إنجازات للمسلمين في الأشهر القمرية
إنجازات المسلمين الدينية
حقَّقت الأمَّة الإسلاميّة العديد من الإنجازات؛ فهي ذاتُ تاريخٍ عريق، خرَّجت قادة ومفكرين وعلماء، وتاريخ المسلمين زاخر بالإنجازات والأحداث التي تجعل المسلم يفتخر بماضيه، ويسعى للسير على نهجهم في حاضره، وقد تعدّدت إنجازات المسلمين ما بين الدينية والعلميّة، ومن إنجازات المسلمين الدينية ما يأتي:
غزوة بدر الكبرى
هي أوّل غزوةٍ خاضها المسلمون ضدّ المشركين بقيادة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ، وقد وقعت في شهر رمضان من العام الثاني للهجرة، وتُسمّى بغزوة بدرٍ الكبرى، وقد كانت هذه الغزوة مُنعطفًا مهمًا في تاريخ الإسلام، وفي تاريخ العرب جميعهم، وقد خاضها المسلمون في بداية الدّعوة، وكان عددهم قليلًا.
إلاّ أنّهم انتصروا نصرًا ساحقاً على المشركين؛ فالله -تعالى- قد أيّدهم بملائكةٍ من عنده لمساعدتهم في القتال، وقد قُتل في هذه المعركة صناديد الكفر من قريش، وجمع فيها المسلمون الكثير من الغنائم.
فتح مكة
هو الفتح المبين، الذي كان ينتظره المهاجرين بعدما أُخرجوا من ديارهم، كان ذلك في شهر رمضان في السنة الثامنة للهجرة، فقد خرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، برفقة جيشه العظيم فاتحًا لها.
وكان فتح مكة نصرًا مُبينًا للمسلمين، وتحقيقًا لمطلبهم، وهو سببٌ في تعظيم إظهار هيبة الإسلام والمسلمين عند العرب جميعهم، فبعدما خرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن معه من المهاجرين، من ديارهم تاركين ورائهم بيوتهم وأموالهم وأهاليهم في سبيل الله -تعالى-، كان جزاؤهم من الله -تعالى- أنّ أعادهم إليها فاتحين منتصرين، وجعل لهم هَيبة وخَشية في نفوس العرب جميعهم.
غزوة بني المصطلق
وقعت غزوة بني المصطلق في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة، وكان سببها أنّ الحارث الخزاعي قد تجهزّ لمحاربة المسلمين، وقُتل في هذه المعركة عدد من المشركين، وأسر المسلمون منهم أكثر من سبعمئة رجل، وجمعوا الغنائم، ولم يُقتل من المسلمين سوى رجلٌ واحد، وكان قد أصيب بالخطأ من جيش المسلمين أنفسهم.
وتزوج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من ابنة رئيسهم وهي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، وأعتق بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مئة شخص من قومها، وبسبب هذا الزواج أسلم كثير من بني المصطلق، وأسلم بعد ذلك والدها.
غزوة تبوك
تُعدُّ غزوة تبوك الغزوة الأولى التي خرج بها المسلمون خارج الجزيرة العربية، وتُعرف بغزوة العُسرة؛ وذلك لعدَّة أسباب رافقت الغزوة، منها شِدّة الحرّ آنذاك، فقد خرجوا للغزوة في وقت الظهر، وقد وقعت غزوة تبوك في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة.
كما تُعدّ آخر غزوة غزاها النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وتُسمَّى غزوة تبوك بالفاضحة؛ وذلك لأنّ الله -تعالى- فضح بها المنافقين وكشفهم لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فكانت هي السبب في تطهير المدينة من المنافقين، وإظهار عداوتهم وكيدهم للمسلمين أمام أهل الجزيرة جميعهم، وإظهار مُخططاتهم وجرائمهم التي كانوا يعدُّونها لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وللمسلمين.
