة الصالحة
اختيار الزوجة الصالحة
شرع الله -تعالى- الزواج؛ ليكون اللبنة الأولى في المجتمع، والتي تتحقق من خلالها السكينة والمودة وإشباع الرغبات والميول الفطري بين كل من الجنسين الذكر والأنثى، يقول -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
كيفية اختيار الزوجة الصالحة
وكما أن المرأة مأمورة بأن تتحرى الاختيار الملائم للزوج الصالح، فإن الرجل كذلك مأمور بأن يتحرى الاختيار الملائم للزوجة الصالحة، لتُبنى أسرة متماسكة، وتساهم في تقدم ورفعة الأمة والمجتمع، فالزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا.
وأما عن كيفية اختيار الزوجة الصالحة فهو كالآتي:
- اختيار ذات الدين
إن من الأمور التي دعا إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- اختيار الزوجة ذات الدين، والتي يأمن الرجل معها على عرضه وبيته وماله، كما أنها تكون معينًا له على مختلف وجوه الخير، وتربي أبناءها تربية صالحة، وتكون ذات لطف ولين ولا تكلف زوجها فوق ما يطيق.
- اختيار ذات الجمال
وإنه يجدر الإشارة إلى أن الجمال نسبي ويختلف من شخص لآخر، المهم أن يختار الرجل من يجد أنها تشبع رغبته، وتعفه عن الحرام، ومن تكون أقرب إلى الوئام والمودة وحسن المعاشرة.
- اختيار ذات المال
إن التكاليف المالية عمومًا في الزواج من واجبات الرجل، إلا أن اختيار امرأة قد تكون ذات مال مما قد يخفف عن الرجل من بعض التكاليف للكماليات التي تحتاجها المرأة، كما أنها قد تساعده في سد بعض الحوائج إذا احتاج للمال يومًا ما.
- اختيار ذات الحسب
إن نسب المرأة مما يؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأبناء، فهم يأخذون جزءًا من الصفات الوراثية لأخوالهم، كما أن اختيار العائلات الراقية والمحترمة يؤدي إلى تبادل الاحترام بين كل من الرجل وعائلة زوجته، وبين عائلة الزوجة وعائلة الزوج.
- أن تكون الزوجة أجنبية
وذلك بأن تكون من غير محارمه، كما يفضل أن يختارها من غير أقاربه، حتى لا يكون هذا الزواج سببًا لقطيعة الرحم، ولكي يستفيد الأبناء من صفات أخوالهم، بعيدًا عن الصفات المتواجدة داخل العائلة نفسها.
- أن تكون بكرًا وولودًا
فقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الزواج من البكر لأنها تكون أكثر تعلقًا بالرجل إذ لم تعهد أحدًا قبله، كما أنه رغب في الزواج من التي تمتلك القدرة على الإنجاب، لتحقيق رغبة الزوجين بامتلاك ذرية صالحة، وتكثير الأبناء، وتكثير أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
أدلة الحث على اختيار الزوجة الصالحة
وردت العديد من الأدلة التي تحث على أسس اختيار الزوجة الصالحة، ومن أهم هذه الأدلة ما يأتي:
- قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (تزوَّجوا الودودَ الولودَ، فإِنَّي مُكاثِرٌ بكمُ الأمَمَ).
- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ).
أهمية اختيار الزوجة الصالحة
إن لاختيار الزوجة الصالحة أهمية لا يمكن تجاهلها أبدًا، لذا ينصح دائمًا باختيار الزوجة الصالحة، وذلك لعدة أمور من أهمها ما يلي:
- أهمية دور المرأة في تربية الأبناء وتنشئتهم، وإن هذا الدور على قدر أهميته فهو خطير إن لم يوضع الأبناء بين يدي أم تربيهم بشكل صحيح وقويم.
- إن اختيار الزوجة الصالحة يضمن للأبناء أن ينشأوا في بيئة صالحة، وأسرة صالحة عالمة بالأحكام والأخلاق والآداب، وملمة بالأركان، وعارفة بالواجبات الإسلامية، ومتخلقة بها.
- إن الزوجة الصالحة والواعية والمتفهمة لأمور دينها من جميع الجوانب تستطيع أن تربي أبناءها على علوم ونور وهدى.
- من باب التأكيد على أهمية العامل الوراثي في التأثير على تربية الطفل وتأديبه، فالإنسان يخلق على الفطرة السليمة، وأيضًا فإن الخصائص الوراثية للآباء تؤثر على الأبناء وتساعد في عملية اكتساب الطفل للقيم والأخلاق.