أين يقع قبر صلاح الدين الأيوبي
موضع قبر صلاح الدين الأيوبي
خلّد التاريخ ذكر شخصيَّاتٍ عظيمةٍ، صنعت للأمّة العربية والإسلاميّة أمجادًا وانتصاراتٍ، ومن بينهم: القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي أمضى حياةً حافلةً بالبطولات والتضحيات في سبيل الأمّة إلى أن قضى أجله، وموضع قبره مشهودٌ قرب الجامع الأموي في مدينة دمشق، حيث دُفن أوّل ما توفّي سنة 589 هـ في قلعة دمشق، ثمّ نقله ابنه الملك الأفضل سنة 592 هـ إلى حيث قبره الآن قرب الجامع الأموي.
تعريفٌ بصلاح الدين الأيوبي
اسمه ولقبه
صلاح الدين الأيوبي قائدٌ إسلاميٌّ، اسمه الملك الناصر أبو المظفّر يوسف بن أيوب بن شاذي، وصلاح الدين الأيوبي هو لقبه الذي اشتهر به، ولقّب -رحمه الله- كذلك بالملك الناصر، وكان البعض يدعوه بالناصر صلاح الدين؛ فهو من القادة المسلمين غير العرب الذين كان لهم دورٌ بارزٌ في نُصرة الإسلام وتحرير أراضيه، وحماية مقدّساته.
مولده ونشأته
يرجع نسب صلاح الدين الأيوبي إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل أرمينيا من أصولٍ كردية، وقد ولد صلاح الدين الأيوبي في العراق في مدينة تكريت عام 532 هـ، فكان والده نجم الدين أيوب واليًا عليها، ثمّ هاجر منها إلى الموصل، ونشأ صلاح الدين الأيوبيّ في الموصل نشأةً طيِّبةً، وتربّى فيها على الفروسية، وتعلّم القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة.
أعمال صلاح الدين في مصر
كانت مصر تحت حكم الدولة الفاطمية عند قدوم صلاح الدين إليها، وقد عيّن الخليفة الفاطميّ صلاحَ الدين الأيوبيّ وزيرًا في مصر، ومع ضعف الدولة الفاطميَّة وكثرة الفتن والخلافات الطائفيّة التي مرّت بها البلاد؛ سقطت الدولة الفاطميّة، تمكّن صلاح الدين الأيوبيّ من الحفاظ على مصر واستقرارها، ونشطت مصر في عهده اقتصاديًّا وعسكريًّا، وعلميًّا؛ حيث بنى عددًا من المدارس الوقفيّة كالمدرسة الناصرية، والقمحيَّة وغيرها، وما ضمّته هذه المدارس من مكتباتٍ.
أعماله في الشام وبيت المقدس
كانت كثيرٌ من المناطق في بلاد الشام خاضعةً لسيطرة الصليبين ، وبعد أن قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية في مصر، أخذ يعدّ العدَّة للتوجه إلى بلاد الشام؛ لمحاربة الصليبيين، فقاد عدّة حملاتٍ حارب فيها الصليبيين وانتصر عليهم، واستعاد الكثير من الأراضي التي سيطروا عليها في بلاد الشام وعلى رأسها مدينة القدس الشريف، وذلك بعد معركة حطين الخالدة التي قادها صلاح الدين الأيوبي سنة 583 هـ، وكتب الله له فيها النصر وفتح بيت المقدس.
وفاته
أصيب صلاح الدين الأيوبي وهو في دمشق بحمى شديدةٍ أتعبته، إلى أن توفّاه الله عام 589 هـ، فحزن عليه الناس حزنًا شديدًا، فقد فقدت الأمة الإسلامية بموته قائدًا عسكريًّا شجاعًا، وحاكمًا حكيمًا رحيمًا، أحبّه الناس لما اتصف به من شجاعةٍ ونبل، ولم يترك -رحمه الله- ضِياعًا ولا أملاكًا؛ فقد كان يُنفق ماله في الصدقات والإحسان للفقراء، وصلّى عليه الناس يوم وفاته، وبعد أن نُقل جثمانه وأعيد دفنه في الجامع الأموي، صُلِّي عليه، وأقام ابنه الملك الأفضل في الجامع الأموي يستقبل المعزين لثلاثة أيَّامٍ.