كان للمسلمين العديد من الإنجازات الدينية فقد خاضوا مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أهمُّ غزوة في تاريخ المسلمين وهي غزوة بدر الكبرى والتي كانت بداية الفتوحات الإسلامية، وكذلك تمّ فتح مكّة وتطهيرها من الشرك الذي كان فيها، ومن إنجازاتهم أيضًا غزوة بني المصطلق التي أبعدت كيد اليهود، وآخرها غزوة تبوك وهي السبب في تطهير المدينة من النفاق.
إنجازات المسلمين العلمية
الفلك والرياضيات
وضع العرب مؤلفات عديدة في علم الرياضيات؛ عمدت إلى الدخول إلى علم الأعداد ومعارف الحساب، كما اتّخذ العرب المنهج الإغريقي في اعتبارهم أنَّ الأعداد تنتمي للهندسة وليس للحساب، وقام بعض العلماء بترجمة كتب إغريقية وسريانية تختصُّ بهذا العلم، كما فعل ثابت بن قرّة الحرّاني المتوفي سنة 288 للهجرة، بترجمة كتب المدخل إلى علم الأعداد.
كما أنّ أوّل كتاب وُضع في الحساب الهندي في عام 210 للهجرة، هو كتاب محمد بن موسى الخوارزمي، وغير ذلك من المؤلفات والعلماء، وقد بنى المسلمون أشهر مرصد في سمر قند، وكان ذلك في عام 823 للهجرة، وكان فيه جَمعٌ من الفلكيين منهم: الكاشي، وقاضي زاده، وقد بُني على نمطه العديد من المراصد.
الطب
برع علماء المسلمين في الطّب وازدهر في القرن الثالث والرابع من الهجرة، وقد اشتهر في هذا العصر العديد من الأطباء المسلمين الذي تركوا أثرًا في الطّب إلى هذا اليوم؛ فقد وضعوا العديد من المؤلفات التي تمّت ترجمتها إلى عِدّة لغات، وتمّ تدريسها في المدارس والجامعات العربية وغير العربية.
ومن هؤلاء العلماء: محمد بن زكريا الرازي، والشيخ أبو علي بن سينا، وهو من كبار الأطباء، والذي وضع عِدّة مؤلَّفات مشهورة، ومنهم أيضًأ مؤلف كتاب ذخيرة خوارز مشاهي وهو السيد إسماعيل الجرجاني، وغيرهم.
الفلسفة وعلم الاجتماع
ساهم المسلمون في تطوير علم الفلسفة؛ وذلك عن طريق وضع مؤلّفات عديدة، وتنفيذ ما جاء في المؤلّفات اليونانية، وتنقيتها من الأخطاء التي جاءت بها، ومن العلماء المسلمين الذين اشتهروا في هذا المجال: ابن خلدون، والكندي والفارابي صاحب كتاب آراء أهل المدينةِ الفاضلة.
وابن سينا صاحب كتاب الشفاء، وابن رشد، وابن طفيل، وابن باجة، والكندي الذي لّقب بفيلسوف العرب؛ وهو الذي ألّفَ كتاب الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد، وغيره.
اللغة والنحو
قد وضع المسلمون في مجال الّلغة والنحو عِدّة مؤلفات منها ألْفية ابن مالك؛ للإمام أبو عبد الله بن محمد جمال الدين بن مالك الأندلسي، والذي عاش ما بين ستمئةٍ إلى ستمئةٍ واثنين وسبعين هجرية، وقد شرحها كثير من العلماء منهم؛ ابن عقيل المصري، وابن هشام وغيرهم.
كما وضع أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن الأنباري مؤلَّفاً وسمَّاه الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين، وقد استعرض فيه مئة وإحدى عشرين مسألة خلافيّة في النحو، بين أهل الكوفة وأهل البصرة.
كان للمسلمين أثرٌ واضحٌ في العلوم العملية، وقد وضعوا العديد من المؤلفات في الطّب والفلك، والرياضيات، والفلسفة، وكذلك في علم الاجتماع والنحو والأدب وغير ذلك، وقد اشتهر العديد من العلماء المسلمين في هذه المجالات، منهم ابن سينا، والرازي والفارابي، والخوارزمي وابن خلدون وغيرهم.