نشأته وصفاته
ذكر في نشأة ابن الحاج الفاسي وفي مناقبه العديد من الأخبار والآثار، ومن جملة ما قيل في ذلك ما يأتي:
- هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن الحاج الفاسي المغربي العبدري الفقيه المالكي عرف بابن الحاج.
- كان ابن الحاج الفاسي مشهوراً بتصوّفه، ووصف بكونه من أعلام السنة الراسخين، واهتم في كثير من كتاباته بالرد على البدع بزمانه وإنكارها.
- قَدِمَ من بلده فاس المغربية نحو القاهرة وسَمِعَ بها الحديث الشريف وتعلم من شيوخها واستفاد منهم، ثم أخذ يحدث الحديث بين الناس وينشر العلم بمجالسه.
- اشتهر بين الناس بأخلاقه الحميدة كالزهد والخير والصلاح، وكان عارفاً ب مذهب الإمام مالك وأبرز شيوخه آنذاك، وصحب جماعة من الصلحاء أرباب القلوب وتخلّق بأخلاقهم.
أبرز شيوخه
عرف ابن الحاج الفاسي -رحمه الله- بحبه للعلم واهتمامه فيه وقد أخذ عن عدد من الشيوخ وتعلم منهم وروى عنهم، ومن بينهم:
- الحافظ تقي الدين عبيد الأسعردي.
- الشيخ أبو محمد بن أبي حمزة.
- الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن يخلف المطماطي.
أبرز تلاميذه
انتفع بعلم ابن الحاج العديد من العلماء وتتلمذوا على يديه "نص تأليفي"، ومن أبرز التلاميذ ما يأتي:
- أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان المنوفي.
- خليل بن إسحاق بن موسى المالكي.
أشهر مؤلفاته
كان لابن الحاج الفاسي مؤلفات عدة منها مطبوع ومخطوط، ومن الكتب المطبوعة ما يأتي:
- كتابه "المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النبات والتنبيه على كثير من البدع المحدثة والعوائد المنتحلة"، وهو كتاب حفيل جمع فيه علماً غزيراً والاهتمام بالوقوف عليه، وتناول فيه بعض الآداب والمسائل الشائعة في عصره آنذاك وبيان وجه الصواب فيها وفق ما ذكره في مقدمته.
مكانته العلمية
كان ابن الحاج أحد فقهاء المالكية واتصف بصفات حسنة؛ فأثنى عليه العديد من العلماء، من بينهم:
- وصفه جلال الدين السيوطي بقوله: "ابن الحاج صاحب المدخل، أبو عبد الله بن محمد بن محمد العبدري الفاسي. أحد العلماء المشهورين بالزهد والصلاح، من أصحاب أبي محمد بن أبي جمرة، كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك، وصحب جماعة من أرباب القلوب".
- وصفه ابن حجر العسقلاني بقوله: "صَارَ ملحوظاً بالمشيخة وَالْجَلالَة بِمصْر وَجمع كتابا سَمَّاهُ الْمدْخل كثير الْفَوَائِد كشف فِيهِ من معايب وبدع يفعلها النَّاس ويتساهلون فِيهَا وأكثرها مِمَّا يُنكر وَبَعضهَا مِمَّا يحْتَمل".
- وصفه الإمام الثعالبي بقوله: "الإمام العلم الشهير بالزهد والوقوف مع السنة له طريق في التصوف شهيرة أخذها عن العارف أبي محمد بن أبي جمرة، وينكر على الطرق ما ابتدعوه من البدع التي لا تعلق لها بالسنة، إمام في الفقه، له كتاب المدخل وغيره".
وفاته
توفي ابن الحاج الفاسي في القاهرة يوم الأربعاء في العشرين من شهر جمادى أولى عام سبعمئة وسبعة وثلاثين للهجرة، تاركا خلفه العديد من العلوم والمعارف، وقيل أنه كان في الثمانين من عمره، وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً.