إعادة تدوير القمامة
إعادة تدوير النفايات
عملية تدوير النفايات: هي عملية استخدام واستعادة وإعادة معالجة مواد النفايات والمخلفات سواء المنزلية، أو الصناعية، أو الزراعية، بهدف تقليل أثرها واستخدامها في الصناعات والمنتجات المختلفة من جديد، كما أنها تعد مجموعة من العمليات المترابطة ببعضها البعض، حيث تبدأ بتجميع المخلّفات التي يمكن تدويرها ومن ثم فرزها بناءً على نوعها (زجاج، أو ورق، أو خشب، أو معدن، إلخ...) لتصبح مواد خام صالحة للتصنيع والاستخدام، وتتمثّل المراحل الأساسية في عملية إعادة التدوير في جمع مواد النفايات وتجهيزها تصنيعها ومعالجتها، وتشمل المواد المعاد تدويرها الحديد، والصلب، وعلب الألومنيوم، والزجاج، والورق، والخشب، وبقايا مواد البناء وغيرها من المواد، وتعد المواد المستخدمة في عملية إعادة التدوير بمثابة بدائل للمواد الخام التي تم الحصول عليها من الموارد الطبيعية غير المتجددة مثل البترول، والغاز الطبيعي، والفحم الحجري، والخامات المعدنية، والأشجار. وقد نشأت فكرة إعادة التدوير خلال الحرب العالمية الأولى والثانية عندما عانت الدول المشاركة في الحرب من نقص شديد في بعض المواد الأساسية مثل الحديد والمطاط وغيرها، حيث قامت بعض الدول نتيجة لذلك بجمع هذه المواد وإعادة استخدامها من جديد، ومع مرور الوقت أصبحت عملية إعادة تدوير النفايات من أهم الأساليب المتبعة للتخلص من النفايات نظراً لتأثيرها الإيجابي على البيئة والاقتصاد الوطني وصحة الإنسان.
مجالات إعادة تدوير النفايات
تتنوع مجالات تدوير النفايات بتنوع مصادرها، ونذكر فيما يأتي أهم هذه المجالات:
- إعادة تدوير الورق: تُعدّ مادة الورق من أكثر المواد المتاحة لعملية إعادة التدوير ، وتتمثل في أوراق الصحف، والورق الملوّن، والمناديل الورقية، والمجلات، وغيرها من المواد الورقية، وتُعدّ عملية إعادة تدوير الورق عملية اقتصادية وذات أهمية كبيرة، وطبقاً لإحصائية وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية فإن إنتاج طن واحد من المخلّفات الورقية سيوفّر ما يُقارب 4100 كيلو واط من الطاقة، كذلك سيؤدي إلى نقص في نسبة التلوث الهوائي بمقدار 24 كغ من الملوثات الهوائية.
- إعادة تدوير البلاستيك : تمثل المواد البلاستيكية حوالي 10% من وزن محتوى النفايات البلدية، ويوجد نوعان رئيسيان من البلاستك، هما: البلاستك الناشف، وأكياس البلاستك، وتتم إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية عبر غسلها بمادة الصودا الكاوية مع الماء الساخن وإعادة بلورته باستخدام ماكينات البلورة، أما البلاستك الناشف فيتم إعادة تدويره عن طريق تكسيره واستخدامه في مشابك الغسيل وخراطيم الكهرباء البلاستيكية وغيرها من الصناعات عدا الصناعات التي تدخل في منتجات المواد الغذائية.
- إعادة تدوير المخلفات المعدنية: وتتمثل بشكل أساسي من الألمنيوم والمواد الصلبة، وتعد المواد المعدنية من المواد التي يمكن إعادة تدويرها عدة مرات، كما أنها تحتاج إلى كمية طاقة وكلفة أقل مقارنة بكمية الطاقة والكلفة اللازمة لاستخراجها، حيث تحتاج عملية إعادة تدوير الألمنيوم إلى ما نسبته 20% من تكلفة تصنيعه و5% من الطاقة اللازمة لاستخراجه.
- إعادة تدوير الزجاج: تشكل مادة الزجاج حوالي 6٪ من وزن المادة في النفايات، وتعد عملية إعادة تدوير الزجاج معقدة وصعبة؛ لأنها تحتاج إلى فصل المواد الزجاجية حسب لونها عن باقي المواد في النفايات. على الرغم من ذلك، تؤدي عملية إعادة تدوير الزجاج إلى توفير الكثير من الطاقة؛ لأن عملية تصنيع الزجاج تعد من الصناعات المستهلكة بشكل كبير للطاقة، حيث تحتاج إلى حرارة بمقدار 1600 درجة مئوية.
- إعادة تدوير نفايات البناء والهدم: وتتمثّل نفايات البناء في الخشب ، والطوب ، وخرسانة الإسمنت، والخرسانة الإسفلتية، ويمكن إعادة استخدام هذه المواد من خلال سحقها واستخدامها في الحصى تحت سطح الطريق، ويمكن استخدام قطع الخشب كبياضات للحيوانات ووقود للتدفئة.
أهمية إعادة تدوير النفايات
تكمن أهمية إعادة تدوير النفايات في العديد من الجوانب، نذكر منها ما يأتي:
- تقليل نسبة التلوث بأنواعه، عن طريق التقليل من تراكم النفايات التي تؤدي إلى حدوث تلوث بصري وإطلاق الغازات الملوثة في الهواء وتلوث المياه والتربة.
- تقليل الضغط عن أماكن تجميع ودفن النفايات (مكبات النفايات)، وقد يصل الحال إلى إلغائها نهائياً، وبالتالي توفير الموارد المالية اللازمة لإنشائها، حيث إن إنشاء المدافن الصحية يتطلب وجود موارد مالية ضخمة، وبإعادة تدوير النفايات يمكن استغلال المساحات في استثمارات أخرى تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى تقليل تكاليف جمع النفايات ونقلها والتخلص منها.
- المحافظة على الموارد الطبيعية والتقليل من استنزافها، عن طريق إعادة تدوير النفايات الصلبة.
- توفير الطاقة والمحافظة عليها وتحسين استغلالها، حيث تساهم عملية إعادة تدوير النفايات في التقليل من استهلاك الطاقة في عملية الإنتاج للخام الأصلي. على سبيل المثال، عند إعادة تدوير مادة الألمنيوم يمكن توفير ما نسبته 95% من الطاقة اللازمة لتصنيع الألمنيوم من خاماته الأصلية.
- التقليل من الاعتماد على استيراد الموارد الأولية الخاصة بالعديد من الصناعات، وبالتالي التقليل من تكلفة الإنتاج نتيجة انخفاض فاتورة الضرائب، والرسوم الجمركية، وأقساط التأمين، والنقل.
- تساهم عملية إعادة تدوير النفايات في التقليل من الأمراض الناتجة عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة الفايروسات المختلفة، والتقليل من تكلفة علاج هذه الأمراض.
- دعم الاقتصاد الوطني وجعله أكثر مرونة في مواجهة التغيرات الخارجية بارتفاع أسعار المواد الخام أو ندرتها.
- التقليل من نسبة البطالة في صفوف الشباب الراغبين في العمل، عن طريق توفير فرص عمل جديدة في جمع وفرز النفايات الصلبة وتحويلها إلى المصانع الخاص في عمليات إعادة التدوير.