احتياجات الكائنات الحية
الماء
تتعدد خصائص الكائنات الحية ، إلا أنها تشترك في احتياجات البقاء، ومن احتياجات البقاء للكائنات الحية الماء، إذ يعتبر الماء ضرورة لجميع أشكال الحياة وهو أساسي لبقاء الكائنات الحية؛ فهو مصدر للشرب، وموطن للكائنات المائية، ومع ذلك تختلف احتياجات الكائنات الحية من الماء، فبعضها يحتاج إلى كميات كبيرة منه بينما البعض الآخر يحتاج إلى كميات أقل؛ فمثلاً الإبل العربية تعرف بقدرتها على السفر في الصحراء ونقل البضائع والأشخاص مع كمية قليلة من الماء، كذلك الأمر بالنسبة لجمال الدروماري التي تمتلك سنامًا واحدًا، إذ يُمكنها السفر لمسافة تُقارب 160 كيلومترًا مع كمية قليلة من الماء.
أما بالنسبة للكائنات الحية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، فتعد نباتات الكاتيل (Cattails) مثالًا عليها، إذ تحيا تلك النباتات بشكل أفضل في المناطق الرطبة كالمستنقعات؛ فهي تنمو على هيئة مستعمرات تكون جذورها في الوحل تحت البرك والمستنقعات.
وجديرٌ بالذكر أنّ الماء يحتوي على مركبات كيميائية وعناصر غذائية يختلف تركيزها من مياه لأخرى، لتناسب كل منها أنواعًا محددة من الكائنات المائية؛ فمثلاً يعيش سمك الرنجة في مياه البحر المالحة، أما البلطي والسلمون فيعيشان في مياه النهر العذبة بالإضافة إلى بعض الكائنات المائية التي تحتاج للعيش في مياه دافئة وبعضها الآخر في مياه باردة.
الهواء
تحتاج جميع الكائنات الحية للهواء ولا يمكنها العيش دونه، و الهواء هو مزيج من غاز الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين بشكلٍ أساسيّ وغازات أخرى بنسب ضئيلة، وتحتاج الكائنات الحية مثل الإنسان والحيوان والنبات للأكسجين في عملية التنفس، بينما تحتاج النباتات بشكل خاص لغاز ثاني أكسيد الكربون في عملية البناء الضوئي من أجل عملية النمو.
الغذاء
لا يمكن لأي كائن حي البقاء دون غذاء كافٍ يسد حاجته، إذ إنّ نقص وجود الغذاء يؤدي إلى موت الكائنات الحية و اختلال التوازن البيئي ، وبالمقابل فإنّ استهلاك الطعام يُنتج الطاقة ليبدأ الجسم بالعمل وأداء الأنشطة المختلفة إلى جانب أداء العمليات الحيوية؛ كالتنفس، والهضم، والتكاثر، ويُطوّر الطعام المناعة في جسم الكائنات الحية ليحارب أية أمراض معدية.
وجديرٌ بالذكر أنّ الغذاء يختلف باختلاف نوع الكائن الحيّ؛ فمثلًا تُنتج النباتات العناصر الغذائية اللازمة لها؛ كالسكريات، والدهون، والبروتينات من تلقاء نفسها بمساعدة ضوء الشمس و ثاني أكسيد الكربون والماء، أمّا الحيوانات فتتغذّى على النباتات أو على حيوانات أخرى أصغر؛ كالديدان والعوالق، وحيوانات أكبر حجمًا بالنسبة للحيوانات المفترسة.
ضوء الشمس
تعد الشمس مصدر الطاقة والضوء والحرارة، وتختلف كمية الشمس من مكانٍ لآخر؛ وتختلف طبيعة الكائنات الحية تبعًا لذلك، فمثلاً سطح البحر أو المحيط يتلقى كمية من ضوء الشمس أكبر من القاع؛ لذا فإنّ طبيعة الكائنات الحية التي تعيش بالقرب من السطح تختلف عن تلك التي تعيش في القاع، كما تحتاج بعض الكائنات الحية لضوء الشمس كمصدر للحرارة والدفء بينما يحتاجها البعض الآخر للنمو.
المأوى
يعد المأوى حاجة أساسية للكائنات الحية؛ فهو ضروريّ لحمايتها من الأخطار الخارجية، ولتوفير مكان ومساحة خاصّة لنومها وأكلها وتربية صغارها وغيرها، وتتعدد أشكال المأوى نتيجة تنوّع الكائنات الحية؛ فقد يكون منزلًا أو شجرة أو مغارة أو غيرها، وقد تكون شجرة واحدة مأوىً لأكثر من نوع من الكائنات الحية؛ فتعيش الديدان على الأوراق، بينما تتخذ الفطريات من الجذور مكاناً لعيشها، وتتخذ الطيور مثل؛ النسر الأصلع، الأغصان المرتفعة مكاناً لأعشاشها.
يمكن تعريف الكائنات الحية بأنّها مخلوقات تتمتع بخصائص معينة وتتأثر بمحيطها وتتفاعل مع المحفزات، ويمكنها التكاثر، والنمو، والتكيف، وهذا ما يميز الكائنات الحية عن غيرها في البيئة، وتختلف خصائص الكائنات الحية باختلاف نوعها، ورغم ذلك؛ فهي تتشارك في احتياجات البقاء، والمتمثلة في حاجتها للماء كمصدر للشرب وكموطنٍ للكائنات المائية، وتتشابه أيضًا في حاجتها للهواء اللازم للتنفّس، والغذاء الضروريّ للحفاظ على الطاقة والحياة، وضوء الشمس الذي يعد أيضًا مصدرًا للطاقة والضوء والحرارة، والتي تُساهم جميعها في نمو الكائنات الحية، وأخيرًا المأوى لحمايتها من أية أخطار وغيرها.